لم تبق للبلد سيادة إلاّ على دور العبادة!!!
لم تبق للبلد سيادة إلاّ على دور العبادة!!!
الخبر:
أكدت وزارة الشؤون الدينية في تونس منع الاعتكاف والتهجد في المساجد خلال شهر رمضان إلا بترخيص مسبق، تفعيلا لقانون المساجد. وقالت مسؤولة الإعلام بالوزارة نجاة الهمامي لوكالة “تونس أفريقيا” الرسمية، الاثنين، إن هذا الإجراء “يوفر الأمن للمصلين ويضمن حرمة المساجد والجوامع واحترامها”، كما يهدف إلى “التحكم في المصاريف المتعلقة خاصة بالماء والكهرباء التي تحمل على الوزارة باعتبارها سلطة الإشراف”. (سكاي نيوز عربية 2017/05/30).
التعليق:
لم يسلم حتى شهر رمضان المعظّم من رحى الحرب على الإسلام في تونس، حتى الشهر الذي تظهر فيه وحدة المسلمين وتعتمر فيه بيوت الله بالمصلّين والعاكفين والمتهجّدين وترتفع فيه أكفّهم للدّعاء والتضرّع للرّحمن طالبين المغفرة وتقبّل الصّيام وصالح الأعمال، لم يخرج عن سياق السياسة التي أسّس لها بورقيبة وتوارثها تابعوه في مناوأة الدين ومحاربة الملتزمين به.
يأتي هذا التّصريح من وزارة الشؤون الدينية التي الأصل فيها إحياء هذه السنّة واحتضان هذه الأفواج المقبلة على بيوت الله التي لا يحتاج ذكر اسم الله فيها إلى ترخيص مسبق. بل الأقبح من ذلك تعليل هذا الإجراء بالحفاظ على أمن المصلين داخل المساجد في الوقت الذي تعجز فيه الحكومة عن ضمانه (الأمن) في الخارج!!
سلّمت الحكومة شؤون البلد وتسلّمت إدارة فواتير الماء والكهرباء التي سيتم “إهدارها” على دور العبادة خلال هذا الشهر الفضيل!!!
هذا هو حال تونس وهذا ما فعلته الحكومات المتعاقبة: إمعان في محاربة كل ما له صلة بالإسلام وتنافس في شرعنة الفساد وتقنينه وضلاعة في حماية المفسدين بجعلهم فوق المحاسبة وهيئات رقابة تُلجَم متى مُسَّت مصالح المتنفّذين وأصحاب الكراسي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش