عيد عمل أم عيد بطالة؟
عيد عمل أم عيد بطالة؟
الخبر:
احتفلت تونس كبقيّة دول العالم يوم الاثنين 01 أيار/مايو بعيد العمال، وقد حضر الشّاهد رئيس الحكومة موكب الاحتفال وشارك في تسليم جائزة العامل المثاليّ.
التّعليق:
يحتفل العالم في غرّة أيار/مايو من كلّ سنة بعيد العمّال الذي أنشأته شركة “فرسان العمل” سنة 1886م للمطالبة بحقوق العمّال وضمان حياة كريمة لهم بعد أن عاشوا حياة الذّلّ والهوان والاستغلال من المشغّلين الرّأسماليّين ونادت فيه بتحديد ساعات العمل لتصبح ثماني ساعات فقط.
مطالب عديدة رُفعت لتكشف عن نظام رأسماليّ لا همّ له سوى تحقيق مصالح أقلّيّة من النّاس وضمان أرباحها ومكاسبها مقابل عيش الأغلبيّة في فقر وعوز. مطالب قُوبِلت بحلول ترقيعيّة تجلّت في أعياد وأيّام عالميّة أحدثها هذا النّظام الرّأسماليّ ليغطّي عجزه عن حلّ مشاكل العالم الذي يحكمه والذي يخشى أن ينقلب عليه ويسقطه لفشله في معالجة قضاياه.
البطالة مشكلة متفاقمة في تونس وفي العالم أجمع يعاني جرّاءه الكثيرون وخاصّة الشّباب الذي تتقاذفه الصّعوبات ليجد نفسه عاجزا محبطا قانطا متشائما لا يرى أملا وقد أرهقه ظلم الحاكمين وأتعبه تجاهلهم له ولمستقبله فتمكّن منه اليأس وكانت نهاية الكثيرين الانتحار حرقا أو غرقا.
تزامن هذا الاحتفال مع احتجاجات عديدة شملت مدنا مختلفة من البلاد (سيدي بوزيد، والقصرين، وقفصة، وتطاوين…) عكست الوضع المتردّي الذي تعيشه البلاد وأثبتت أنّ مشكلة البطالة لن تحلّ في ظلّ نظام قائم على تنفيذ أوامر وإملاءات صندوق دوليّ يعمل على ضمان استمراريّة النّظام الرّأسماليّ العالميّ ويفرض هيمنته على الحياة السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة للبلاد.
في هذا اليوم وبهذه المناسبة كرّم رئيس الحكومة العامل المثاليّ ومنذ أيّام قليلة مضت كان يزور مدنا كثرت فيها الاحتجاجات مثل تطاوين التي تظاهر أهلها مطالبين بالتّشغيل والتّنمية والتي سجّلت أعلى نسبة بطالة بين الولايات (32% )… تكريم واحتفال إثر تنديد واحتقان؟!!
البطالة نتيجة حتميّة للنّظام الرّأسماليّ القائم على النّفعيّة فهو يعمل على أن يخفّض من اليد العاملة حتّى يوفّر أكثر ويضغط على الكلفة. فكيف يُنتظَر منه توفير مواطن شغل وكيف يُؤمَل منه إيجاد حلول لمشاكل أنتجها؟؟
هذه المشكلة كغيرها من المشاكل لا يمكن حلّها في ظلّ النّظام الرّأسماليّ لأنّها وليدته ولأنّها نتيجة من نتائجه وما نراه من محاولات ومن مساعي المنظّمات النّقابية إن هي إلاّ سراب لن يروي عطش العاطلين لأنّها تعمل تحت إطار هذا النّظام ولا تخرج عن دائرته. إن ابتغى هؤلاء العاطلون حلاّ فإنّهم لن يجدوه إلاّ في تغيير جذريّ للنّظام الرّأسماليّ – أسّ الدّاء – يحلّ كلّ مشاكل الإنسانيّة قاطبة ويضمن لها العيش الكريم. تغيير يرسي نظام ربّ العالمين ليحكم بين النّاس بالعدل: نظام الخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت