Take a fresh look at your lifestyle.

خسر المسلمون الاستفتاء مرةً أخرى! (مترجم)

 

خسر المسلمون الاستفتاء مرةً أخرى!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

حسب وكالات الأخبار فإن نتائج الاستفتاء على التعديلات الـ 18 قد ظهرت.

 

التعليق:

 

إن نتائج الاستفتاء المُنتظرة منذ عدة أشهر قد ظهرت. فنتائج التصويت كانت أن 51.4% صوتوا بنعم و48.6% صوتوا بلا. وحسب هذه النتائج “فالنظام الرئاسي الأمريكي” حل محل “النظام البرلماني الإنجليزي” في تركيا. ومما لا شك فيه أن هذا التصويت كان الأهم بعد التحول إلى النظام الجمهوري في 29 تشرين الأول/أكتوبر سنة 1923. وما يجعله بالغ الأهمية هو أنه تم تبني النظام الرئاسي الأمريكي والتخلي عن النظام البرلماني الإنجليزي. وبهذه النتيجة فإن الإنجليز قد خسروا خندقا آخر مهما، بعد خسارتهم للجيش والنظام القضائي والشرطة. وكما يبدو أيضا فإن هذه النتيجة لم ترض الحكومة. حيث إنها توقعت أن تتجاوز الحد النفسي بـ 55%، خاصة وأن المدينتين الكبيرتين، أنقرة وإسطنبول، صوتتا بـ “لا”، مما أغضب الحكومة. فمنذ 2002 كان حزب العدالة والتنمية قادرا على الفوز في هاتين المدينتين بكل الانتخابات حتى اليوم.

 

إن التحليل الأولي لنتائج الاستفتاء يبين أنه بينما تقول الحكومة إن هذا نصر كبير، فإن حزب الشعب الجمهوري يدّعي أن نتائج الانتخابات تم التلاعب بها، وأن النتيجة الحقيقية هي لصالح الأصوات التي تقول “لا”. حيث إن الاعتراضات قُدمت من الرئيس العام لـ AGIT وبعض الدول الأوروبية التي قامت بالإدلاء ببعض البيانات. وبطبيعة الحال فإن نتيجة التصويت قد أغضبت أوروبا. حيث إن إنجلترا بشكل أساسي وبعض الدول الأوروبية الأخرى لم تعجبهم هذه النتيجة أبدا. فهم يدركون الآن أن تركيا تنزلق من بين أيديهم وأصبحت أكثر قربا لأمريكا.

 

وإضافة إلى ذلك فقد كانت هنالك حملات إعلانية بين حزب العدالة والتنمية ممثلي “نعم” وحزب الشعب الجمهوري ممثلي “لا”. فبينما حشد حزب العدالة والتنمية كل مقدرات الدولة في سبيل إرضاء أمريكا، فإن حزب الشعب الجمهوري أيضا أظهر شغفا وجهدا عظيمين في سبيل إرضاء إنجلترا. فكلا الجهتين حولت الاستفتاء إلى قضية حياة أو موت. وعلى الأغلب فإن أمريكا ستكون راضية عن حزب العدالة والتنمية بسبب نتيجة الاستفتاء ـ فكما يبدو قام رئيس أمريكا ترامب بالاتصال بأردوغان وتهنئته بنجاحه ـ بينما يشعر الإنجليز بعدم الرضا عن عدم كفاءة حزب الشعب الجمهوري. ولكن على الرغم من عدم رضا إنجلترا، فإن حزب الشعب الجمهوري تمكن من الفوز بعدد كبير من الأصوات في الاستفتاء. وبطبيعة الحال فإن إنجلترا لن ترضى عن هذه النتيجة. كما أنهم قد يقومون ببعض الخطوات لزعزعة الحكومة. فالإنجليز لا يزالون يخبئون العديد من الخدع التي يمكن أن يستخدموها. فهم قد يقومون ببعض التلاعبات في الاقتصاد – وهو أكثر ما يهم الشعب – في سبيل زعزعة الاستقرار. أو قد يستخدمون بطاقة (الإرهاب) بهدف زرع الخوف وانعدام الأمان بين الشعب. كما أنهم سيرغبون على الأكثر باللعب بكل بطاقاتهم السياسية حتى انتخابات 2019 الرئاسية والبرلمانية. فهم سيبذلون كل قوتهم في سبيل الضغط على تركيا، والتي زاد انقيادها لأمريكا بهذه النتيجة. وبكلمات أخرى، إنه في كلتا الحالتين ستستمر دسائس الكفر الإمبريالية. فواحدة منهما ستبذل كل قوتها في محاولة الحصول على مكان لها وأمريكا الكافرة الإمبريالية ستعمل على حماية مصالحها.

 

ولكن كما هو الحال دائما، فإن المسلمين هم الذين سيكونون أكثر من يتأذّى من هذه الصراعات السياسية. فالقوانين غير الإسلامية التي تغضب الله عز وجل سيستمر تطبيقها. وواضعو التشريع سيكونون بشرا مرة أخرى. وفكرة “الحرية” والتي هي ثورية حسب الإسلام ستبقى موجودة. الوجود الأمريكي بشكل أساسي، ثم الإنجليزي والروسي واليهودي وغيرهم من الدول الإمبريالية سيستمرون بذبح المسلمين. وهذا النظام الجديد أيضا سيسخر إمكانياته لمنع إقامة الخلافة على منهاج النبوة. والنظام الرئاسي أيضا، كما النظام البرلماني، لن يتمكن من حماية شرف وحياة وممتلكات المسلمين. حيث إن أكثر ما يهم الإمبريالية الكافرة هي مصالحها وأنظمتها الخاصة بها. إنهم لا يقدرون قيمة أي شيء سوى هذه المصالح والأنظمة. وسيعملون أي شيء لحمايتها. ولكن الأكثر أهمية من ذلك كله أن المسرحية التي يدعونها “الديمقراطية” ستبقى. وبكلمات أخرى، على الرغم من تغير النظام فإن مصدر عدم الاستقرار هذا “النظام الديمقراطي العلماني” لا يزال في مكانه. وهذا وحده كفيل بأن يكون أكبر خسارة للمسلمين.

 

وبهذا فإنه لم يتغير شيء بالنسبة للمسلمين بوصول النظام الرئاسي. “فالأعمال كما السابق” فمثل كل عملية انتخابية فإن الخاسرين هم المسلمون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يلماز شيلك

2017_04_24_TLK_2_OK.pdf