كيان يهود المسخ يعربد، وحكامنا مشغولون بالتنكيل بشعوبهم
الخبر:
ذكرت الجزيرة نت يوم الجمعة الموافق 4/22 “بتصرف”، أن قوات من كيان يهود اقتحمت مساء الجمعة غرف المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن “نيتسان” بمدينة الرملة وسط فلسطين المحتلة. هذا وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها إن “مصلحة السجون في كيان يهود تشن حملة مداهمات وتفتيشات واسعة بحق المعتقلين المضربين عن الطعام منذ الاثنين الماضي”.
التعليق:
يعتقل كيان يهود نحو 6500 من أهل فلسطين – بينهم 57 امرأة و300 طفل – في 24 سجنا ومركز توقيف، حسب إحصائيات فلسطينية رسمية. وهم يتعرضون لظروف صعبة، لا تحقق أدنى شروط الكرامة الإنسانية. فعلى سبيل المثال فيهود لا يفرقون بين الطفل والشاب والمسن فيعتقلهم جميعاً، ولا بين امرأة أو رجل ويوضعون في ظروف اعتقال قاسية وسط التعذيب والإهانة والإهمال الطبي والحرمان من الزيارات وغيرها من الإجراءات الوحشية التي تصل لحد أنَّ النساء الحوامل تضع الواحدة منهن مولودها وهي مكبلة الأيدي والأرجل وتنقل إلى المستشفى في عربة حديدية لا تقل ظروفها المرة عن مرارة وقساوة السجن. وفي الوقت نفسه، فإن الأطفال المواليد يحتجزون في ظروف صعبة مع أمهاتهم الأسيرات، ويحرمون من أبسط الحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الإنسانية والدينية، كأن يتم تأخير إدخال الحليب والأطعمة التي تناسب أعمارهم إلى السجون، ومصادرة ألعابهم القليلة التي يدخلها الصليب الأحمر وذلك أثناء عمليات القمع التي تتعرض لها الأسيرات واقتحام غرفهن والأقسام التي يقبعن بها. أما الرجال فهم يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي والإهانة، وإهمال ظروفهم الصحية ومنع الزيارات عنهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. رغم كل قوانين حقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية التي تنص على احترام الأسرى وكرامتهم، إلا أنها بقيت حبراً على ورق. فلا كيان يهود يجد من يردعه عن غِيِّه، ولا النظام العالمي يلقي بالاً لما يجري.
ولهذا كان الأسرى في سجون فلسطين يقومون بحركات احتجاجية بأساليب مختلفة منها الإضراب عن الطعام، كوسيلة لتأليب الرأي العام ضد كيان الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى أو على الأقل تحسين ظروف الاعتقال. لكن يهود لمَّا لم يجدوا من يوقفهم عند حدِّهم ويضع لتجبرهم نهاية، زاد طغيانهم وعتوا، وكانت ردود أفعالهم لا تجاوز تخفيف عقوبة بحق أسيرٍ ثم العودة لسابق عهدهم من التنكيل والتعذيب والتضييق. فقد أوضحت أماني سراحنة عضو اللجنة الإعلامية لمتابعة إضراب المعتقلين التابعة لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) وهيئة شؤون الأسرى، أن الرسائل الواردة من داخل سجون كيان يهود تشير إلى وجود حملة قمعية غير مسبوقة يتعرض لها الأسرى منذ صباح الجمعة.
إن قضية الأسرى والمعتقلين في سجون يهود، ليست إلا فرعاً عن قضية أكبر هي قضية فلسطين كلِّها وتحريرها كاملةً من رجس يهود كجزء من قضية الأمة المصيريَّة في استعادة سلطانها والحكم بكتاب ربِّها وسنة نبيها r. فما كان لكيان هزيل هشٍّ ككيان يهود أن يتجرأ على أهل فلسطين ويهينَهم، وينكِّل بالأسرى، بل أن يكون له من الأساس قوةٌ يتسلط بها على رقاب أهل فلسطين، بل ما كان ليكون موجودا أصلا؛ لولا استخذاء الحكَّام وتآمرهم. فها هو يضرب عدَّة ضربات في عمق الأراضي السوريَّة ولا يجد من نظام (الممانعة) ردَّاً، فالنظام السوري مشغول بقصف شعبه بالصواريخ وضربهم بالكيماوي! بل هذه السلطة الفلسطينية التي تتغنى بـ”الطلقة الأولى” ومشروع النضال الوطني، تعيد المستوطنين الضَّالين لبيوتهم آمنين، ولا يلقى منها أهل فلسطين إلا العداوة والبغضاء. فجنودها “البواسل” منشغلون بإزالة لافتات دعاية لمؤتمر يقيمه حزب التحرير في رام الله بعنوان “الخلافة أمن بعد خوف، وقوة بعد ضعف”.
حقاً إننا بغياب الخلافة نكصنا على أعقابنا ضعفاء من بعد قوَّة، نخاف بعد أمننا. يعربد علينا شرذمة الآفاق وينكِّلون بنا فلا يجدون حاكماً واحداً يردُّ لهم الصاع صاعين ويعرِّفهم حجمهم. وما ذاك إلا لأن الخلافة غابت فغاب معها الأمن وضاعت معها هيبتنا وقوَّتنا. فهي التي تحمي الأسرى وتحرر بلاد المسلمين، وتذود عن دمائهم وحرماتهم وأعراضهم وأموالهم. وهي التي يحرُّك خليفتها الجيوش الجرارة لأجل امرأة واحدة، أو رجل مسلم. وفي التاريخ شواهد كثيرة من مثل “والله لا تُروَّع بك مسلمة أبداً” وفتح عموريَّة شاهد ودليل!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: بيان جمال