تجديد أمر الدين لا يعني الانسلاخ منه وتضييع أحكامه
تجديد أمر الدين لا يعني الانسلاخ منه وتضييع أحكامه
الخبر:
نقلت بوابة الفجر الإلكترونية الثلاثاء 2017/5/16م، ما أكده الدكتور شوقي علام مفتي مصر من أن قضية تجديد الخطاب الديني من القضايا المحورية لأن المجتمعات لا تقف بل يطالها التغيير والتطور، ولا بد أن يدرك العلماء العلاقة بين النص الشرعي والواقع. وقال علام – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم الثلاثاء – إن “قضايا التجديد هي قضايا محورية لأن الله سبحانه وتعالى يسخر للأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها وفي رواية أخرى يجدد لها دينها كما قال رسول الله r. وقضية التجديد هي قضية لازمة للمجتمعات، فالمجتمعات لا تقف بل تتغير باستمرار وتشهد تطورا دائما على مدار الساعة”.
التعليق:
سيرا على نهج فرعون وهامان يسير حكام مصر الكنانة وبطانتهم من الساسة المضبوعين بأفكار الغرب وعلماء السلاطين الذين يفتون على ذهب السلطان ورصاصته مبررين قبيح فعاله وتطاوله على مقدسات الإسلام بل ومحاولة إظهاره في صورة الإمام المجدد!
إن الثورة الدينية التي يقودها رئيس مصر تظهر جلية في تصريحات وأعمال رجال الأزهر والإفتاء المتعاقبة والتي غايتها الكبرى أن ينسلخ المسلمون من دينهم أو من الجانب العملي فيه على وجه أدق ليرضى الغرب عنهم، فالغرب لا إشكالية عنده في أن يصلي المسلمون ويصوموا ويحجوا ويخرجوا صدقاتهم شريطة أن يظل هذا هو إطار دينهم وهو فهمهم للإسلام، فلا يتجاوزوا به جدران المسجد ولا سياج تلك العبادات الفردية ولا يفكروا فيما فيه من أحكام نظمت الملكيات وحددت كيفية التعامل معها بأحكام شرعية واجبة.
نعم إن التجديد أمر حتمي ولازم ولكن وكيف ومتى وبمن؟! وكيف نقرر أن ما نراه تجديدا على حقيقته وليس خداعا للأمة لتبقى عقودا أخرى خاضعة للكافر المستعمر؟
إننا نعلم يقينا أن الوحي قد انقطع بموت رسول الله rوتمام رسالته التي أخبر عنها والتي قال عنها الله عز وجل ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ فقد أكمل الله لنا ديننا وأتمم علينا نعمته وما بقي منا إلا أن نحافظ على هذا الدين وأن نطبقه وأن نحمله للعالم بالطريقة التي قام بها رسول الله rوصحبه الكرام، فالحفاظ على الإسلام وبقاؤه مطبقا في دولة تلزم الناس على التزام أحكامه وتطبقه عليهم تطبيقا صحيحا عادلا هو واجب على الأمة، ومتى غابت هذه الدولة التي تطبق الإسلام أصبح تجديدها واجباً على الأمة وإلا تأثم الأمة بعمومها حتى تقام، اللهم إلا من أقامها أو مات متلبسا بالعمل لإقامتها، وهذا العمل لا يقوم به حكام خونة ارتموا في أحضان الغرب ولا علماء ساروا في ركابهم، بل يقوم به الواعون المخلصون من أبناء الأمة كشباب حزب التحرير الذين يحملون همها ويسعون لنهضتها وإعادة عزها وسيادتها، ولا يجوز أن يسند مثل هذا الأمر لعلماء عملاء أدعياء يأكلون على موائد الحكام النواطير.
يا أبناء مصر الكنانة! إن تجديد دينكم لا يكون إلا باستئنافكم الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة تطبق الإسلام عليكم في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد كما فعل الخلفاء الراشدون المهديون، وهو عينه ما يدعوكم له إخوانكم في حزب التحرير ساعين بينكم حتى تكون هذه غايتكم الكبرى التي تعيد توحيد صفوفكم وتجمع شملكم برباط عقيدتكم، وهو ما يبتعد بكم عنه علماء السلطان ليرضى الغرب عنهم وعن سادتهم.
يا أهل الكنانة! إنه لا نجاة لكم إلا بما يدعوكم له حزب التحرير فهو فيكم ومنكم الرائد الذي لم ولن يكذبكم، وهو وحده من يحمل علاج مشكلاتكم ويحمل لكم تجديدا حقيقيا ينهي عقود تبعيتكم للغرب الكافر وبقائه مهيمنا على ثرواتكم ناهبا لخيرات بلادكم، ولا يخدعنكم معسول كلام الأدعياء فما يبيعونكم إلا سراباً يحسبه الظمآن ماء.
يا أهل الكنانة! دونكم حزب التحرير وما يدعوكم إليه فاحتضنوا فكرته واحملوا معه الحمل الذي أمنكم عليه نبيكم rوكونوا معه أنصارا وأعوانا فعسى أن يجدد الله بكم ولكم ويكتب الخير فيكم فتكون مصر بكم مصر المنورة وتقام فيكم الدولة التي وعد الله بها وبشر بها نبيه r.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر