روسيا تقترح خطة لوأد ثورة الشام
روسيا تقترح خطة لوأد ثورة الشام
الخبر:
قدمت روسيا مقترحًا إلى الفصائل العسكرية والمعارضة السورية يتضمن فكرة إنشاء “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا، وتضمن الأماكن المطروحة لإنشاء هذه المناطق فيها والخطوات الإجرائية. وجاء في المقترح أنه يجب إيجاد ظروف ملائمة واتخاذ التدابير الضرورية من أجل إخراج “تنظيم الدولة وجبهة النصرة” من المناطق المقترَحة بمساعدة “المعارضة السورية”، وسيتم بعدها إنشاء خطوط الأمن (الخطوط الفاصلة)، لمنع التماسّ الناري بين الأطراف المختلفة، ويتم إدخال مجموعات عسكرية في هذه الخطوط تابعة للدول الضامنة. (المصدر: وكالات)
التعليق:
إن هذا المقترح الروسي يؤكد أن تدخل روسيا ودعمها لنظام أسد، إنما كان لتحقيق هدف أمريكا بفرض الحل السياسي، فبعد كل الجرائم التي ارتكبتها روسيا في الشام، ها هي الآن تُظهر نفسها بمظهر المحايد الذي يسعى لوقف القتال، وتقترح نفسها كضامن لمثل هذه الاتفاقات، فأعمال روسيا منذ تدخلها في الشام ودعمها لنظام الطاغية أسد، كل أعمالها كانت لتحقيق خطوات في الحل السياسي، والذي حددته أمريكا في مؤتمر جنيف1.
وإنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيه روسيا مقترحاً كهذا، فقد سبق لها أن أعلنت عما يشبه هذا المقترح ليتم تنفيذه في مدينة حلب، إلا أنها بقيت تدعم نظام أسد حتى سيطرته على المدينة، ولطالما كانت ذريعة “التنظيمات الإرهابية” سبباً في استهداف المناطق المحررة، رغم وجود هدن في هذه المناطق.
إن هذا الموقف من دولة كروسيا ليس مستغرباً، فهي دولة معادية للإسلام والمسلمين، وتسعى للحيلولة دون نهضتهم، شأنها في ذلك شأن دول الغرب الكافر، ولكن كيف لمن يدعي تمثيل الثورة أن يُخدع بمواقف روسيا، أو مواقف من يساعد روسيا على اتخاذ مثل هذه القرارات كالنظام التركي، والذي سبق أن ساهم في تسليم حلب للنظام المجرم، وذلك عن طريق التنسيق مع الروس؟!
إن الوعي على ما يخطط له الغرب الكافر واتخاذ التدابير التي تقف في وجه تنفيذ مخططاته هو سبيل تحقيق النصر، وعلى الأهل في الشام أن يُدركوا أن عدوهم لا يرقب فيهم إلّاً ولا ذمة، وهو يسعى لمنع تحررهم من ربقة الاستعمار، ويستخدم في ذلك أساليب شتى، فلا يظنّن أحدٌ أن أيّاً من هذه الدول – سواء التي تدعي صداقتها أو التي تعلن حربها على المسلمين – يريد خيراً بالمسلمين، قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا