Take a fresh look at your lifestyle.

الغرب ومعركته مع لباس المرأة المسلمة سياسة الاحتواء جزء من سياسة العَداء

 

الغرب ومعركته مع لباس المرأة المسلمة

سياسة الاحتواء جزء من سياسة العَداء

 

 

 

الخبر:

 

بي بي سي عربي – يتنامى اهتمام بعض الشركات التجارية العاملة في صناعة الموضة وعلامات تجارية أخرى شهيرة بفكرة الاستعانة بعارضات يرتدين اللباس الإسلامي في إعلاناتها بصورة قد تسبب إزعاجا لبعض المسلمات لأسباب مختلفة… وتبرز شركات مثل “دولس آند غابانا” و”إتش آند إم” و”بيبسي” و”نايكي” كأمثلة لهذه الشركات التي تستعين بفتيات يرتدين غطاء الرأس في حملاتها الدعائية!

 

وقد كتبت الصحفية هارويس مؤخرا في مجلة “غود” عن إعلان جديد طرحته شركة “بيبسي” تستعين فيه بعارضة أزياء أمريكية تظهر بغطاء الرأس للترويج لإعلانها، إذ قالت هارويس لإذاعة بي بي سي “الشركة” الثرية تستعين بصورة لفتاة مسلمة لإظهار صورة تقدمية قد لا تكون ضرورية”.

 

التعليق:

 

يُعتبر اللباس الشرعي للمرأة المسلمة رمزا إسلاميا رفيعا وعلامة فارقة تُميّز المسلمات عن غيرهنّ، فالخمار مثلا ليس مجرّد غطاء رأس بل هو مظهر من مظاهر الإسلام الذي يُعبّر عن وجهة نظر عن الحياة إذ يُجسّد رمزا للهوية الإسلامية وعنوانا للالتزام. وقبل كل ذلك فالخمار والجلباب فريضة شرعية قطعية الدلالة قطعية الثبوت لا يمكن التشكيك فيهما.

 

من هنا كان عداء الغرب الكافر للباس المرأة المسلمة جزءا من عدائه للإسلام أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا، فهو صورة حيّة ومتحركة تُذكرهم دائما بالإسلام وبتدخّل الدين في تنظيم شؤون الناس على خلاف عقيدتهم القائمة على فصل الدين عن الحياة. كما أنه لا يمكن فهم العلاقة بين الغرب وكرهه للباس الشرعي للمرأة المسلمة، بمنأى عن الحالة الصراعية بين الغرب والإسلام ومحاولة الغرب لهدم كيان الأسرة المسلمة من خلال المرأة.

 

 فمنذ سقوط دولة الخلافة إلى يومنا هذا، ومعركة العداء المتنامي قائمة تجاه لباس المرأة المسلمة من خلال سن قوانين تحظر ارتداءه في المدارس والمؤسسات العامة، في بعض البلدان الأوروبية وحظر ارتدائه حتى في الأماكن العامة في بلدان أخرى، ولماض ليس ببعيد، كان الأمر نفسه في تركيا وفي تونس، وما زالت أصوات الحركات النسوية تتعالى في بلاد المسلمين ازدراءً واستهزاءً ودعوة صريحة لنزع الخمار في إطار التحرر من القيود والتقاليد.

 

ولسنا هنا لنتحدث عن استراتيجية رسمية وممنهجة ومعتمدة لأكثر من تسعين عاما يسهر عليها الغرب جيلا بعد جيل لتدمير المرأة المسلمة وضرب الأحكام الشرعية المتعلقة بها… نحن هنا لنسلّط الضوء على لون جديد لمعركته ضد اللباس الشرعي من سياسة العداء إلى سياسة الاحتواء! ولا يعني هذا أن الغرب الكافر توقف عن محاربة المرأة المسلمة حربا مباشرة لكنه يتلون مع الواقع حتى يستمر!

 

فمع انتشار الإسلام بقوة في الغرب عامة وفي أوروبا خاصة واعتباره أسرع الأديان انتشارا عبر العالم، ومع ازدياد الإقبال على اللباس الشرعي في الغرب وفي بلاد المسلمين خلال العشرينية الأخيرة، وهو ما يمثل تهديدا للقيم الغربية الداعمة لثقافة الحريات المطلقة في الجسد والمأكل والملبس، فما كان من السياسة الجديدة إلاَ القبول بالأمر الواقع “نسبيا” لكن الغرب لا ينتظر من “المرأة المسلمة” إلا أن تلتزم بالإطار الغربي ولا تخرج عنه مقابل هذه المساحة الخانقة التي أسماها حرية شخصية!

