Take a fresh look at your lifestyle.

وفاة العالم الجليل محمد الراوي

 

وفاة العالم الجليل محمد الراوي

 

 

الخبر:     

                                                     

توفي صباح يوم الجمعة 7 رمضان 1438هـ الموافق 2 حزيران/يونيو 2017م العالم الجليل محمد الراوي وصُليت عليه صلاة الجنازة في الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة.

 

 

التعليق:

 

أولا: في خضم الأحداث التي تعصف بالمسلمين اليوم، من زيارة ترامب للسعودية وتقديم الأعطيات له والارتهان بأمره ومن مقاطعة قطر وتصعيد العداء تجاهها، ما أحوج المسلمين اليوم لعلماء ربانيين كأمثال الشيخ العالم محمد الراوي يرحمه الله ليصدعوا بالحق ويرشدوا الناس إليه، قال تعالى ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾… ومواقف العالم الجليل محمد الرواي تشهد له بذلك.

 

ثانيا: أنقل لكم نموذجا من النماذج – على سبيل المثال لا الحصر – التي يجب أن يكون عليها علماء المسلمين اليوم، حيث قال ابن الأزرق في بدائع السلك في طبائع الملك نقلا عن رسالة الطرطوش إلى علي بن يوسف بن تاشفين:

 

“يا أبا أيوب إنك ابتليت بأمر لو حملته السماوات لتفطرن، والنجوم لانكدرت، والجبال والأرض لزلزلت، واعلم يا أبا أيوب أنه لا يزنى بفرج في ولايتك ومدى سلطانك طول عمرك إلا كنت المسئول عنه والمطالب به والمرتهن بجريرته، ولا يشرب فيها من نقطة مسكر إلا وأنت المسئول عنها، ولا يهتك فيها عرض مسلم إلا وأنت المطالب به، ولا يتعامل فيها بالربا إلا وأنت المأخوذ به لأنك أنت القادر على تغييرها”.

 

هذا في زمن يوسف بن تاشفين، فما بالكم بزماننا!

 

ثالثا: قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾، فميزة العلماء الأسمى عن غيرهم من عباد الله هي عظم خشيتهم لله، تلك الخشية التي هي أبرز صفات العلماء، فعلى العالم ألا يخشى إلا الله الذي بيده الأجل والرزق والنفع والضر، فيصغر في عينه الحكام وأزلامهم، ﴿فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾، ومن كانت هذه هي حاله يقدم على الناس ليحدثهم عن أم الفرائض (العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة) وعن رأس كل خير (تحكيم شرع الله) وعن رأس كل منكر (الحكم بغير ما أنزل الله).

 

وأخيرا: إن العالم لا يقاس بغزارة علمه، بل بمواقفه في تسخير علمه تجاه القضايا المصيرية المعاصرة. فأحمد بن حنبل تصدى لمسألة خلق القرآن، وعبد الله بن عباس تصدى للخوارج، وسعيد بن جبير تصدى للحجاج، والعز بن عبد السلام باع المماليك، وإبن تيمية قاتل التتار… وكذلك كان الشيخ تقي الدين النبهاني وسيد قطب والماوردي ومحمد الراوي…

 

رحمك الله أيها العالم الجليل محمد الراوي وجعلك في عليين… وسأبقى أكرر في ذكراك وذكرى أمثالك قول الشاعر: أحب الصالحين ولست منهم *** وأرجو أن أنال بهم شفاعة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غسان الكسواني – بيت المقدس

 

 

2017_06_09_TLK_4_OK.pdf