رؤية ابن سلمان الثقافية والحضارية!
رؤية ابن سلمان الثقافية والحضارية!
الخبر:
أعلن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع (أكبر مدينة) ترفيهية وثقافية ورياضية في المملكة، وذلك بمنطقة القدية جنوب غرب العاصمة الرياض.
وقال ابن سلمان إنّ “هذه المدينة ستصبح معلماً حضارياً بارزاً ومركزاً مهماً لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة”. وأضاف: “هذا المشروع الرائد والأكثر طموحاً في المملكة يأتي ضمن الخطط الهادفة إلى دعم (رؤية السعودية 2030) بابتكار استثمارات نوعية ومتميزة داخل المملكة تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب”.
وأشار ولي ولي العهد إلى أن صندوق الاستثمارات العامة، الذي يترأس مجلس إدارته، هو المستثمر الرئيسي في المشروع، إلى جانب مجموعة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين، مما يدعم مكانة المملكة كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ورأى ابن سلمان أن مشروع القدية، المقرر وضع حجر الأساس له بداية العام 2018 وافتتاح المرحلة الأولى منه في عام 2022، “سيحدث نقلة نوعية في المملكة، ويدعم توجهات الدولة ورؤيتها الهادفة إلى تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع، والمضي قدماً في الارتقاء بمستوى الخدمات بالعاصمة الرياض لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم“، وأكّد أنّ المشروع يمثل “دعماً قوياً وحافزاً مهماً لجذب الزائرين بوصفه عاصمة المغامرات المستقبلية، وسيصبح خيارهم الأول والوجهة المفضلة، لتقديمه العديد من الأنشطة النوعية التي تم اختيارها بعناية فائقة، وصممت بأحدث المواصفات العالمية المتطورة لتحقيق حياة صحية وعامرة، وإضفاء المزيد من الترفيه والبهجة والمرح“، وتوقع أنّ مشروع القدية: “سيحقق منافع اقتصادية واجتماعية قيمة للوصول إلى ما يصبو إليه المجتمع من تقدم ورقي، بوصفه أفضل الوجهات الترفيهية المهمة التي تقدم خيارات متنوعة تجذب العائلات والأصدقاء للاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن مشروع القدية يضم 4 مجموعات رئيسية هي الترفيه، ورياضة السيارات، والرياضة، والإسكان والضيافة، وقالت إنّ المدينة “تُعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلو مترا مربعا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى”، وأضافت أنّه سيوفر “بيئات متنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطَّلق وتجربة برية ممتعة، بالإضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام، ومسابقات رياضية وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من البنايات المعمارية والفنادق”.
التعليق:
هذه هي مشاريع السعودية العملاقة، وهذه هي إحدى أهم تطبيقات رؤية محمد بن سلمان 2030 الاقتصادية والحضارية والتي أشغل العالم بها، وصدّع بها رؤوسنا، فبعد دراسات شاملة ودقيقة تتفق مع المعايير العالمية تكلّفت الكثير من الجهد والمال والوقت، ظهرت أولى مخرجاتها على شكل هذا المشروع الترفيهي الضخم ليُحقّق حسب تقدير واضعي الدراسة ما يصبو إليه المجتمع (السعودي) من تقدم ورقي يتلخص في الاستمتاع بأجمل الأوقات كما جاء في الإعلان عنها!!.
فهل حقاً ما يصبو إليه المجتمع في السعودية هو إضاعة وقته بالمغامرات والمسابقات الرياضية، ومشاهدة ألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولو غرام ثلاثي الأبعاد؟
وهل جُلّ ما يحتاج إليه الشعب الذي لا يملك قطاع كبير منه ثمن لقمة العيش هو الترفيه والتسلية؟
أليس سكان السعودية من المسلمين؟، وأليسوا ممّن يرجون العيش في ظل أحكام الشريعة الإسلامية؟، وأليست أهدافهم العليا هي ما فرضه عليهم ربّهم الذي يؤمنون به وسنة نبيهم r التي هي أسوتهم وقدوتهم؟
فهل الإسلام العظيم جعل من الترفيه والتسلية وإهدار المال على محقرات الأشياء هدفاً من الأهداف العليا لصيانة المجتمع؟! أم جعل حفظ الدين والنسل والنفس والعقل والكرامة والخلافة هي من أهم أهدافه العليا؟.
إن الدول العدوّة المُتطوّرة في العالم تستثمر أموالها في صناعة الصواريخ والطائرات ومختلف الآلات، بينما السعودية تُبذّر الأموال في بناء أكبر مدينة ألعاب في العالم، وفي الملاهي والمنتجعات!!
إنّ ما تسعى إليه السعودية من بناء أكبر مدينة ترفيهية في العالم يُشبه إلى حدٍ كبير ما تسعى إليه سائر الدول المُتخلّفة التي تتنافس على صناعة أكبر طبق حمص أو أكبر حبة فلافل أو أكبر كعكة مهلبية!.
وا حسرةً على أموالٍ يُنفقونها في الألهيات والتسالي بدلاً من إنفاقها في الجهاد في سبيل الله لرد الأعداء الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر، ولحمل دعوة الإسلام إلى العالم.
فأي سفهٍ هذا الذي يفعله حكام آل سعود بإضاعتهم للأموال على ما لا ينفع ولا يفيد الأمّة بشيء؟! وأي خيانةٍ هذه التي يرتكبونها بسبب إلهائهم للمسلمين وصرفهم عن أهدافهم العليا؟! وأية رؤيةٍ عقيمةٍ تلك التي وضعوها فأبعدت المسلمين عن النهضة والتقدم الحقيقيين بدلاً من الرؤية الإسلامية الشرعية؟!
فإذا كانت هذه هي رؤية ابن سلمان الثقافية والاقتصادية فعلى السعودية السلام، وبئست تلك الرؤية وبئست تلك المشاريع المُنبثقة عنها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني