كشمير تحترق بطريقة لم يسبق لها مثيل في ظل تجاهل حكام المسلمين (مترجم)
كشمير تحترق بطريقة لم يسبق لها مثيل
في ظل تجاهل حكام المسلمين
(مترجم)
الخبر:
ذكرت صحيفة الفجر في 4 أيار/مايو 2017 أن دولات الرئيس السابق لوكالة التجسس الخارجية الهندية قال: “كان هناك العديد من البنادق وكان القتال شديداً ولكن الوضع اليوم هو الأكثر رعباً، عندما يتم رشق الحجارة من قبل الشباب والفتيات فإنه أمر غير طبيعي، فاليوم أصبحوا فخورين بكونهم راشقين للحجارة، لم يعودوا يختبئون بعد الآن، حتى إن طالبات المدارس والنساء يخرجن لرشق الحجارة. لم يكن الوضع في كشمير محزناً كذلك من قبل، فهناك شعور باليأس سائد، إنهم ليسوا خائفين من الموت؛ فالقرويون والطلاب وحتى الفتيات يخرجون إلى الشوارع وهذا لم يحدث قط في الماضي”.
التعليق:
إن استشهاد المجاهد برهان واني ابن الـ 21 عاماً على أيدي القوات الهندية في تموز 2016؛ حرك موجة جديدة من المقاومة بين الجماهير الإسلامية في كشمير التي تحتلها الهند، حيث حضر الآلاف جنازته مما أثار غضب الحكومة الهندية، ومنذ ذلك الحين تقوم الدولة الهندية بقمع موجة المقاومة الجديدة حيث ارتكبت الفظائع المروعة في كشمير. وقد فرضت الحكومة حظر التجوال لمدة أسابيع مما سبب نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى، وقامت أيضاً بقتل أكثر من 150 مسلماً وإصابة الآلاف، حيث أصيب أكثر من 6000 شخص بالرصاص فقط وألقت الحكومة القبض على 10000 شخص.
وفي محاولة لحشد التأييد من جماهيرها وتحويل الاهتمام عن قضية كشمير؛ قامت الحكومة الهندية بقطع علاقاتها مع الباكستان وقتل العشرات من جنودها على الحدود، كما زعمت أنها تسببت بجراح في الجانب الباكستاني على الحدود، وقامت سياسياً بحشد البلدان المهيمنة “لعزل” الباكستان. من ناحية أخرى فإن حكام الباكستان خلال هذه الأشهر بدلاً من تعبئة الجيش الباكستاني لتحرير كشمير فإنهم اتبعوا أوامر أمريكا بالحفاظ على الحدود وتطبيع العلاقة بتقديم التنازلات للهند مثل إضعاف قضية كولباشان ياداف الجاسوس الهندي الذي أسر لدى الجيش الباكستاني، والحد من مجاهدي كشمير المتمركزين في الباكستان وحضور المؤتمر السادس الآسيوي في الهند. وكما أفادت صحيفة الفجر في 20 كانون الأول لعام 2016 بأن القائد الجنوبي الذي تم تعيينه حديثاً الجنرال عامر رياض نصح الهند بأن تشارك في التنمية المستقبلية بالانضمام في مشروع الممر الاقتصادي بين الصين والباكستان.
وحاول حكام الباكستان من خلال هذه الأعمال تغيير الرأي العام القوي في الداخل وفي كشمير والذي يدعم حركة التحرير لتمكينهم من دفن قضية كشمير وتطبيع العلاقات مع الهند، وكان الوضع في الأسابيع الأخيرة متقلباً جداً لأن كشمير قاطعت الانتخابات الفرعية في 9 نيسان/أبريل وأجبرت السلطات على وقف خدمات الإنترنت في المنطقة وإرسال 20000 من القوات شبه العسكرية إلى القوات المتمركزة مسبقاً والبالغ عددهم 500000 شخص، إلا أن هذه الإجراءات لم تؤت ثمارها بالنسبة لدولة الهند حيث بلغت نسبة الإقبال 6.5% وهي أدنى نسبة سجلت في المنطقة، إلا أن التطور الذي حدث في الأيام الأخيرة قد أحدث اضطراباً في خطط النظام الهندي والباكستاني حيث لم يقتصر الأمر على أن طلاب المدرسة أو الجامعة من الفتيان المسلمين قد قاموا بالاحتجاجات بأعداد كبيرة، وإنما خرجت النساء المسلمات أيضاً إلى الشوارع. وكما ذكر آنفاً فإن رئيس وكالة التجسس الخارجية الهندية السابق سلط الضوء على أن الوضع قد خرج عن سيطرة الهند، وأن الهند بسبب حالة الإحباط لديها قد أصبحت هائجة، حيث قامت رسمياً بحظر محافل ووسائل الإعلام المختلفة لكبح الأصوات الكشميرية، وعلاوةً على ذلك قامت بعمليات جديدة واسعة النطاق ضد المسلمين في كشمير بحجة محاربة (الإرهاب).
إن كشمير تحترق في حين إن استغاثاتها تقع على آذان صماء من حكام باكستان الخائنين لأنهم يمتثلون لأوامر أمريكا وخططها، حيث تخطط أمريكا لجعل الهند قوة إقليمية لمواجهة النفوذ الصيني بينما تريد إخضاع الباكستان قبل الهند في هذه الخطة. فقط هي الخلافة القادرة على طرد القوات والدبلوماسيين الأمريكيين وإغلاق مراكز عملياتها في السفارة وتخريب خطتها للمنطقة. الخلافة على منهاج النبوة ستحشد الجيوش المسلحة لتحرير كشمير، وسيعلن الخليفة الدعوة للجهاد، ويحمي الرجال والنساء المسلمين من براثن الدولة الهندوسية الوحشية، فكما رأينا في صراع كارجيل فإن الآلاف من الجيش الهندي لم يستطيعوا مواجهة القلة من مجاهدي كشمير فكيف سيقدرون على مواجهة الجيش الإسلامي المهيب. قال تعالى: ﴿فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: 35]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس محمد صلاح الدين