محاولة شائنة من قبل الليبراليين لتبرير قانون شائن.. والسلطات الدينية تدير ظهرها عن هؤلاء المختلين! (مترجم)
محاولة شائنة من قبل الليبراليين لتبرير قانون شائن..
والسلطات الدينية تدير ظهرها عن هؤلاء المختلين!
(مترجم)
الخبر:
في الآونة الأخيرة عملت السلطات الدينية في ولاية سيلانغور بجد لتقييد المتحدثين الإسلاميين الذين لا يملكون أذونات معتمدة لإعطاء الدروس في المساجد لتبليغ الإسلام. وفي الرابع عشر من أيار/ مايو، اعتقل مدرس إسلامي في القسم 8، في شاه عالم وذلك لقيامه بالتدريس دون إذن معتمد. وأعقب ذلك اعتقال ثلاثة متحدثين مستقلين كان من بينهم اثنان من “بنسيتوس أمة” الشهيرة في أحد المساجد في بلدة راوانغ في اليوم التالي، للتهمة ذاتها. والواضح أن السلطات الدينية لم تطلع على مضمون المحاضرات الملقاة على الإطلاق، فما التهم التي اعتمدوا عليها. وحتى لو كان مضمون الخطاب صادعا بالحقيقة، فلا يزال من صدر عنه مجرمًا في نظرهم! وفي الوقت ذاته، يتعرض المسلمون في ماليزيا لهجوم متزايد تشنه جماعات ليبرالية تبث “إشاعات” مختلفة. وللأسف فإن هؤلاء الأشخاص لا تعتقلهم السلطات الدينية على الرّغم من أن الأدلة ضدهم واضحة جدا. وكثيرًا ما يعارضون تفاسير القرآن والحديث الصادرة عن علماء بدعوى أنهم من الطراز القديم الذي عفا عليه الزمن، وغالبًا ما يفسرون الآيات والأحاديث وفقًا لأهوائهم ورغباتهم. وفي الآونة الأخيرة، ثارت ضجة على وسائل التواصل الإلكتروني لأمور متعلقة بمسألة المثلية الجنسية.
التعليق:
إن هذه الإشاعات الأخيرة التي أطلقتها الجماعات الليبرالية تدعي بأنه لا يوجد دليل واضح من القرآن والسنة يحرم المثلية الجنسية. وهؤلاء الذين يدافعون عن إل جي بي تي (مثليي الجنس، مثلية الجنس، مزدوج التوجه الجنسي ومتحول جنسي) يفرقون بين المثلية و(اللواط). وهم يدعون بأن الإسلام حرم اللواط، ولكنه لم يحرم المثلية الجنسية. في الواقع، هم يزعمون بأن الله تعالى لعن قوم النبي لوط لا لكونهم مارسوا اللواط وإنما بسبب معارضتهم للنبي عليه السلام. ومن بين محاولاتهم “لإضفاء الطابع القانوني” على المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيًا القول بأن المثلية الجنسية ليست هي ذاتها التي كانت في الماضي. وعلى الرغم من أن هؤلاء يعترفون بأن هناك عقوبة على اللواط في الإسلام، إلا أنهم يدعون أن المثلية لم ترد في القرآن والسنة. وعلى هذا الأساس، يزعمون، بأن الإسلام لا يحرم المثلية، ويرون بأن المثلية ليست سوى شكل من أشكال “الجذب” الجنسي بين نفس الجنس ولكنها ليست الفعل الجنسي ذاته. ومع ذلك، فمن الواضح بأن المفهوم لمصطلح “المثليين” مرادف للـ”فعل” وليس مجرد “الشعور”.
وحتى لو كان ذلك مجرد “شعور” فإنه من الواضح بأن الإسلام يحرم كل ما شأنه أن يجذب الرجال إلى رجال آخرين أو النساء إلى نساء أخريات (جنسيا). فمنذ الطفولة، أمر الإسلام بفصل الأطفال في أسرّتهم من عمر مبكر عمر 7 سنوات. وعلاوةً على ذلك فقد قال رسول الله r: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد» [رواه مسلم]. وفي حديث آخر قال رسول الله r: «لَعَنَ اللهُ المُخَنَثِينَ مِنَ الرّجَال وَالمُترَجّلاَتِ مِنَ النّسَاءْ» [البخاري]. فكل هذه الإجراءات شرعت بجلاء للوقاية مما يمكن أن يوصل إلى ميل الجنس الجنسي لآخر من ذات جنسه. وهكذا، فإن التفرقة بين المثلية واللواط هي مجرد محاولة لتبرير هذا الفعل الشائن، بالإضافة إلى كونها تصب في دائرة الجهود المبذولة لفرض الاعتراف بالمثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيًا والموبقات التي يقومون بها.
أما بالنسبة لما فهمه الليبراليون بأن لعنة الله وغضبه المنصب على قوم لوط لم يكن بسبب ممارستهم لفاحشة اللواط الشائنة، بل ببساطة بسبب معارضة قوم لوط لنبيهم، فإن الآيات القرآنية رفضت بوضوح مثل هذه الفكرة. وقد فسروا كلمة الفاحشة التي في سورة الأعراف الآية 80 بأنها اعتراض قوم لوط على نبيهم عليه السلام. ومن هنا يقولون بأن تحريم الشهوة المثلية بناء على قصة قوم لوط أمر غير صحيح. ومع ذلك فمن الواضح بأن كلمة الفاحشة تشير بوضوح إلى فعل اللواط الذي ارتكبه قوم لوط، كما ورد بوضوح في سورة الأعراف، ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾.
فقوله تعالى ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء﴾ تشير إلى الفعل الذي ارتكبه قوم النبي لوط، في حين إن قوله تعالى ﴿بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ تظهر اللوم وتحريم أي فعل مثلي. وفوق أن هذا الفعل ينافي الطبيعة البشرية، فإنه دليل على عدم الرشاد وفساد العقل: ﴿وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾.
وقوله تعالى ﴿أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾ يشير إلى استنكار واضح من قبل نبي الله لوط وبيان بأن الشذوذ الجنسي فعل يرتكبه من كان مضطرب العقل فحسب. وبالتالي، فإن المثلية الجنسية سواء أكانت مجرد “مشاعر” أم فعل اللواط ذاته، فإنه شيء شائن في الإسلام. وإن محاولة الليبراليين مختلي العقل تبرير المثلية هي في الواقع محاولة شائنة. وإنه لمن المؤسف حقا أن تكون السلطات الدينية مهتمة وعازمة بشدة على إلقاء القبض على المدرسين الإسلاميين ومعاقبتهم فيما تسمح لليبراليين والمدافعين عن إل جي بي تي بحرية نشر رسائلهم الشيطانية الخبيثة. وإلى الليبراليين والمثليين نقول، توبوا إلى الله وادرسوا الإسلام بشكل صحيح. لا تشغلوا أنفسكم بإلقاء اللوم على الآخرين لنفورهم منكم، فأنتم في الواقع من تجعلون من أنفسكم منبوذين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا