مناطق آمنة أم محاولة لتصفية الثورة؟!
الخبر:
تردد في وسائل الإعلام خلال هذا الأسبوع اتفاق أمريكا وروسيا على إيجاد أربع مناطق آمنة في سوريا لتسهيل القضاء على “الإرهاب” ولتسهيل الحل السياسي.
التعليق:
لا يخفى على كل متابع واع للأحداث أن أمريكا التي تدعي القلق على أهل سوريا، هي التي تدعم طاغوتها الحالي وقبله أباه المجرم المقبور في ظلم وقتل وتشريد أهلنا في سوريا. بل والسكوت عن استعماله مختلف أنواع الأسلحة ومنها الأسلحة الكيماوية مرات عدة دون أن يرف لها جفن مع أنها صرحت عدة مرات بالإدانات الفارغة لذر الرماد في العيون.
فأمريكا هي التي منعت الثوار من الإطاحة بطاغية الشام عندما وجدت أن الأمور تتجه نحو الحكم بالإسلام بقوة، وعندما كادت الأمور تحسم لصالح الثوار بتحرير دمشق، وهي أمريكا نفسها عدو الأمة الأكبر تأمر الدول العميلة لها والتي تدور في فلكها للوقوف في وجه الثوار المخلصين ودعم الحاكم والنظام المجرم من السقوط، ليس خوفا عليه بل خوفا من الآتي بعده وهو حكم الإسلام الذي أصبح مطلبا لمعظم أهل سوريا ومنهم الثوار.
فأمريكا نفسها هي التي طلبت من إيران وأشياعها دعم الطاغية مهما كلف الأمر رغم ادعاء الممانعة من هذه الدولة، وأمريكا هي نفسها التي طلبت من روسيا التدخل أيضا لدعم المجرم الطاغية ومنعه من السقوط بعد أن فشلت إيران بالمهمة فكان التدمير الجماعي والتشريد والذل والهوان والتجويع والحصار من الدب الروسي الذي تفوق على غيره في الإجرام وأظهر حقده الدفين والجديد على الإسلام والمسلمين وعلى المخلصين الواعين أيضا من أبناء أمتنا من شباب حزب التحرير الذي يعمل لإقامة الدولة الإسلامية الجامعة والتي ترعب روسيا وأمريكا ومعهما الغرب كله.
فهل يعقل أن نصدق أن أمريكا وروسيا بعد ذلك كله تريدان إيجاد مناطق تسمى زورا بالآمنة وتدعيان خوفهما على أهلنا في سوريا بعد كل ما فعلتاه وتفعلانه بنا من إجرام وتشريد وقتل وتدمير…؟
لا يمكن لعاقل أن يصدقهم وبخاصة للمؤمن الذي يدرك تحذير رب العالمين منهم ومن كفرهم ومن الركون إليهم والتسليم لهم بحل مشاكلنا لأننا سنخسر عندها الدنيا والآخرة لا سمح الله.
لذلك كله نقول بأن المناطق التي يسمونها آمنة ما هي إلا فخ ينصبونه للمخلصين من الثوار الذين لم يقبلوا بما يسمونه بالحل السياسي الذي يريد الإبقاء على الحكم العلماني الكافر ولو بوجوه جديدة تمسك له البلاد من جديد بعد أن انتهى مفعول الطاغية الحالي.
وهنا نقول لأمتنا العزيزة الحبيبة إن الأمر يتوقف علينا إن تركنا أمريكا وروسيا وهما ألد أعداء الأمة بأن تطرحا الحلول علينا لنسير بحسبها كما يخططون لنا، أو نزداد رفضا لها مهما كلف ذلك من تضحيات ترخص أمام إسلامنا العظيم وفي سبيل نوال رضا رب العالمين الواحد القهار.
أملنا بالله كبير أن تعود أمتنا الإسلامية إلى حكم الإسلام من جديد متوكلة على الله سبحانه وتعالى وحده وليس على أية دولة مهما بلغت قوتها وجبروتها، فنحن على يقين أن الله العلي العظيم الجبار لن يتركنا للكفار إن نحن قمنا بما يطلب منا حيث قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
فانصروا الله سبحانه وتعالى بالالتزام بما أمر وبخاصة عدم الركون للطغاة الظالمين ولأعداء الأمة أمريكا وروسيا ومن يستعين بهما من دويلات محسوبة على المسلمين واعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة في حزب التحرير فقد أضحت أمتنا في المخاض الأخير لولادة الدولة الإسلامية الجامعة التي توحد الأمة من جديد وتقطع دابر الكافرين. فهلا عجلنا في فترة المخاض هذه لنرتاح ونرضي رب العالمين؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس الهيئة الإدارية لحزب التحرير في ولاية لبنان