مقتل الجنديين المغربيين في أفريقيا الوسطى قَتَلَكُما الذي زجَّ بكما في صراعٍ لا ناقة لكما فيه ولا جملٌ!
مقتل الجنديين المغربيين في أفريقيا الوسطى
قَتَلَكُما الذي زجَّ بكما في صراعٍ لا ناقة لكما فيه ولا جملٌ!
الخبر:
نقلت وسائل الإعلام في 2017/05/13 خبر مقتل جندي مغربي آخر بجمهورية إفريقيا الوسطى متأثراً بجروحٍ أصيب بها على إثر هجوم على نقطة تفتيش للقوات المسلحة الملكية فجر السبت. ونقل موقع (leparisien.fr) في التاريخ نفسه نقلاً عن بيان للمينوسكا أن الهجوم استهدف بالأساس المسلمين (بلغ عدد الضحايا 26 شخصاً من المدنيين). وكانت تجريدة للقوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة “مينوسكا”، تؤمن مهمة خفر وتأمين فريق للهندسة العسكرية من الكمبودج قد تعرضت لهجوم ليل الاثنين 2017/05/08 من طرف مجموعة مسلحة يعتقد أنها تتبع مجموعة تدعى “أنتي بالاكا”، أسفر عن مقتل جندي بطريقة وحشية بعد اختطافه، وإصابة تسعة آخرين حالة أحدهم خطيرة. وهذا هو الهجوم الثاني من نوعه، الذي تتعرض له عناصر من الجيش المغربي، العاملة تحت راية الأمم المتحدة، في مجال زمني لا يتجاوز أسبوعاً واحداً، والذي يرفع عدد قتلى الجيش المغربي إلى 4 منذ مطلع السنة الجارية.
التعليق:
أرسل المغرب تجريدته العسكرية إلى إفريقيا الوسطى بناءً على مكالمةٍ هاتفيةٍ من طرف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في 2013/12/26، لتكون عضداً لقوات الجيش الفرنسي في صراعها مع أمريكا لتثبيت نفوذها في البلاد. ومنذ دخول القوات الفرنسية عُرف عنها انحيازها لصالح مليشيات أنتي بالاكا النصرانية المعادية للمسلمين، حيث قامت القوات الفرنسية بنزع أسلحة أكثر من 7000 مقاتل من حركة سيليكا المكونة أساساً من المسلمين بحجة حفظ الأمن، لتفتح المجال للمليشيات النصرانية للفتك بالمسلمين، وهذا ما كان فعلاً، حيث قامت هذه المليشيات بعد إسقاط الرئيس جوتوديا بأعمال بشعة أفظع مما تقوم به الوحوش من قتلٍ وحرقٍ للمسلمين وأكل لحومهم وتدمير لبيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم ونهب لممتلكاتهم تحت مرأى القوات الفرنسية والأفريقية. حتى إن تقارير الأمم المتحدة اتهمت فرنسا بدعم المليشيات النصرانية ضد المسلمين العُزَّل بعدما جرَّدتهم من أيِّ سلاحٍ يمكن أن يدافعوا به عن أنفسهم.
لقد أخذت القوات الفرنسية على نفسها دعم مليشيات أنتي بالاكا، لكنها لم تُكلِّف نفسها إلزامها بعدم التعرض إلى حلفائها، مما يعطي صورةً عن مدى رُخص دماء المسلمين. لقد رضي المغرب على نفسه أن يقف إلى جانب فرنسا رغم انحيازها الواضح والظالم إلى جانب النصارى ضد المسلمين، ولم يتَّخِذْ أيَّ إجراءٍ لردع تلك المليشيات الحاقدة عن المضي قُدُماً في مجازرها الوحشية ضد المسلمين، ورغم ذلك فها هي هذه المليشيات تتعقَّب أبناءنا وتقتلهم الواحد تلو الآخر.
ما كنا لنحزن لو أن هؤلاء الجنود قتلوا وهم يدافعون عن المسلمين ويذودون عن حياضهم، أما أن يُجَرُّوا إلى صراعٍ استعماريٍّ لا ناقة لهم فيه ولا جملٌ، وتُسفك دماؤهم لتثبيت نفوذ الكفار في ديار المسلمين، فوالله إنه ليحزننا ذلك ويدمي قلوبنا.
إن الواجب يحتم عليكم يا حكام المغرب أن تنسحبوا فوراً من التبعية لقوات الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى وفي باقي دول العالم، ثم توجهوا سلاحكم إلى صدور المليشيات الوحشية المعادية للمسلمين وتدعموا إخوانكم وتحموهم. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا، فأقل شيء أن تعيدوا القوات المغربية إلى بلادها ولا تجعلوا أبناءنا وقوداً لحربٍ حكرٌ ثمراتها على مستعمر قديمٍ أو جديدٍ، وحتى هذه ما نظنكم تستطيعون فعلها إلا أن يأذن لكم من أمركم بالذهاب ابتداءً، فالأمر ليس بأيديكم.
ها هي دماء أبنائكم أيها المسلمون تسيل مرة أخرى هدراً حماية لنفوذ الكفار، أفلم يكن من الأولى أن توجه هذه الجيوش لقتال يهود، أو لنصرة المسلمين في ميانمار أو العراق أو الشام أو أفريقيا الوسطى نفسها؟!
إن المسلمين اليوم، ومنذ سقوط دولتهم دولة الخلافة، كالأيتام على مأدبة اللئام، لقمةٌ سهلةٌ لا يضيق بها حلق، يتجرأ عليهم أراذل الناس فلا يجد من يصدُّه ولا يردعه. ولو أن للمسلمين خليفةً يزأر فتردِّد جنبات الدنيا صدى زئيره، لتكفل الكفار من تلقاء أنفسهم بردع سفهائهم ومنعهم من أن يصلوا إلى المسلمين بأذى، خشية أن يجتاحهم غضب المسلمين فيجتثهم من ديارهم ويصبحوا على ما فعلوا نادمين.
فإلى هذا العز ندعوكم أيها المسلمون، اعملوا معنا لإقامة هذا الصرح الإسلامي، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتنعموا بعز الدنيا ونعيم الآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن عبد الله