Take a fresh look at your lifestyle.

تماثيل يونانية في بلاد المسلمين (مترجم)

 

تماثيل يونانية في بلاد المسلمين

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

على خلفية الطلب المستمر من جماعات إسلامية مختلفة بما فيها حفظة الإسلام لإزالة تمثال مُقام على أرض المحكمة العليا في دكا، بنغلادش، قالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إنه يجب نقل تمثال سيدة العدل الموجود على أرض المحكمة ووضعه في مكان آخر داخل المحكمة وبعيدًا عن أعين المشاركين في صلوات الأعياد. وكانت حفظة الإسلام قد أعلنت في وقت سابق أنها ستنزل إلى الشوارع ضد الحكومة إذا لم تنصَعْ لطلبات إزالة التمثال لأنه قريب من المكان الذي تُقام فيه صلوات الأعياد – الفطر والأضحى – أكبر أعياد المسلمين. وكان قادة الأحزاب والجماعات الإسلامية، بما فيهم حفظة الإسلام، قد ناقشوا الأمر مع رئيسة الوزراء في شهر كانون أول/ديسمبر. وقالت رئيسة الوزراء في ذلك الاجتماع عن التمثال: “أنا شخصيًا لا أحب هذا التمثال، إنه تمثال يوناني، ولكن كيف وصل هذا التمثال إلى هنا؟ كما وتساءلت لماذا يرتدي التمثال هذا الثوب؟ كما قال أحد أعضاء الوزراء للصحفيين.

 

التعليق:

 

تحت حكم نظام الشيخة حسينة العلماني، أخذت مظاهر علمنة جميع قطاعات بنغلادش زخمًا جديدًا. الحكومة وأعضاؤها العلمانيون واليساريون بالإضافة إلى جماعة المثقفين في البلاد يعملون بدون كلل أو ملل لفصل الأغلبية المسلمة في بنغلادش عن كل شكل أو نوع من الدين الإسلامي وثقافته وتاريخه والترويج للأفكار والقيم العلمانية من خلال تحكّمهم في الإعلام. ويعتبر إقامة “صنم” يوناني أمام مكان مهم مثل المحكمة العليا مثالاً واحدًا من الأمثلة التي لا تُحصى على ذلك.

 

إنّ طلب إزالة التمثال من الجماعات الإسلامية هو أمر حسن لأنه حرام في الإسلام، وأيضًا بحسب مبادئ الإسلام لا يمكن لصنم يوناني يُدعى “ثيمس” أن يصبح إلهاً للعدل والمساواة للمسلمين. وأيضًا حسب ما قال زعيم حفظة الإسلام مولانا شافي، إنه ليس سوى “اعتداء فكري” في بنغلادش تحت مُسمّى العلمانية. ومن هنا يبرز موضوع مهم وهو: أليس طبيعيًا ومتوقّعًا لنظام علماني يؤمن بشدة بالقيم العلمانية أن يسعى لعلمنة البلاد ويمسح أيّ أثر للإسلام من المجتمع الذي يعتقد أنه يشكل خطرًا وتهديدًا على الفكر العلماني؟ أليس طبيعيًا أن يفرض نظام حسينة العلماني قيمًا علمانية على المسلمين في البلاد من أجل حماية فكرهم الخاطئ الذي استوردوه من أسيادهم الغربيين؟

 

إن عمل الحكومة في الآونة الأخيرة على زيادة علمنة قطاع التعليم في البلاد وإزالة جميع النصوص المتعلقة بالإسلام والتاريخ الإسلامي من كتب الأطفال الدراسية وإضافة نصوص جديدة تتعلّق بالدين الهندوسي وثقافته والترويج لاحتفالات رأس السنة البنغالية في طول البلاد وعرضها والذي ينبع من الهندوسية وإصدار الأوامر لجميع المؤسسات التعليمية بالاحتفال بهذه المناسبة بالإضافة إلى تنظيم مانجال شوفها جاترا من كل معلم في يوم رأس السنة (وهو مشابه لمسابقة رفع صور الأصنام)، وإغلاق عدد من المدارس الإسلامية المتوسطة في البلاد وإغلاق برامج تعليم اللغة العربية في العديد من المدارس، جميع ذلك قد أظهر لنا بوضوح عمل الحكومة البائس لعلمنة البلاد.

 

في الواقع، إن كلام حسينة خلال اللقاء مع الجماعات الإسلامية بأنها لا تحب فكرة وضع الصنم اليوناني يُظهر أنها لعبت على الوتر الحسّاس وتجنّبت إثارة مشاعر الشعب الإسلامية في البلاد.

 

ولكنها من خلال أفعالها المتعددة قد أثبتت أنها لا تحب فكرة عبادة الأصنام فقط، ولكن أيضًا مستعدة لقبول سلطان المشركين على المسلمين في بنغلادش. في زيارتها الأخيرة للهند، وقّعت حسينة على معاهدة تعاون عسكري مع دولة كافرة محاربة في تعارض واضح مع أحكام الشريعة، وخطر جليّ وتهديد على سيادة البلاد. بالإضافة لهذا، فإن حكومتها، ومن خلال أعمال إرهابية مُنظّمة في أماكن متعددة في البلاد، قد نشرت الخوف والكراهية للإسلام بين صفوف الناس في بنغلادش لمنع إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة في البلاد، إن حكومة حسينة العميلة وإرضاءً للأسياد المستعمرين قد أعلنت الحرب على الإسلام وعلى المخلصين من أبناء الأمة.

 

من هنا، فإن الحزب السياسي الإسلامي المخلص الذي يريد حقيقة أن يرى نصر الإسلام ويريد أن يوقف جميع أنواع الهجمات الفكرية ضد الإسلام والمسلمين في البلاد تحت شعار العلمانية، عليه ألاّ ينخدع بالوعود الكاذبة من الحكام، لأن هؤلاء الحكام هم لاعبون أساسيون يعملون في خدمة الأسياد الغربيين للترويج للعلمانية في صفوف المسلمين وبلادهم. لذا على جميع الأحزاب الإسلامية والعلماء المرموقين في البلاد أن يرفضوا هؤلاء الحكام الدمى والنظام العلماني الوضعي الغربي، وعليهم أن يستجيبوا لأمر الله سبحانه ورسوله rبإقامة الدين من خلال إقامة دولة الخلافة الراشدة في هذه البلاد والتي سوف تقضي على جميع المؤامرات التي تستهدف الإسلام والمسلمين في بنغلادش وتمسح أيضًا كل مظاهر العلمانية من كل جنبات العالم الإسلامي إن شاء الله. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فهميدة بنت ودود

2017_04_25_TLK_2_OK.pdf