المخابرات تعتقل شباب حزب التحرير… في السودان والأردن!
المخابرات تعتقل شباب حزب التحرير… في السودان والأردن!
الخبر:
ذكر المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وبعض وسائل الإعلام خبر اعتقالات شنتها الأجهزة (الترويعية) الأمنية ضد شباب حزب التحرير في الأيام القليلة الماضية في السودان والأردن.
التعليق:
أولا: كلمة إلى شباب حزب التحرير المعتقلين:
إنَّ هذا هو طريق النبيّ rوطريق سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً، وطريق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وهو امتحان لما في قلوب المؤمنين، والنصوص الشرعية في ذلك أكثر من أن تحصى، ومنها قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.
وأضرب هنا مثلا لرفع الهمم والمعنويات مدللا على أن شباب حزب التحرير لا ولن تلين لهم قناة بإذن الله. فقبل عقد تقريبا التقى أحد الصحفيين بأحد شباب حزب التحرير صغار السن في أوزبيكستان وسأله إن كان حقا يتقاضى 20 دولارا مقابل توزيعه لنشرات الحزب، فأجاب الشاب بكل عزة وإباء (أنا أعطيك 100 دولار وأتحداك أن تجرؤ على توزيع نشرات حزب التحرير).
ثانيا: كلمة إلى رجال الأمن:
والله إنا لا نرضى لكم أن تكونوا ككفار قريش في محاربتهم لدعوة تمكين الإسلام، بل نرضى لكم أن تكونوا كسحرة فرعون الذين أصبحوا سحرة فجرة وأمسوا شهداء بررة.
وإنا والله لنعلم أنكم تعلمون أن الأنظمة التي تعملون لصالحها قد اهترأت، فكيف ترضون لأنفسكم أن تكونوا أداة لهم ضد أمتكم وأنتم رجال وأحفاد الرجال الذين حملوا الإسلام بالجهاد وفتحوا البلاد ووطدوا دعائم الخلافة؟!
واعلموا أن عملكم في أجهزة المخابرات لا يجوز في الإسلام، لأن أجهزة المخابرات تتجسس على الناس وتنتهتك حرمات بيوتهم بالمراقبة والاقتحام وهذا ما حرمه الله تعالى حيث قال ﴿وَلَا تَجَسَّسُواْ﴾. ثم إن أجهزة المخابرات تتعدى على حرمات المسلمين بالاعتقال والضرب والتعذيب والإهانة والمذلة والسجن، والإسلام يحرم تعذيب الناس وإيذاءهم، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «صنفان من أهل النار لم أرهما… قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس»، وقال عليه الصلاة والسلام: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» وغير ذلك كثير…
كما أن عملكم يفسد أمة الإسلام ويذلها ويقتل فيها الجرأة وروح النضال مما يجعلها لا تجرؤ على أن تعلن عن رأيها بصراحة أو أن تطالب بحقوقها المهضومة أو بما تراه صوابا مع أن محاسبة الحكام هي من أهم أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أوجبها الإسلام والتي اعتبرها الرسول rمن أفضل الجهاد حيث قال: «أفضل الجهاد كلمة حق تقال عند ذي سلطان جائر».
فكفوا أيديكم عن حملة دعوة الإسلام قبل أن يأتيكم العذاب من حيث لا تحتسبون.
كلمة إلى أمة الإسلام:
قديما قالوا إن أحباب ومتابعي الشيخ الراحل عبد الحميد كشك تجمهروا عقب الإفراج عنه مطالبين بعودته للخطابة في مسجده في منطقة العباسية حيث كان الشيخ رحمه الله يخطب هناك لسنوات قبل اعتقاله، وكان التجمهر عقب صلاة الجمعة، ظل المصلون يهتفون مطالبين بعودة الشيخ للخطابة، وفجأة ظهرت سيارة نقل كبيرة محملة بالبيض وقفت على مقربة منهم ونادى مناد “بيض طازج بنصف السعر”!! وقف المتظاهرون قليلاً، ثم بدأوا يتسللون ناحية السيارة للحاق بالفرصة، وسط تساؤل البعض: ما المشكلة أن نبتاع البيض ثم نكمل المظاهرة؟ دقائق قليلة والتف المئات حول السيارة، نفد البيض في أقل من ربع ساعة، بعدها بدقائق حضرت قوات مكافحة الشغب والتي كان من المتوقع أن تخوض معركة حامية الوطيس في تفريق المتظاهرين ولكن حدث ما هو غير متوقع، فلقد وقف كل متظاهر ينظر للجنود وهم ينزلون من سيارات الشرطة ثم ينظر للبيض الذي في يده والذي حصل عليه بسعر (لقطة)، محاولاً تصور مصير هذا البيض في حالة مواجهة قوات مكافحة الشغب!! والنتيجة كانت انصراف المتظاهرين بدون صدام.
إن كانت هذه القصة حدثت فعلا في الماضي، فكيف ترضونها لأنفسكم اليوم؟! بل ارموا البيض والدنيا بما فيها وراء ظهوركم فهي زائلة، فلميتة في سبيل الله خير من حياة في معصيته، واعملوا مع حَمَلة الدعوة من شباب حزب التحرير، وغُذُّوا السَّيْرَ في سبيل إقامة حكم الله في الأرض، بإقامة الدولة الإسلامية، دولةِ الخلافة، دولة الهدى والنور ورعاية شؤون الناس بالعدل والحق، ولا يلفتنَّكم عن ذلك وعدٌ أو وعيد، ولا مِنَحٌ أو مِحَن ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
وأخيرا، إن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ستهدم بإذن الله جميع أجهزة المخابرات التي أقيمت لقهر الأمة والتجسس عليها وسوف لا تبقي لها أثرا وستجعل المسلمين يتنفسون الصعداء من كابوس المخابرات الرهيب وستترك لهم أن يعبروا عن آرائهم ضمن إطار الشرع وعن محاسبتهم للحكام بمنتهى الصراحة حتى تعود الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس