أردوغان أسقط الإسلاميين (مترجم)
أردوغان أسقط الإسلاميين
(مترجم)
الخبر:
قال الرئيس التركي أردوغان إن مؤيدي حزبه لم يعودوا يُظهرون الآن نفس مواقفهم السابقة، حيث قال: “إن كنت صاحبا حقيقيا فستكون كذلك حتى الموت، وليس حتى السوق”.
وقال أردوغان أيضا: “لقد تم استثناء الإسلاميين من حزب العدالة والتنمية”. وفيما يتعلق بهذا الادعاء قال “من الخطأ التمييز بين من هو إسلاميّ ومن هو غير ذلك. فنحن لا نسعى لإيجاد تلاميذ لمؤسسة إسلامية”. ()internethaber
التعليق:
بدأت وسائل الإعلام جدلاً حول “إسلاميي البجع” (ملف البجعة هو مدونة إلكترونية حول داود أوغلو نشرت في 2016/05/01) بعد أن قام الكاتب في صحيفة ستار، شيم كوجوك، بالتصريح بأن “حزب التنمية والعدالة يضم أيضا النساء، وكل أنواع غريبي الأطوار مثل الإسلاميين المتطرفين، والنوع المهووس من سفينة مرمرة، وعدو كيان يهود غير المسيطر عليه، وعدو الغرب غير المسيطر عليه، وعدو كل الأشياء غير المسيطر عليه. يجب الانفصال عن كل هؤلاء أيضا. أظن أن السيد طيب سيقوم بذلك بعد هذه الساعة. وأعتقد أنه من الضروري إبقاء العلاقة جيدة مع المملكة المتحدة ولكن يجب التركيز على هؤلاء، ووضع الأمور بشكل صحيح مع أمريكا”.
وبعد وقت طويل وأخيرا وليس آخرا انخفضت حدة الجدالات، حيث إن توضيح أردوغان حول هذا الموضوع كان محل استغراب. حيث أشار بعضهم إلى أن شيم كوجوك عبّر عن أفكار أردوغان، بينما لا يزال آخرون يعتقدون أن أردوغان فوق الشك. والواقع أن هذه المسألة طرحت على أردوغان. فالصحفية نيجهان آلشي، التي سألت هذا السؤال لأردوغان كتبت في مقالتها؛ “لقد كان يشعر بخيبة أمل بل كان غاضبا من الكتاب الذين يصفون أنفسهم بأنهم إسلاميون”. وقد أوصل رسالة مفادها أن “تلك الأسماء لم يعد لها مكان في مجتمع حزب العدالة والتنمية”.
وقد عبر الرئيس أردوغان في بيانه؛ بأنه يرى حزب العدالة والتنمية ونفسه على “المسار الصحيح (الصراط المستقيم)”، وبأنه يعتقد أن الكتاب الإسلاميين الذين دعموا حزب العدالة والتنمية في الماضي لا يواصلون دعمهم. ومن ناحية أخرى، فإن الرئيس أردوغان أسقط الإسلاميين وأظهر نفسه إلى جانب (إسلاميي البجع). وبعبارة أخرى، لقد رأينا بأن الكلمات التي خرجت من فم شيم كوجوك كانت في الواقع هي أفكار الرئيس أردوغان.
وبهذا التصريح الذي صدر عن أردوغان، فقد ظهرت الأمور التالية:
- إن منظمات المجتمع المدني والصحفيين الذين اعتبروا أنفسهم إسلاميين قد علموا من هذا الجدال الجانب الذي يقف فيه أردوغان، وهو جانب “إسلاميي البجع”.
- لقد أصبح من المفهوم أنه مهما اعتبر الكتّاب الإسلاميون أنفسهم جزءا من حزب العدالة والتنمية، فإن الرئيس إردوغان لا يراهم كذلك. فإن تصريح أردوغان “إن كنت صاحبا حقيقيا فستكون كذلك حتى الموت، وليس حتى السوق”، هذا التصريح يُظهر أن الكتّاب الإسلاميين تم إسقاطهم.
- يعتبر الرئيس أردوغان كل انتقاد ونهج لا يأخذه كمقياس، يعتبر ذلك انحرافا عن “المسار الصحيح (الصراط المستقيم)”.
- يحاول أردوغان أن يتجاوز كل الانتقادات التي تأتي من القطاعات الإسلامية حول التطورات التي ستتم معالجتها بعد تغيير النظام في تركيا، وخاصة حول جميع القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية.
- يريد الرئيس أردوغان من قطاع الصحافة والمجتمع المدني أن يقولوا خطأ لكل ما يصفه أردوغان بأنه خطأ، وأن يقولوا صحيح لكل ما يدعي أردوغان بأنه صحيح، وأن يصفوه بـ”المسار الصحيح (الصراط المستقيم)”.
الخلاصة:
يجب على ممثلي منظمات المجتمع المدني والصحفيين الذين يعتبرون أنفسهم إسلاميين عدم التغاضي عن هذه التصريحات من الرئيس أردوغان. بل يجب عليهم أن يستمروا باستخدام أقلامهم ولوحات مفاتيحهم وفق ما جاء به القرآن والسنة. يجب عليهم التحلي بقدر أكبر من الشجاعة لمحاسبة الحكام على أخطائهم وإعلامهم بأنهم أخطأوا. دعونا لا ننسى “من أحب قوما حشر معهم”.
قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ﴾ [القصص: 41]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز