كازاخستان تريد الانتقال من السريانية إلى اللاتينية
كازاخستان تريد الانتقال من السريانية إلى اللاتينية
الخبر:
وفقا للخبر الذي نشره موقع بي بي سي في 12 نيسان/أبريل، أمر الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف الحكومة ببدء التحضير لنقل الأبجدية الكازاخية من السريانية إلى اللاتينية.
وقال نزارباييف “نحن نبدأ عمل التحضير. يجب على الحكومة أن تخطط جدولا لنقل اللغة الكازاخية إلى الأبجدية اللاتينية…”، “بعد إجراء مشاورات مع العلماء وممثلي الجمهور بحلول نهاية عام 2017، يجب أن يوضع المعيار الوحيد لأبجدية الكازاخية ولحروف الهجائية اللاتينية..” مقترحا أنه “في كازاخستان ينبغي الانتهاء من الفترة الانتقالية من السريانية إلى الحروف الهجائية اللاتينية حتى عام 2025”.
التعليق:
بعد تفكك الاتحاد السوفياتي بدأت الجمهوريات التي حصلت على “الاستقلال” تغير حروفها الأبجدية واحدة تلو الأخرى. وأخيرا جاء هذا الدور لكازاخستان، وهي تريد أن تبدأ تغيير حروفها الأبجدية.
في الواقع، هل يمكن أن تتقدم عن طريق تغيير الأبجدية فقط؟!
إن أوزبيكستان منذ أكثر من 23 عاما، أي في عام 1993، أصدرت قراراً بتغيير أبجديتها السريانية إلى الأبجدية اللاتينية. فعلى ماذا حصلت؟! على الرغم من 14 عاما من اعتماد قانون نقل الأبجدية السريانية إلى الأبجدية اللاتينية، لم تبدأ فترة الأبجدية اللاتينية بشكل كامل، ويبدو أنها ستستمر لسنوات عديدة. وأما الشعب فقد أصبح أكثر أمية.
إن القرن العشرين شكل منعطفا حادا للأبجدية الأوزبيكية: في الجمهورية خلال ثمانين عاما تغيرت الأبجدية ثلاث مرات، وهذه المرة تُعتبر هي الرابعة.
لأن سكان هذه البلاد هم مسلمون، فإنهم كانوا يستخدمون الأبجدية العربية. لذلك، من الجدير بالذكر أنه في مجالات متنوعة مثل التفسير، والحديث، والفقه، وعلم الفلك، والطب، وغيرها قد نبغ العلماء الأفذاذ مثل البخاري والترمذي، والنسفي، والبيروني، وابن سينا…
بعد احتلال الروس هذه البلاد كانت الأبجدية العربية التقليدية تستخدم حتى 1929م، وفي عام 1929، تم الانتقال إلى أبجدية جديدة تستند إلى الحروف اللاتينية، واستمرت تلك الأبجدية 11 عاما.
ومنذ أيار/مايو 1940، انتقلت الأبجدية الأوزبيكية التي تستند إلى اللاتينية إلى نظام الكتابة بالسريانية. إن تبدل الأبجدية الذي جرى في وقت قصير، أدى إلى زيادة محو الأمية الأبجدية، كما أدى بالتنمية الثقافية للشعب إلى أضرار بالغة، وقد أنتجت عددا من العوائق التي تحول دون نمو الهجاء والطلاقة. ولما جاء 2 أيلول/سبتمبر 1993، تم إصدار القانون المعتمد لـ”تنفيذ الأبجدية الأوزبيكية على أساس الأحرف اللاتينية”.
ونتيجة لذلك، لم يزدد معدل الإلمام بالقراءة والكتابة، كما يدعون بل بالعكس لا يزال ينهار أكثر من قبل؛ وذلك أن أسياد هؤلاء الحكام أي الغرب الكافر، لا يحبون أن يتقدم المسلمون ويتطوروا.
وبناء عليه، فإن الغرب لا يزال يبدل الحروف الهجائية عمدا عن طريق الحكام الذين نصبهم من أجل أن يسيطر على مستوى عدم إلمام القراءة والكتابة وعدم التنمية في مختلف المجالات، في كازاخستان وفي غيرها من المناطق في كثير من الأحيان.
وهكذا، ولو أقيمت دولتنا أي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تضع الحروف الأبجدية العربية في موضعها وتنظم برامج التعليم لبرز العلماء المتميزون في مختلف المجالات كما كان من قبل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مراد (أبو مصعب)