Take a fresh look at your lifestyle.

الانتخابات التشريعية في الجزائر

 

الانتخابات التشريعية في الجزائر

 

 

الخبر:

 

انطلقت يوم الخميس 4 أيار/مايو الانتخابات في الجزائر لاختيار 462 مقعدا في البرلمان من مجموع 12 ألف مترشح يمثلون 53 حزبا.

 

التعليق:

 

من أجل تأمين نسبة المشاركة ونجاح ما يسمى بالعرس الانتخابي اتخذت الحكومة حزمة من الإجراءات أهمها ما أشار إليه نور الدين بدوي وزير الداخلية لوضع خطة أمنية محكمة تفاديا لأي مكروه، كما استعملت الحكومة كل المنابر الإعلامية من أجل حث الشعب على المشاركة في الانتخابات، وأصدرت وزارة الشؤون الدينية بيانا لأئمة المساجد كمنبر للترويج للانتخابات.

 

لم تقتصر الحكومة على مثل هكذا أساليب فقط بل اعتمدت أسلوب الترهيب والتهديد مثل ما أشار إليه عمار غول حينما قال: “التشريعات أمامكم والعشرية السوداء وراءكم”، إضافة إلى ترويع الشعب من تحديات مرتقبة وخطر قادم من وراء المحيطات يهدد استقرار الجزائر في حال مقاطعة الانتخابات، وكان آخرها ما صرح به عبد المالك سلال الوزير الأول والذي تداولته كل الوسائل الإعلامية بسخرية واعتبرته مهزلة في تاريخ الجزائر، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز خطاب سلال مخاطبا النساء “مطيبوش قهوة لرجالكم واضربوهم بالعصي” في إشارة إلى حثهم على الانتخابات.

 

دون أن ننسى الوعود المتكررة وتشييد صرح من الأوهام من قبل المترشحين للانتخابات،

وفي المقابل يعلن معارضون للنظام ونشطاء من المجتمع المدني عن حملة لمقاطعة الانتخابات تحت عنوان “منسوطيش” تداولتها كل الوسائل الإعلامية ولاقت رواجا غير مسبوق أرق الحكومة والقوائم المترشحة، إضافة إلى تعليق لافتات في كل المحافظات تحت عناوين مختلفة تحث الشعب على المقاطعة، وكما هو معلوم فإن الشعب الجزائري مل الوعود الزائفة لعقود من الزمن وأدرك أن التزوير أمر واقع والنتيجة محسومة مسبقا للحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني رغم المنافسة الشرسة إلى درجة التلاسن بينه وبين الحزب الثاني في البلاد التجمع الوطني الديمقراطي. كان آخرها ما نشرته جريدة الخبر الجزائرية أن مترشحا في قائمة الحزب الحاكم هدد بالموت لكل من يحاول مراقبة صناديق الاقتراع المعلقة في الحدود وقال: “أنصح كل أم لديها عزيز ألا ترسله إلى الحدود”.

 

أدرك القاصي والداني والصغير قبل الكبير في الجزائر أن الوضع يزداد سوءا على سوء وأنه لا حلول ولا معالجات مرتقبة في ظل ازدياد نسبة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي وانخفاض لسعر البترول واستعمال سياسة التقشف، إضافة إلى التهديدات الإرهابية المتواصلة في الداخل والخارج، وأن القائمين على الحكم وباقي الأحزاب المعارضة لا يملكون عصا سحرية للانتقال من حال إلى حال، وأن الفراغ والإفلاس السياسي وانعدام المعالجات هي العناوين الأبرز في الساحة السياسية بالجزائر، وأدرك الشعب بنضجه الفكري ووعيه السياسي ما يحاك للجزائر من مؤامرات، وأنه لا حل إلا اذا أسند الأمر إلى أهله وأن تكون السيادة للشرع والسلطان بيد الأمة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو عبيدة – تونس

 

 

2017_05_08_TLK_1_OK.pdf