Take a fresh look at your lifestyle.

القادة الغربيون لا يريدون تقييد أنفسهم بتطبيق القيم التي يبشّرون المسلمين بها

 

القادة الغربيون لا يريدون تقييد أنفسهم بتطبيق القيم التي يبشّرون المسلمين بها

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

زارت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم لمناقشة طرق التعامل مع “الراديكالية على الشبكة العنكبوتية” بعد سلسلة من ثلاث هجمات (إرهابية) دموية في بريطانيا. حيث قتل ثمانية أشخاص في الهجوم (الإرهابي) على جسر لندن في 3 حزيران/يونيو، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، في اليوم التالي إنه كان من الضروري: “تقييد حرية وتحركات المشتبه بصلتهم بـ(الإرهاب) عندما نحصل على الأدلة الكافية لمعرفة أنهم يشكلون تهديدا، ولكن دون الحصول على أدلة تكفي لإدانتهم في المحكمة… وفي حال أن قامت قوانيننا لحقوق الإنسان باعتراض الطريق، فسوف نغير هذه القوانين حتى نتمكن من تحقيق ذلك”.

 

التعليق:

 

إن رئيسة الوزراء البريطانية في فرنسا اليوم “لتقييد الحرية” كما وعدت، وها هي الآن ترمي بما يسمى بحقوق الإنسان للمشتبه بصلتهم بـ(الإرهاب)، كما أنها وعدت بأنها “ستغير القوانين حتى تتمكن من ذلك”. فكل هذا دليل واضح على النفاق وازدواجية المعايير.

 

فوعودها الآن تتناقض مع ما قالته في اليوم التالي لهجوم جسر مانشستر في آذار/مارس: “إن (الإرهابيين) لن يتمكنوا من الفوز علينا، وإن قيمنا، وبلادنا، وطريقتنا في الحياة ستبقى دائما هي السائدة”. فإذا كانت القيم وطريقة الحياة هي السائدة بعد إنكار الحرية وحقوق الإنسان على المسلمين، إذاً فإن القناع قد خُلع الآن. فما الحرية وحقوق الإنسان إلا مجرد دعايات للغرب، ومن السهولة التخلص منهم سواء في بلادهم التي تدعو لهم أو خارجها. ومن خلال تحويل الاهتمام من (الإرهاب) إلى القيم، فإن الإسلام والمسلمين هم المستهدفون في هذه الحالة، وليس (الإرهابيين). وهذا ليس بالأمر الجديد. فهذا المصطلح قد تم طرحه من قبل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عندما عرض موضوع محاربة ما يُدعى “بأيديولوجية الإرهاب” وأسس مؤسسة توني بلير التي تستهدف القيم والمفاهيم الإسلامية التي يجب تغييرها بهدف جعل المسلمين يتكيفون مع القيم والمفاهيم الغربية.

 

أما بما يخص رئيسة الوزراء الحالية، فهي أيضا قالت: “إن (الإرهاب) حاول إسكات ديمقراطيتنا”، و”نحن نعلم أن الديمقراطية – والقيم التي تنبثق منها – ستبقى دائما سائدة. فتلك القيم – كحرية التعبير والحرية وحقوق الإنسان وحكم القانون – ستبقى مكفولة هنا في هذا المكان، ولكن يتشاركها أحرار من حول العالم… إن قيمنا ستبقى سائدة”. ولكن بعد تفجيرات مانشستر وعدت بـ”هزيمة تلك الأيديولوجية التي عادة تغذي هذا العنف”. وهذا لا يستهدف (الإرهاب) ولا ما يُدعى بأيديولوجية (الإرهاب)، ولكن يستهدف تلك الأيديولوجية التي قد تكون أو لا تكون تغذي العنف حقيقة. إن تريزا ماي تدعوها بأيديولوجية التأسلم Islamism، أما ترامب فيصفها بالإسلامية Islamic، وما يقصده الاثنان هو الإسلام.

 

فبعد الهجوم (الإرهابي) الثالث في بريطانيا هذا العام، في 3 حزيران/يونيو على جسر لندن، ربطت تريزا ماي كل العمليات بـ”أيديولوجية واحدة شريرة هي (التطرف) الإسلامي… والتي تدعي أن قيمنا الغربية التي تدعو إلى الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان لا تتوافق مع دين الإسلام”. كما وصفت الأيديولوجية التي ترفض حقوق الإنسان (كما يريدها الغرب) بالأيديولوجية الشريرة، وهي التي بنفسها وعدت بالتخلص من قوانين حقوق الإنسان.

 

كما تكمل رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي قولها: “إن إلحاق الهزيمة بهذه الأيديولوجية هي واحدة من أكبر التحديات في عصرنا… إنها ستُهزم فقط عندما نحول عقول الناس عن التفكير بهذا العنف وبجعلهم يفهمون أن قيمنا – القيم البريطانية التعددية – هي الأعلى”. وهي تقصد بـ”عقول الناس” عقول المسلمين، حيث إنها تريد تغيير عقول المسلمين ليتقبلوا القيم البريطانية، إلا أن تريزا نفسها لا تزال غامضة بما يتعلق بالقيم البريطانية تماما كغموضها بما يتعلق بـ(الإرهابيين) أنفسهم!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

 

 

2017_06_17_TLK_2_OK.pdf