مرض الكوليرا أخف قدراً من كوليرا السياسة
الخبر:
نقل موقع سودان تربيون، عن وزير الصحة بولاية الخرطوم، مامون حميدة، إقراره مؤخراً بظهور مرض الإسهال المائي في العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى تسجيل (120) حالة إصابة، بينها حالتا وفاة، وذكر المصدر أن وزير الصحة الاتحادي (أبو قردة)، قال في تقريره أمام البرلمان إنه (تم تسجيل أكثر من 14 ألف حالة إصابة بالإسهال المائي، بينها (272) حالة وفاة في 10 ولايات منذ آب/أغسطس الماضي)، مشيراً إلى أن سبب انتشار المرض هو تلوث المياه.
التعليق:
إن تسمية المرض بالإسهال المائي، هو خبث سياسي، وتضليل للرأي العام، فالتسمية الحقيقية للمرض هي (الكوليرا)، والتي هي مرض وبائي يودي بحياة الإنسان خلال ساعات. إن الحكومة وكعادتها في القضايا الحيوية، التي تمس صحة رعاياها بشكل مباشر، تصمت صمت أهل القبور، ثم تلف وتدور، وتضلل وتكذب، وتسمي الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، تتوسل بكل ذلك إلى تجميل وجهها القبيح الكالح!! لذلك كانت الكوليرا المرضية أخف قدراً من الكوليرا السياسية.
فمرض الكوليرا هو من أمراض البيئة، يساعد على انتشاره، تلوث المياه، وتكدس النفايات، وسوء البيئة، كما أن التهاون عند بدء المرض بعدم إعلان حالة الطوارئ، والإغلاق، والحجر الصحي لأول بؤرة ظهر فيها المرض، كل ذلك ساعد على تفاقم الأوضاع، وخروجه عن السيطرة!!
إن المعني بتوفير المياه الصالحة النقية، وإزالة النفايات، وتصحيح البيئة، إنما هو الإمام؛ خليفة المسلمين، يقول الرسول r: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» صحيح البخاري. ونحن في ساحات العمل السياسي، نصل الليل بالنهار، لإقامة الخلافة الراشدة الثانية، ندعو الله أن يعجل لنا بإقامتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، تستأنف الحياة الإسلامية، وتشفي هذه الأمة من الكوليرا السياسية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار – أم أواب