مثل حلقات في الماء
(مترجم)
الخبر:
في الرابع من حزيران/يونيو، شهدت بريطانيا ما يسمى بـ(الهجوم الإرهابي الجديد). هذا الحادث لم يؤثر فقط على الناس المقيمين في بريطانيا من المسلمين وغير المسلمين، ولكن الآثار وردود الفعل انتشرت في جميع أنحاء العالم الغربي مثل حلقات في الماء.
التعليق:
في الدنمارك لم يتصدر الخبر عناوين الصحف والأخبار العاجلة فحسب، بل أثار أيضا النقاش الدائر دائما حول الإسلام والمسلمين، تحت ستار “الإرهاب” و”التطرف”. والتطرف هو المصطلح المستخدم لوصف المسلمين الملتزمين بالإسلام وأحكامه.
من جهة، تعثر السياسيون والإعلاميون والمناظرون على بعضهم بعضاً لإدانة الحادث واستخدامه لمهاجمة الإسلام والمسلمين بشكل عام. بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك لتشجيع رسومات جديدة للنبي r.
ومن ناحية أخرى، تعثرت أجزاء من الجالية المسلمة في الدنمارك، كما هي الحال في بريطانيا، على بعضهم بعضاً لإهانة أنفسهم بالإدانة والتأكيد بأن لا أحد لديه أدنى شك في أنهم ليسوا “متطرفين”.
نشأت مناقشات ساخنة، ليس فقط داخل بريطانيا أو الدنمارك، ولكن عبر الحدود الوطنية. وهذا مثير للاهتمام ويظهر أشياء عدة.
الكراهية ومكافحة الإسلام والمسلمين لا تقتصر على أماكن معينة أو أوقات معينة، بل هي عالمية ومستمرة. ففي بعض الأماكن تكون مادية، وفي البعض الآخر، كما هي الحال في الغرب، تكون فكرية، والقوانين تستخدم كوسيلة للضغط.
الأمة الإسلامية هي أمة واحدة، وجسد واحد. ما يصيبها في مكان ما يؤثر عليها في جميع الأماكن الأخرى.
أصبح العالم أصغر والأفكار والآراء تنتشر مثل الرياح. المناقشات التي بدأت في بريطانيا، تستمر في الدنمارك وكندا وهكذا دواليك، حتى تغطي العالم.
نحن نعيش في أوقات صعبة، ولكنها أيضا أوقات ذات إمكانيات كبيرة. فعلى الرغم من أن لا شيء يقارن بالاتصال المباشر والتفاعل، إلا أن التكنولوجيا قد فتحت إمكانيات جديدة. وقد كسرت احتكار وسائل الإعلام، وأعطت الجميع صوتا للاستماع إليه وإمكانية التأثير، وساعدت على رفع الوعي العام والسياسي بين الشباب المسلمين، وجعلت الأفكار والآراء تنتشر مثل حلقات في الماء.
نحن، المسلمين في الغرب، يجب ألا نرى أنفسنا مثل (أقليات) صغيرة غير مهمة، ينبغي عليها أن تبقي رؤوسها منخفضة وتطلب السماح وتسترضي “مضيفيها” بالامتنان غير المحدود. نحن لسنا أقلية، ولكننا جزء من خامس أكبر قوة في العالم؛ جزء من الأمة الإسلامية.
أي تحدٍّ فكري أو هجوم فكري يرحَّب به، لأنه يتيح لنا الفرصة لفضح ضعفهم وإظهار قوتنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك