هل هي لجنة تقصي؟ أم أنها لجنة تعتيم؟ ليس الأمر أكيدا!
هل هي لجنة تقصي؟ أم أنها لجنة تعتيم؟
ليس الأمر أكيدا!
(مترجم)
الخبر:
قال رئيس أركان الجيش خلوصي آكار، في بيان مكتوب أرسل إلى لجنة التحقيق البرلمانية “نعتقد بأن تقرير جهاز الاستخبارات الوطنية كان جزءًا من خطة عظيمة”.(haberler.com)
التعليق:
أعلنت لجنة تقصي الانقلاب عن تقريرها في 26 أيار/مايو 2017. ومع ذلك، فبمجرد صدور تقرير اللجنة، طفت إلى السطح أسئلة عديدة. فالتقرير لم يجب عن أي من الأسئلة المبهمة، إلا أنه أثار أيضًا أسئلة جديدة. وإضافةً إلى ذلك، فإن رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ورئيس أركان الجيش خلوصي آكار، لم يدليا شهادتيهما أمام اللجنة وأعطيا تصورًا بأنّ التقرير كان تعتيمًا فور صدوره.
أولاً وقبل أي شيء، كان التعتيم ابتداء بسبب تأخر تشكيل اللجنة، ومماطلة حزب العدالة والتنمية في إعلان أعضائها وحقيقة كون كل من اختير عضوًا – الرئيس ونائب الرئيس والناطق باسمها والسكرتير – كان محسوبا على الحزب الحاكم. وعلى وجه الخصوص، فإن حقيقة أن أيّاً من البقع المظلمة تم توضحيها فيما يتعلق بالخامس عشر من تموز/يوليو تشير إلى أن لجنة التقصي أنشئت لتشتيت وتضليل الناس وزيادة الظلمة فوق البقع المظلمة.
بيان اللواء الذي أبلغ عن الانقلاب
يظهر إعلان صحيفة يني شفق الصادر في 20 أيار/مايو 2017 – وذلك بوضع عنوان مثل “هذا هو الذي كشف عن هذا الأمر العظيم” – بأن O.K قد أبلغ بوضوح عن الانقلاب.
O.K في إفادته أمام النيابة في آب/أغسطس 2016 قال: “سألوني ماذا سيحدث في جهاز الاستخبارات الوطنية، وقلت لهم قد يكون هناك حدث كبير، وحتى حدث انقلابي. قلت بأن هذا لن يكون بالحدث المتعمد الجيد بناء على ما قالوه عن أن “كثيرا من الدماء ستسفك”. بل إنه مكتوب بأنهم يمتلكون قدرًا كبيرًا من الوضوح المناقض لجماعة غولن في قرارات YAŞ. ولهذا السبب، قلت باحتمالية وقوع حدث انقلابي قبل YAŞ”.
وقد وردت هذه المعلومات في البيان المقدم إلى المدعي العام. ومع ذلك، لم تذكر يني شفق أمر الانقلاب في الأخبار.
وفي 29 أيار/مايو 2017، سُرَّب مقطع من بيان اللواء، إلى صحيفة حُريات لم يُذكر ضمن الأخبار التي صرحت بها يني شفق. ووفقا لذلك، فقد قال اللواء O.K في تصريحه: “أتذكر جيدا بأنني استخدمت كلمة “قد يكون هناك انقلاب”.
وبعد نشر هذه الأخبار، أرسل جهاز الاستخبارات الوطنية وجهاز الأركان العامة بياناتهم الخطية إلى اللجنة. ومع ذلك فقد ظهرت تناقضات وأسئلة كبيرة جدا.
أسئلة لم تتم الإجابة عنها
O.K. الذي أبلغ عن الانقلاب قال: “قد يكون هناك انقلاب”. كما أرسل إلى جهاز الاستخبارات الوطنية تقريرا قال فيه: “إنهم يعلمون أن محاولة الانقلاب ستكون من طرف جماعة غولن” لكنهم قالوا إنهم لم يعرفوا الوقت الذي سيحصل فيه ذلك. وقال رئيس الأركان: “في المعلومات المتوفرة لدى جهاز الاستخبارات الوطنية، لم يكن الأمر متعلقا بانقلاب وإنما كانت عملية مزعومة ضد رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية”.
وبعبارة أخرى، فإن التصريحات الثلاثة متناقضة. لكن هناك أمرا واحدا مؤكدا: “قبل محاولة الانقلاب عقد رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية ورئيس الأركان خلوصي آكار اجتماعا واحدا لواحد”.
إذاً…
1 – إذا كان الاثنان قد علما بالفعل أن محاولة انقلاب ستكون تلك الليلة، كما قال لهم O.K المندد بالانقلاب. فلماذا لم تقدم هذه الدوائر المهمة (جهاز الاستخبارات الوطنية ورئيس الأركان) الأوامر والتعليمات لمنع الانقلاب؟
2- كيف يمكن لرئيس الأركان أن يقول بأنهم لم يتلقوا أي معلومات عن الانقلاب؟ أم أن رئيس الاستخبارات لم يبلغ رئيس الأركان عن “محاولة الانقلاب” كما فعل بعدم تبليغ الرئيس أردوغان؟ فكيف إذاً لا يزال هاكان فيدان رئيسا لجهاز الاستخبارات؟
3- أي شيء تخفيه لجنة تقصي الانقلاب عن الأشخاص الذين ذكرت أنهم منعوا محاولة الانقلاب؟
ستبقى الشكوك دائمة في المجتمع، ما لم يتم الكشف بوضوح عما جرى، مع أدلة واضحة عما جرى في الخامس عشر من تموز/يوليو، ومن هم العملاء الحقيقيون الذين يقفون وراء الانقلاب. لكن الظاهر أن الدولة قد اتخذت قرارا بإشعار الناس بأنه لم يكن في تلك الليلة “إبلاغ عن الانقلاب”. وإلا فكيف سيشرح الأمر عندئذٍ لمئتين وخمسين شخصاً فقدوا حياتهم يومها؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز