لن تبقى عروش الظالمين إلا بأجهزة من القتلة الجواسيس!
لن تبقى عروش الظالمين إلا بأجهزة من القتلة الجواسيس!
الخبر:
أجاز البرلمان السوداني تعديلات دستورية، تسمح بانتهاك جهاز الأمن في السودان لخصوصية الأفراد (صوتاً وصورة)!
حيث قالت رئيسة اللجنة الطارئة للتعديلات الدستورية، ونائبة رئيس المجلس الوطني، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 2017/4/25م: (منحت التعديلات جهاز الأمن والمخابرات صلاحية “انتهاك الخصوصية” في حالات التفتيش والإجراءات الصادرة من القضاء والنيابة العامة والسلطات الأمنية فيما يمس الأمن القومي).
التعليق:
لا يستطيع حكام المسلمين، المتسلطون على الأمة، تنفس الهواء إلا بوجود أجهزة أمنية تقمع الناس، وترعبهم، وتتجسس عليهم؛ لتضمن بقاءها في الحكم، والتسلط على الأمة، لأنهم ليسوا من جنسها، ولا يعبرون عن قناعاتها، حيث جعلوا الأصل في الإنسان الشك والريب، فاعطوا لأنفسهم صلاحية انتهاك خصوصية من شاءوا، واعتقال، بل وتعذيب من أرادوا، ليرهبوا الأمة فيضمنوا بقاء عروش الظالمين، وهم للأعداء خانعون ذليلون، يؤذون الأمة، وبخاصة المخلصون من أبنائها، العاملون لإقامة حكم الله تعالى في الأرض.
إنَّ الإسلام قد أعطى الإنسان حقوقاً، لا يجوز لأحدٍ التعدي عليها، فجعل الأصل في الإنسان براءة الذمة، فلا يُجَرّم إنسانٌ إلا بجريرة، وعن بيّنة، كما جعل لكل إنسان الحق في عدم اعتقاله إلا بقرار من القاضي، ولا يعاقب إلا عبر محكمة، وللإنسان أن يعرف أسباب اعتقاله، وله الحق في إخبار أهله، ولا يتعرض أحدٌ للضربٍ، أو أي أذى؛ بدني أو معنوي، إلا بعقوبة قررها القضاء، فقد جاء في المادة 13، من مشروع دولة الخلافة الذي يتبناه حزب التحرير، في بند أحكام عامة، ما نصه: (13- الأصل براءة الذمة، ولا يعاقب أحد إلا بحكم محكمة، ولا يجوز تعذيب أحد مطلقًا، وكل من يفعل ذلك يعاقب).
أما الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي اليوم، فهي أنظمة بوليسية، مكروهة منبوذة من قبل الأمة، لا تقوم لها قائمة إلا بتخويف الناس وسلب حقوقهم، (فجعلت رعاياها مُتَهَمين حتى تثبت براءتهم)!. فأعادوا بذلك شرعة فرعون الهالك الذي لم يتعظوا بهلاكه، حيث يقولون بقوله: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾. وكذلك المنهج النازي التي تعبر عنه المقولة المنسوبة لهتلر: (إذا أردت السيطرة على الناس، أخبرهم أنهم معرضون للخطر، ثم حذرهم أن أمنهم مهدد ثم خوِّن معارضيك وشكك في ولائهم ووطنيتهم).
إن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، العائدة قريباً بإذن الله هي وحدها القادرة على تحقيق الأمن لجميع رعاياها؛ مسلمين وغير مسلمين، عبر أجهزتها التي تنفذ الأحكام الشرعية، ولا تتبع هوى الحكام الظالمين، فعلى المسلمين أن يعملوا لها ويؤيدوا الرجال العاملين لإعادتها ففي ذلك الخير العميم. اللهم عجل لنا بها يا رب العالمين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان