مسألة كوريا الشمالية والسياسية الأمريكية
مسألة كوريا الشمالية والسياسية الأمريكية
الخبر:
عرضت كوريا الشمالية صواريخها الباليستية التي تطلق من غواصات لأول مرة السبت، قبل عرض عسكري ضخم في العاصمة بيونغ يانغ.
وكانت كوريا الشمالية قد نبهت الولايات المتحدة في وقت سابق السبت، إلى ضرورة وقف ما وصفته بالهستيريا العسكرية وإلا واجهت انتقاماً وذلك في الوقت الذي اتجهت فيه مجموعة قتالية لحاملة طائرات أمريكية صوب المنطقة… (المصدر: القدس العربي، 2017/04/15)
التعليق:
أولا: لقد ورد في كتاب مفاهيم سياسية وهو من منشورات حزب التحرير ما نصه: (أما موضوع كوريا الشمالية فإن أمريكا أثارته لتوجد مشكلةً ساخنةً على حدود الصين. فسياسة أمريكا الثابتة للمنطقة هي أن تحيط الصين بدول قوية أو مشاكل ساخنة تشغلها في نفسها، حتى لا تتطلع إلى خارجها خشية المزاحمة في النفوذ والتأثير على مصالح أمريكا، ولو أمكن لأمريكا أن تعيد توحيد كوريا كما حدث لفيتنام، لتوجد دولاً قويةً حول الصين، لما توانت عن ذلك، كما تفعل مع الهند تجاه الصين.
ولذلك فالمتوقع أن أمريكا ستستمر في تحريك القضية لتبقى مشتعلةً دون أن تهدأ، لكن بشرط أن تشغل الصين بالمشكلة، لا أن تكون مشكلة لأمريكا وحدها؛ ولهذا حرصت على إشراك دول المنطقة في مشكلة كوريا، وكانت تعقد الاجتماعات بشكل سداسي: أمريكا، كوريا الشمالية، الصين، روسيا، اليابان، كوريا الجنوبية وإيجاد مشاكل ساخنة داخل الصين أو على حدودها هو خط ثابت بالنسبة للسياسة الأمريكية…)
ثانيا: إن المقصود من إثارة المشاكل مع كوريا الشمالية هي الصين في حقيقة الأمر، وهو ضمن سياسة الاحتواء التي تتبعها أمريكا مع الصين، وسياسة الاحتواء تقتضي أن تستخدم أمريكا كل ما يمكنها من سهام تجاه الصين من أجل أن تخضع لما تمليه أمريكا، وتدرك الصين هذا الأمر وتدرك أن تسخين الأحداث مع كوريا الشمالية هي المقصودة منه، فما أن تهدأ الأمور حتى تقوم أمريكا بإشعالها مرة أخرى وهذا ما تقوم به أمريكا حاليا.
ثالثا: ليس من المتوقع أن تصل الأمور لحالة الحرب لأن إشعال الحرب في هذه المنطقة هو ضرب من الجنون لتعدد القوى الإقليمية والنووية وطبيعة العداء الحقيقي والتاريخي بين هذه الدول، فإشعال شرارة الحرب لن تخدم أمريكا بل ستقلب العالم والأوراق، ولا يمنع هذا من الحشود ولا التهديد وارتفاع نبرة الحرب وعرض العضلات… لكن ليس من المتوقع أن تصل إلى حالة الحرب الحقيقية (ولذلك فليس من المتوقع أن تعمد أمريكا لتصعيد الموقف ليصل إلى الأعمال المسلحة لحل موضوع أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية). والله أعلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان (أبو البراء) – الأردن