أزمة بين المغرب والجزائر بسبب لاجئي سوريا
الخبر:
تحت عنوان ” بعد شجبه ترحيل سوريين من الجزائر… المغرب يمنع دخولهم أراضيه”، كتب موقع عربي 21 ما يلي: قامت السلطات الجزائرية بترحيل العشرات من اللاجئين السوريين نحو الحدود الشرقية للمغرب منذ الاثنين الماضي، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية للمملكة إلى شجب ما اعتبرته تصرفاتٍ لا إنسانيةٍ للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين، قبل أن تقوم بمنعهم من دخول الأراضي المغربية، وأكد بلاغٌ لوزارة الداخلية الجمعة أن السلطات المغربية تعرب عن أسفها للوضعية المزرية لهؤلاء اللاجئين والظروف القاسية التي يمرون بها في الجانب الآخر للحدود المغربية، وشجبها للتصرفات اللاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين لا سيما وأن الأمر يتعلق بنساءٍ وأطفالٍ في وضعيةٍ بالغة الهشاشة، وعبرت السلطات المغربية بحسب البلاغ عن استغرابها لعدم مراعاة السلطات الجزائرية أوضاع هؤلاء المهاجرين ودفعهم قسراً نحو التراب المغربي وذلك في تصرفاتٍ منافيةٍ لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة المغربية، وفي تصريحٍ لعربي 21 قال أحد الفاعلين الجمعويين بفكيك: إن أوضاع المهاجرين السوريين جد مزرية كاشفاً عن منع الجيش المغربي سكان المنطقة من مد يد المساعدة للاجئين خوفاً على حياتهم.
التعليق:
ليس مستغرباً أن يخذل حكامُ العرب وحكام المسلمين إخواننا أهل سوريا سواء على أرض الشام أو خارجها، وأن يتخلوا عنهم في محنتهم، وليتهم اكتفوا بذلك، فهم يقفون قلباً وقالباً مع السفاح بشار ويمدونه بالمال والسلاح، ليجعلوا من محنة أهل الشام درساً لشعوبهم إن فكرت يوماً بالخروج عليهم، وأنها عندئذٍ ستواجه نفس مصير أهل الشام من التشرد والضياع، كيف لا وهؤلاء الحكام طينتهم واحدةٌ وشيطانهم، ملهمهم، واحد، لا يختلفون عن بشار في الإجرام وسحق شعوبهم في شيء، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
يتشدق حكام المغرب عن سوء معاملة الحكومة الجزائرية للاجئي سوريا وكيف أن الحكومة الجزائرية تخلت عنهم ورمتهم في الصحراء ولم توفر لهم مأوى ولا طعاما ولا شرابا، ووصفت الحكومة المغربية هذا التعامل باللاإنسانية، فما الذي فعلته الحكومة المغربية مع الإخوة أهل سوريا اللاجئين يا ترى؟ وهل اختلف موقف الحكومة المغربية منهم عن موقف الحكومة الجزائرية؟ فهل سمحت لهم مثلاً بدخول الأراضي المغربية؟ وهل وفرت لهم المأوى والطعام والشراب؟ وهل احتضنت الأطفال والنساء الحوامل الذين تتباكى عليهم كما تحتضن أهل الفساد والمجون؟ لم تفعل الحكومة المغربية من ذلك شيئاً، ولم ترقب فيهم إلاًّ ولا ذمة، ووقفت قوى الأمن المغربية تتفرج عليهم، ولم تحرك معاناة الأطفال والنساء شيئا من مشاعرهم، بل زاد قبحها قبحاً عندما منعت الأهالي من تقديم يد المساعدة لإخوانهم من سوريا بحجة الخوف على حياتهم! فهل هذا التصرف إنساني يا حكام المغرب؟!
وأنتم يا مسلمي الجزائر، يا بلد المليون شهيد، يا مَن قاومتم الاحتلال الفرنسي، يا مَن تعتزون بدينكم وبإخوة الإيمان، كيف تقبلون من جزار الجزائر بوتفليقة أن يرمي بإخوانكم أهل سوريا في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا طعام؟ أين حق المسلم على المسلم؟ إن أهل سوريا هؤلاء هم أهل البلد، فبلاد المسلمين بلد كل مسلم، وأما حكامكم فهم الغرباء الأعداء، والواجب طردهم ونبذهم نبذ النواة، فعلام تعطون ظهوركم لإخوانكم والله سبحانه يقول: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾؟ فإن لم تظهر أخوتنا في هذا الظرف العصيب فمتى ستظهر؟! والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، فما بالنا نسلم ونخذل أهل الشام ونتركهم يموتون في الصحراء، أليس فينا رجلٌ رشيدٌ؟ّ!
اللهم إنا نسألك أن تكون مع إخواننا أهل الشام وأن ترفع عنهم الهم والغم، وأن تتوج صبرهم بخلافةٍ راشدةٍ ثانيةٍ على منهاج النبوة يرضى عنها ساكن الأرض وساكن السماء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام