وزير الخارجية الأمريكي يرفض استضافة حفل بمناسبة حلول شهر رمضان
وزير الخارجية الأمريكي يرفض استضافة حفل بمناسبة حلول شهر رمضان
الخبر:
ذكر موقع رويترز باللغة العربية أن مسؤولين أمريكيين قالا إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون رفض طلبا لاستضافة حفلٍ بمناسبة شهر رمضان في خروجٍ فيما يبدو على تقليدٍ درجت عليه الإدارات الجمهورية والديمقراطية لنحو 20 عاما مع استثناءاتٍ قليلة، فمنذ عام 1999 دأب وزراء الخارجية الجمهوريون والديمقراطيون على إقامة مأدبة إفطار أثناء شهر رمضان أو حفل استقبال بمناسبة عطلة عيد الفطر في نهاية الشهر بمقر الوزارة، وقال مسؤولان أمريكيان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما إن تيلرسون رفض طلباً من مكتب الأديان والشؤون العالمية بوزارة الخارجية لاستضافة حفل استقبالٍ لعيد الفطر في إطار احتفالات رمضان.
التعليق:
ليس مهماً أن تقوم أو أن لا تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بعمل مأدبة إفطارٍ للمسلمين في رمضان، ولو فعلت ذلك فإنه لا يدل على مدى حبها وتقديرها للإسلام والمسلمين، فحربها على المسلمين ما زالت مستعرة، إن انطفأت في مكانٍ أشعلتها في مكانٍ آخر، وسياستها أن بلاد المسلمين يجب أن تغرق في الحروب المدمرة التي تهلك الحرث والنسل حتى لا تقوم لها قائمة، وشواهد حقدها على الإسلام والمسلمين نجدها صارخةً في العراق وأفغانستان والشام واليمن وليبيا وفلسطين…، ولذلك فإن إقامة إفطارٍ للمسلمين في أمريكا لا يعني شيئاً البتة للمسلمين طالما أن جيوش أمريكا تحتل بلادهم فتقصف وتدمر وتقتل في الوقت الذي تقيم فيه إفطاراتٍ كاذبةٍ للمسلمين، وكم من حربٍ شنتها أمريكا على المسلمين في شهر رمضان، وقتلت طائراتها الأطفال والنساء والشيوخ وهم يتناولون طعام الإفطار دون مراعاةٍ لحرمة هذا الشهر الفضيل؟!
إلا أن الشيء المثير في هذه الصفعة التي صفعت وجه كل من يظن بأمريكا خيراً، هو أن موقف وزارة الخارجية الأمريكية من حفل رمضان يأتي بعد أيامٍ معدودةٍ من استقبال رويبضات العالم الإسلامي لعدو الله ترامب ووزير خارجيته في الرياض استقبال الأبطال، وإغداقهم بالهدايا الثمينة وكأنهم جاءوا لتحرير بيت المقدس، وقد تحدثت بعض المواقع على الإنترنت أن زيارة ترامب للسعودية كلفت خزينة الدولة السعودية ما يقرب من 250 مليون ريال سعودي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام رويبضة السعودية ملك آل سعود بعقد صفقةٍ مع ترامب قُدرت بـ460 مليار دولار، صفقة خيالية لم يحلم بها حتى الأمريكيون يوماً، ستعمل على تعجيل حركة الاقتصاد الأمريكي المتهاوي وإيجاد فرص عملٍ جديدةٍ للأمريكيين، بينما البطالة في السعودية قد ارتفعت في نهاية 2016 إلى 12.3% كما ذكرت صحفية الشرق الأوسط.
إن حكام أمريكا لا يأبهون لأحد، فألغوا الإفطار غير آبهين بمشاعر أولئك الرويبضات الذين انحنوا أمامهم وقدموا لهم آيات الولاء والطاعة وفرشوا لهم السجاد الأحمر واستقبلوهم في القصور الفارهة وأضاعوا ثروات الأمة قرباناً لترامب وأعوانه، كل هذا يحدث جهاراً نهاراً، وبدلاً من أن يقوم علماء السعودية بالأخذ على يد حكام آل سعود الظلمة ويأطروهم على الحق أطراً، قاموا بتبرير ما اقترفته أيادي آل سعود، ودعوا الله أن يوفق ولي الأمر، فكانوا عوناً لهم في ظلمهم وخياناتهم، وأضاعوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونسوا آيات الولاء والبراء، وإني أذكرهم بحديث النبي r للذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، يقول عليه الصلاة والسلام: «كلا والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ولتأخذنّ على يد الظالم ولتأطرنّه على الحق أطراً ولتقصرنّه على الحق قصراً أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم» أي كما لعن بني إسرائيل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام