النظام المصري رأس حربة في استراتيجية أمريكا لحرب الإسلام
النظام المصري رأس حربة في استراتيجية أمريكا لحرب الإسلام
الخبر:
القاهرة- عربي21 – “بتصرف بسيط” ساد غضب في مصر إثر مصرع 30 نصرانيا، وإصابة قرابة 12 آخرين، في هجوم دموي، استهدف حافلتين متوجهتين لأحد الأديرة في محافظة المنيا في صعيد مصر، الجمعة.
وحرّض بابا الكنيسة تواضروس الثاني، رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على المزيد من الانتقام، وأعرب نشطاء نصارى عن الغضب، وطالبوا السيسي بإقالة حكومته.
هذا بينما اشتعل غضب حقوقيين من استغاثة الأخير بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحرَّضه إعلاميون وبرلمانيون موالون له، بالقول: “افرم الإرهابيين”، داعين إياه إلى “دك قطر”.
وفي ردود الفعل الحكومية على الحادث، قال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، في تصريحات التلفزيون المصري: “إن ضرب قواعد للمتشددين خارج مصر يمثل بداية، وإن الأمن القومي المصري سيبدأ من خارج البلاد اعتبارا من الآن”.
التعليق:
بعد أن أعلنت أمريكا عن تبني استراتيجية جديدة لمحاربة تنظيم الدولة وزيارة ترامب للسعودية وإملاء وجهة النظر الأمريكية على زعماء وحكام السعودية والخليج وأكثر من خمسين بلداً إسلامياً، وعودة ترامب غانما مظفرا بمئات المليارات من أموال المسلمين، يحدث هذا الهجوم الدموي على حافلة تقل أقباطا في مصر ويقتل حوالي ثلاثين قبطيا، يخرج السيسي مزمجرا على قنوات إعلامه معلنا أن سلاح الجو المصري يدك معاقل (الإرهابيين) في ليبيا بحجة أنهم أتوا من معسكرات في ليبيا.
وفي كلمته يطالب السيسي بعقاب الدول التي ترعى (الإرهاب) وبدون مجاملة، وإعلامه يصعد ويتهم قطر، ويستغيث بترامب قائلاً: أعلنت أن مهمتك الأولى هي مواجهة (الإرهاب) وأنا واثق من أنك قادر على ذلك. مع ملاحظة أن الطائرات المصرية قصفت مواقع تابعة لمجلس شورى المجاهدين في درنة والذين قاتلوا تنظيم الدولة وأخرجوا مقاتليه من درنة في ليبيا ويقفون في وجه حفتر الذي لم تستطع قواته دخول درنة وبسط نفوذه عليها.
أما لماذا التركيز في مصر على الأقباط وكنائسهم، فيبدو أن مصر يمكن أن تلحق بالسودان مستقبلا من حيث التفتيت والتقسيم فتبذر البذور منذ الآن لتفتيتها عند الحاجة، وتركيز فكرة أن (الإرهاب) إسلامي ومرتبط بالإسلام، فالنظام المصري وبكل جرأة يحارب الإسلام ومظاهر الإسلام في المجتمع المصري وأبواقه الإعلامية تشيطن وتضلل وتميع أفكار ومفاهيم الإسلام.
أصبحت دماء الأبرياء وأرواحهم من المسلمين وغيرهم في بلادنا رخيصة لا قيمة لها لتنفيذ رؤية أمريكا وتمكينها من بلاد المسلمين، يخدمها في ذلك حكام وأجهزة أمنية تصنع (الإرهاب) وترعاه لتقنع المغفلين بصواب فعلها وليخرج الرعاع موجهين او بردة فعل يطالبون بالمزيد من القتل والانتقام لصناعة وإيجاد رأي عام ومبرر لاستمرار الحملات الأمنية والاعتقال والقتل من قبل أجهزة أمن الأنظمة، فيظلم الناس وتنتهك حقوقهم ويداسوا من الطرفين؛ من (إرهاب) صنعته الأنظمة، وأجهزة أمن ترهب وتتغول على الناس وتخدم الأنظمة العميلة لتنفيذ رؤية أمريكا واستراتيجية أمريكا في بلادنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم أبو عجمية – الأردن