 

وهذا ما جعل دور الأزياء العالمية وكبار المصممين يولون اهتماما بالأزياء الإسلامية وطرح شكل جديد للباس المرأة المسلمة مستوحى من ثقافتها لكنه يتماشى مع المفاهيم والقيم الغربية، سواء في شكل التصاميم والألوان أو “الستايل المحتشم” بشكل عصري وشبابي بعيد عن العري من جهة وبعيد عن الطريقة الشرعية ومخالف لها من جهة أخرى!! حتى أصبحت “موضة الحجاب” سوقا تجارية ضخمة تُزاحم أسواق الملابس العالمية وترجع بالأرباح الطائلة على أصحابها مما جعل التنافس عليها شديدا ومغريا! ومع الربح المادي الذي تجنيه الشركات الرأسمالية من وراء هذه التجارة إلا أن الهدف منها أبعد من ذلك!

 

في نفس هذا السياق، كان لا بُدّ من عقد مسابقات الجمال العالمية لكن هذه المرة ملكة جمال المسلمات وملكة جمال (المحجبات) والظهور في الدعايات والإعلانات وعروض الأزياء التي تقدم أسلوبا جديدا لأغطية الرأس من مثل “التيربون والسكارف” أو الملابس الضيقة والأقمشة الخفيفة الناعمة التي تصف شكل الجسم ناهيك عن الإكسسوارات والميك أب ومظاهر الزينة المختلفة التي تعطي تصورا مناقضا للباس الشرعي بهدف إعادة صياغة معناه وتقديمه بنسخة مُقلّدة عن صورة المرأة الغربية لكن بطابع مختلف يبدو أقل ابتذالا!

 

إن حرف مفهوم “اللباس الشرعي للمرأة المسلمة” يأتي في إطار دمج الإسلام مع ثقافة المجتمعات الأخرى ليتم صهره وتذويبه، حتى يفقد لباس المرأة المسلمة رمزيته القوية التي تستعلي على ثقافة الغرب الماجن المنحط أخلاقيا ويصبح موضة مستهلكة وسينتهي وقتها، فالاتجاه إلى الموضة الإسلامية يُحوّل لباس المرأة المسلمة إلى مجرد زي للإثارة بأكمام طويلة! والانفتاح على أجواء الموضة المغرية يجعل من التغيير لا يقف عند حدّ الشكل بل تغيير في العقلية كذلك، من حيث يصبح الظهور بتلك الملابس محل اجتذاب للأنظار وإظهار للمحاسن مما يحرف المعنى الأصلي للباس المرأة المسلمة من حيث إنه يستر العورة ولا يلفت النظر ويقتصر على قطعتين في الحياة العامة “الخمار والجلباب”.

 

فيا نساء المسلمين، إنّ ما يُروّج اليوم في إطار الموضة الإسلامية ليس إلا فك للصلة بينكن وبين ربكن الذي شرع بأن تكون المرأة عرضا يجب أن يُصان، متحررة من عبودية شهواتها وشهوات الرجال، بعيدة منيعة عن الخط الذي رسمه الغرب الكافر للمرأة، ولهذا فالإسلام دائما يصدمهم لأنه يقدم رؤية مختلفة ومضادة، تجعل مطلق التنظيم والأحكام لخالق الإنسان الذي يعلم ما خلق وهو اللطيف الخبير، فمعاني العِرض والعفاف والستر المرتبطة بصورة المرأة المسلمة تجعلها محل حقد وعداء وتجعل من لباسها شيئا مقيتا في المفهوم الغربي الذي يعتبر العري هو الحالة الطبيعية والمرأة شيء يُنتفَع به.

 

يجب على المرأة المسلمة أن تكون دائما على درجة عالية من الوعي السياسي مما يجعلها متيقظة لما يُكاد لها حتى تعرف كيف تتعامل مع عدوّها الذي لا يرغب لها خيرا ولا فلاحا لا في الدنيا ولا في الآخرة… فإما أن يقتلها كما يحدث في الموصل وبلاد الشام، وإما أن يُضللها وإما أن يُفقرها وإما أن يُدمّرها كليا. قال تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

 

وإنه لا حل لها إلا بتمسكها بدينها وعضها عليه بالنواجذ والعمل لقطع يد الكافر الحاقد التي تطالها شرقا وغربا، ولن يقطع يده إلا خليفة يغار على أرضه وعرضه ويُنسي الأعداء وساوس الشيطان.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

2017_05_14_TLK_3_OK.pdf