المركزُ العالميُّ لمكافحةِ التطرفِ (اعتدال) يبدأُ نشاطَهُ
المركزُ العالميُّ لمكافحةِ التطرفِ (اعتدال) يبدأُ نشاطَهُ
الخبر:
مركزٌ عالميٌّ مقرُهُ السعوديةُ لمكافحةِ (التطرفِ) واجتثاثِ جذورِهِ، وقد أُعلنَ عن تأسيسِهِ خلالَ القمةِ العربيةِ (الإسلاميةِ) الأمريكيةِ التي احتضنتها العاصمةُ السعوديةُ الرياض.
أُعلنَ عن تأسيسِ المركزِ العالميِّ لمكافحةِ التطرفِ (اعتدال) يومَ الحادي والعشرينَ من 21 أيارَ/مايو ألفينِ وسبعةَ عشرَ 2017 في الرياضِ، ودشنَهُ ملكُ السعوديةِ سلمانُ بنُ عبدِ العزيزِ بحضورِ الرئيسِ الأمريكيِّ دونالد ترمب وقادةٍ عربٍ ومسلمين. (الجزيرةُ.نت الثاني والعشرينَ من أيارَ ألفينِ وسبعةَ عشرَ 2017/05/22).
اعتدال: بيانُ الدولِ الأربعِ خطوةٌ لمعالجةِ (التطرفِ) ومحاسبةٌ ضروريةٌ للحدِّ من العنفِ. (صحيفةُ الوطنِ الإلكترونيةُ التاسعِ من حزيرانَ ألفينِ وسبعةَ عشرَ 2017/06/09).
التعليق:
إنّ خوفَ الغربِ من الإسلامِ ليس بالأمرِ الجديدِ، فهو قديمٌ قِدَمَ الصراعِ بينَ الإسلامِ والكفر. وقد تركزَ هذا العداءُ منذُ الحروبِ الصليبيةِ الأولى، إلى أنْ تسلمتْ أمريكا قيادةَ العالمِ الغربيِّ في حروبِهِ الصليبيةِ الحديثةِ ضدَّ الإسلامِ والمسلمين، لكنها انتهجتْ نهجاً مختلفا في هذه الحربِ. فها هو الرئيسُ الأمريكيُّ الأسبقُ (ريتشارد نيكسون)، يقولُ في مقطعٍ من كلامِهِ في إحدى مقالاتِهِ القديمةِ “ليس أمامَنا بالنسبةِ للمسلمين إلإّ أحدُ حلَّينِ: الأولُ: قتلُهم والقضاءُ عليهم. والثاني: تذويبُهم في المجتمعاتِ الأخرى المدنيَّةِ العلمانيَّةِ” نعم هذا ما يريدونَهُ؛ القضاءُ على المسلمينَ أو الإسلامِ.
وقد سارتْ كلُّ قياداتِ أمريكا على نفسِ الخُطى ولسانُ حالِهم يقولُ “أنْ لا نواجهَ الإسلامَ وحدَنا، بل أنْ نجعلَ حكوماتِهم وقوانينَهم تحاربُهُ، بل وأنْ يحاربوهُ هم أنفسُهم أيضاً، من خلالِ توجهاتِهم الفكريةِ المختلفةِ، وأنْ يسعوا هم في تنفيذِ أهدافِنا عَبرَ المشاركةِ السياسيةِ. ومن ذلك مثلاً إنشاءُ توجهاتٍ إسلاميةٍ أقربَ إلى الفكرِ الغربيِّ تحتَ مسمياتِ الاعتدالِ والتطورِ والحداثةِ”.
فبعدَ اختتامِ القمةِ العربيةِ (الإسلاميةِ) الأمريكيةِ، تمتْ دعوةُ ترامبَ ورؤساءِ الدولِ إلى افتتاحِ المركزِ العالميِّ لمكافحةِ (التطرفِ) (اعتدال). من السخريةِ أنْ يقومَ رئيسُ أكبرِ كيانٍ متطرفٍ بافتتاحِ مركزٍ لمكافحةِ (التطرفِ). أمريكا التي قتلتْ وهجرتْ ملايينَ المسلمينَ وارتكبتْ أبشعَ الجرائمِ في العراقِ وسوريا وأفغانستانَ ومن قبلُ أبادتْ الهنودَ الحمرَ. وهي التي استغلتْ تجاوزاتِ بعضِ الجماعاتِ من أجلِ أنْ توجدَ الحجةُ لدخولِ البلادِ الإسلاميةِ وتدميرِها والقضاءِ على الإسلامِ. وهي التي أثارتِ العصبيةَ والطائفيةَ من أجلِ تفريقِ المسلمينَ بناءً على قاعدةِ فرقْ تسدْ.
فهل وصلَ الانحطاطُ والذلُّ بحكامِ المسلمينَ لدرجةِ أنْ يقوموا بدعوةِ ترامبَ إلى إلقاءِ خطاباتٍ عن الإسلامِ المعتدلِ ومحاربةِ (التطرفِ)!
وهل وصلَ الانحطاطُ بحكامِ المسلمينَ عملاءِ أمريكا والغربِ الكافرِ أنْ يضعوا قائمةً لـ(لإرهابِ) لأشخاصٍ علماءَ ومفكرينَ وناشطينَ في جماعاتٍ إسلاميةٍ ومؤسساتٍ خيريةٍ لخلافاتٍ سياسيةٍ بينَ العملاءِ للمحافظةِ على مصالحِ أسيادِهم، الآنَ فهمْنا سببَ تأسيسِ هذا المركزِ الخبيثِ، الذي ينفذُ سياسةَ أمريكا مع المسلمينَ (من ليس معنا فهو مع الإرهاب).
إنّ التطرفَ في نظرِ أمريكا ودولِ الغربِ هو كلُّ ما يخالفُ المقاييسَ الجديدةَ التي رسموها للإسلامِ بما لا يناقضُ مصالحَهم ولا يضرُّهم. وبناءً على ذلك فإنّ كلَّ مسلمٍ مخلصٍ غيورٍ على دينِهِ يسعى جاهداً من أجلِ نصرةِ هذا الدينِ، هو (متطرفٌ) في نظرِهم ويجبُ القضاءُ عليه. ولذلك يتمُّ افتتاحُ مثلَ هذهِ المراكزِ وغيرِها؛ إذ هي من الوسائلِ والأساليبِ لمكافحةِ الإسلامِ وإبعادِ أيِّ خطرٍ يواجهُ مصالحَهم، ويزيلُ كياناتِهم، وكلُّ هذا بمساعدةِ عملائِهم من حكامِ البلادِ الإسلاميةِ وبأموالِ المسلمينَ الذينَ يموتونَ من الجوعِ والعوزِ. قالَ تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾ [سورةُ الطارق: 15 – 17]
رغمَ كيدِ الكافرينَ سيعودُ الإسلامُ الذي يرونَهُ بعيداً ونراهُ قريباً تحتَ ظلِّ دولةِ الخلافةِ على منهاجِ النبوةِ يُعزُّ فيها المسلمونَ ويُذلُّ فيها الكافرون.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة الغامدي – بلاد الحرمين الشريفين