مع الحديث الشريف – قول الزور والصائم
مع الحديث الشريف
قول الزور والصائم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ “.سنن ابن ماجة
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
هذا الحديث الشريف يأمرنا بأن نبتعد عن ذنب عظيم نحن الصائمون القائمون في هذا الشهر الكريم، وكذلك في كل أشهر السنة، وهو قول الزور والعمل به، فقول الزور عمل مشين يجرح في مروءة المسلم ويحط من مكانته حتى يستوي هو والضالين في المستوى نفسه. لقد نهانا الله عن الظلم والكذب وشهادة ما لا نعلم، فأن يأتي الشخص ويشهد ويتكلم بكلام لا يعلمه وينسبه إلى شخص هو منه بريء فيؤذيه ويظلمه، يكون بهذا قد اقترف معصية يعاقب عليها الشرع، وكما أن الأعمال الصالحات من صيام وغيره في هذا الشهر يُضاعف أجرها عند الله، فإن الأعمال المشينة مثل قول الزور حرمتها أعظم وأثرها كبير، إن تقصد المسلم فعلها، فهو فعل شاذ لا يناسب المسلم الذي يخشى الله في السر والعلن.
علينا أن ندرك أن الصائم الحق لا يمتنع عن الطعام والشراب فقط، بل يمتنع عن كل معاصي الله سبحانه وتعالى، ويبتعد عما يغضبه ويعزف عن أي ذنب كان يقوم به قبل الصيام، بجعل تقوى الله والسعي إلى مرضاته الأساس في كل سلوك يسلكه في هذا الشهر حتى يستمر في الطاعة إلى ما بعد هذا الشهر الكريم.
الله نسأل أن يبعدنا عن المعاصي، وأن يجعلنا من التائبين الصالحين، وأن يتقبل منا توبتنا وصيامنا في هذا الشهر الفضيل، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح