Take a fresh look at your lifestyle.

المجاعة تفتك باليمن والصومال والسودان والنيجر فماذا قدم الغرب للمسلمين غير الموت؟؟!

 

المجاعة تفتك باليمن والصومال والسودان والنيجر

 

فماذا قدم الغرب للمسلمين غير الموت؟؟!

 

 

الخبر:

 

قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن مخاطر انتشار المجاعة على نطاق واسع في كل من الشمال الشرقي لنيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن باتت مرتفعة بسبب الجفاف والصراعات التي تضرب هذه الدول.

 

وقال الناطق باسم المفوضية “ندق ناقوس الخطر مرة أخرى اليوم بالتحذير من أن خطر موت جماعي من الجوع بين سكان القرن الإفريقي واليمن ونيجيريا يتزايد… فالوضع بات في غاية الخطورة ويتفاقم بسرعة من غرب إفريقيا إلى شرقها”.

 

وكان 260 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، قد قضوا في منطقة القرن الإفريقي نتيجة المجاعة قبل ست سنوات.

 

التعليق:

 

إن يد الغرب حيثما حلت وامتدت فإنها تُحِلّ الخراب والدمار والموت!! لأن المبدأ الرأسمالي الفاسد المُفقِر هو سبب الشقاء والبؤس والمجاعة التي تهدّد القرن الإفريقي واليمن والنيجر بسبب جشع الرأسمالين وحرصهم على مصالحهم وملء جيوبهم وبطونهم على حساب الأرواح والدماء!!

 

إن المجاعة التي تُهدّد هذه الشعوب المسلمة لا تقف على سوء تدبير حكوماتهم وفشلهم في إدارة الأزمات وحسب أو الدخول في سقف المديونية أو حتى اغتيالهم للأموال العامة وتصدّر أعلى مؤشرات الفساد!! إن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، إنه الصراع الغربي على بلاد المسلمين بزعامة بريطانيا وأمريكا، سواء بالتدخل المباشر والدخول في عمليات اقتتال مع الدول، أو من خلال الشركات الرأسمالية الناهبة والاستثمار الأجنبي، أو بالتدخل الخبيث عن طريق إذكاء الصراعات وتأجيج الانقسامات والنفخ في نار الخلافات الإقليمية والحروب الأهلية، ليتدخل الغرب فيما بعد بطلاً يرفع شعار الديمقراطية والحرية وإحلال السلام، وديمقراطيته لا تكون إلا قنابل وصواريخ وقتلاً ونهباً واحتلالاً ومجاعة!!

 

وهذا ما يحدث في هذه البلدان التي تستثمر الحروب الأهلية كما يحدث في الصومال والسودان أو التصدّي (للجماعات الإرهابية) كالحوثيين وبوكو حرام كما هو حال في اليمن والنيجر أو تأجيج الحروب الإقليمية كتدخل السعودية في اليمن وغيره من أشكال دموية للحرب… وكل ذلك للتغطية على الصراع الدولي على هذه المناطق… فماذا ستكون النتيجة من بعد؟ مجاعة تودي بحياة الملايين من الناس أغلبهم من الأطفال وتُهدد بقاء ملايين آخرين يُعانون من سوء التغذية الحاد وسوء الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة كالتهابات السحايا والكوليرا!! ومن لم يقتله السلاح فهو مُخيّر بين المجاعة والأمراض!

 

وهنا يتساءل البعض:

 

لماذا يتجاهل المجتمع الدولي محنة الجياع في هذه الدول؟

 

وأين هو الضمير العالمي لحماية ضحايا المجاعة والصراعات؟

 

طالبت الأمم المتحدة المجتمع الدولي بتوفير 4.4 مليار دولار لمكافحة المجاعة في الدول الأربع إلا أنها لم تتوصل حتى اليوم سوى بمبلغ 984 مليون دولار. وتقول المفوضية إن هذه الأرصدة المالية غير كافية لمواجهة الوضع وهذا ما يُجيب على التساؤلات، فالسكوت والتهميش والتجاهل هو في حد ذاته موقف دولي وآلية لإبادة الشعوب لتصبح “زائدةً” لا حاجة لها، بعد أن دُفعَت للموت والمجاعة والأوبئة والفوضى المقصودة والمنظمة بتعميم عصابات القتل والحروب الداخلية والإقليمية والأهلية!

 

مفارقة قاسية مؤلمة؛ أن يموت المسلمون جوعا فيما تزخر أراضيهم بالثروات والخيرات التي تغنيهم وتكفيهم وتقلب لهم معادلة الفقر والبؤس والمجاعة إلى الرخاء والرفاه والعيش الكريم على أرقى مستوى!!

 

فاليمن يحتضن في أعماقه أكبر مخزون من احتياطي الجرانيت والرخام في الشرق الأوسط بالإضافة إلى أرضه الغنية بالمعادن الثمينة (الذهب والفضة) وبنسب مرتفعة جداً، هذا بالإضافة لمعادن مهمة واحتياطيات عالية من معادن الرصاص والزنك خاصة في مدن صنعاء وحضرموت وشبوة… أما النيجر فهو أكبر مصدر للبترول في أفريقيا كما أن أرضه غنية باليورانيوم الذي يُساهم في تمويل جزء كبير من مشاريع فرنسا من الطاقة النووية وتزويدها باحتيجاتها من الطاقة الكهربائية! أما الصومال فيوجد فيه ثروات طبيعية هائلة مثل اليورانيوم وخامات الحديد والقصدير والملح والغاز الطبيعي، وقد تم التأكد من وجود النفط، والجبس والنحاس… بالإضافة إلى الثروات البحرية الكثيرة. وأما السودان فيعتبره البعض قارة لوحده! ومن أهم الثروات الطبيعية في السودان الماء، والأراضي الزراعية، والثروة الحيوانية، والبترول، واليورانيوم والثروة المعدنية.

 

إن خيرات بلدان المسلمين تؤكد على أن المجاعة هي أزمة مُفتعلة سببها الاقتصاد الرأسمالي المتوحش، فليست المشكلة في انعدام الثروات كما يُروّج وإنما في تقسيمها بالعدل بين العباد.

 

أيها المسلمون في النيجر واليمن والسودان والصومال:

 

ثرواتكم أسالت لعاب الغرب فأسالوا دماءكم وقتلوكم وجوّعوكم لأجلها! إن ما تملكونه من خيرات هو ما جعلكم مطمعاً للدول الغربية التي تريد أن يكون لها نصيب الأسد في كل شيء، فأشغلتكم بالصراعات الداخلية والنزاعات الإقليمية والطائفية ووكَلت عليكم حكاما فاسدين مفسدين أذلوكم وأضلوكم السبيل.

 

فلا تنازعوا فتذهب ريحكم وانبذوا عنكم تجارة العمالة والخيانة مع مليشيات الإجرام وعصابات الموت ومافيات الحكومة، واعلموا أن النظام الاقتصادي الإسلامي هو القادر على أن يوفر لكم ولهذه الأمة وللعالم أجمع سياسة اقتصادية عادلة، يقوم الحاكم فيها على تنمية الثروات وتوزيعها بالعدل بين الناس، ولا يكون هذا إلا في ظل دولة تحميكم وتحمي ثرواتكم وأمتكم؛ هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

فوحّدوا صفوفكم أيها المسلمون، واعملوا مع العاملين على بيعة حاكم راع مسؤول عن رعيّته يُتقى من ورائه ويُحتمى به.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

 

 

2017_04_17_TLK_2_OK.pdf