تصريحات نارية وأفعال ملتوية لسياسة أمريكية استعمارية
تصريحات نارية وأفعال ملتوية لسياسة أمريكية استعمارية
الخبر:
بدأت يوم الجمعة تدريبات تشارك فيها سفينتان من القوات البحرية الأمريكية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية في مياه دولة قطر، حيث ستجري تدريبات عدة تتعلق بالعمليات البحرية، إضافة إلى تمارين بالاشتراك مع الطائرات.
وقال ترامب، الجمعة الفائت، إنه ساعد هذه الدول (السعودية، ومصر، والإمارات) على اتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر خلال زيارته للسعودية الشهر الماضي.
وأضاف: “قطر لديها تاريخ بتمويل (الإرهاب) على مستوى عال جداً، وفي أعقاب ذلك المؤتمر – قمة الرياض التي استضافتها السعودية -، اجتمعت الأمم وتحدثت معي حول مواجهة قطر بشأن سلوكياتها. لذلك كان علينا اتخاذ قرار. هل نأخذ الطريق السهل أم نأخذ في النهاية إجراءً صعباً ولكن ضرورياً؟ علينا أن نوقف تمويل (الإرهاب)”.
التعليق:
يظن الناظر لمجريات الأحداث للوهلة الأولى أن هناك تضارباً بين التصريحات الأمريكية النارية والهجومية وبين أفعالها السياسية المواربة الملتوية.
فمن جهة يطل علينا البيت الأبيض ورئيسه الأرعن بتصريحات شديدة اللهجة ضد الحكومة القطرية فيها التهديد والوعيد والويل والثبور لكل من يدعم (الإرهاب) ويحارب السلام العالمي، مع التلويح والترويج الإعلامي بإمكانية تنفيذ ضربات عسكرية إذا استدعى الأمر ذلك. كما أشاد هذا الرئيس بمقاطعة قطر واتهامها بتمويل (الإرهاب) “بالطبع ستكون هذه المقاطعة لقطر بداية النهاية لفظائع (الإرهاب)” كما جاء على لسان ترامب.
ومن جهة أخرى يصدر بيان عن وزارة الدفاع الأمريكية عقب زيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري “خالد العطية”، بأن زيارته استهدفت تعزيز التعاون الأمني بين واشنطن والدوحة!! نعم فهنا يتحدثون عن الشراكة والتعاون ويشيدون بهما لأن له ثمناً باهظاً ويدر على الإدارة الأمريكية مليارات الدولارات، إذ جاءت هذه الزيارة استكمالاً لصفقة عسكرية بين وزارتي الدفاع الأمريكية والقطرية تقدر قيمتها بـ12 مليار دولار والتي تتضمن شراء 72 مقاتلة أف 15. هذا بالإضافة إلى التمارين المشتركة التي حصلت بين سفينتين من القوات البحرية الأمريكية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية في مياه دولة قطر، مُعلنين أنه لا علاقة لهذه المناورات بالأزمة الخليجية!!
إن المتتبع الواعي للسياسىة الأمريكية ولكيفية تعاطيها في المواقف الدولية، لا يرى تضارباً بين أفعالها الملتوية وتصريحاتها الخدّاعة، خاصة وأنه يعلم أن هذه السياسة منبثقة من نظام قائم على المصلحة والنفعية البحتة، ذات هدف واحد لا يتغير ولا يتبدل ألا وهو استعمار الشعوب، ولأجل تحقيق هذا الهدف تمد الإدارة الأمريكية يدها وهي الملطخة بدماء المسلمين لتمد يدها الأخرى لتأخذ أجرها ومستحقاتها من حكام المسلمين على حسن تبعيتهم لها وعلى إدارة شؤون بلادنا كما تحب هي وترضى!!
بعد خروج أمريكا من القمة السعودية والتي حققت من ورائها مليارات الدولارات تكمل مسعاها لتحقيق صفقات على هامش هذه القمة من باقي دول الخليج وخاصة تلك التي تدّعي تقديم الولاء والطاعة لها كقطر وغيرها ممن يعاكسون السياسة الأمريكية في منطقة الخليج كافة، لتتركنا لخلافاتنا بل وتشجعها، فتارة تخيف دول الخليج بإيران ومشروعها التمددي لتتم صفقاتها العسكرية التجارية، وتارة من بعبع (الإرهاب) الذي صنعته لترسخ وجودها ونفوذها في بلاد المسلمين كافة.
هذا هو مسعاها وهذا هو هدفها رغم ما تحاول إشاعته عن تباين مواقفها من أحداث هي افتعلتها أو أحداث تريد استغلالها، وستبقى شعوبنا على هذه الحال، خيراتها في يد أعدائها وتحت تصرفهم طالما أن هناك حكاماً رويبضات رهنوا البلاد والعباد للغرب الكافر، فلا خلاص لنا ما لم نأخذ على أيديهم ونكون أصحاب المبادرة بخلع نفوذهم عن رقابنا واستبدال الإمام الجنة الذي يتقى به ويقاتل من ورائه بهم، لنجتمع على راية رسول الله r والتي بها عزنا ونصرنا لنستأنف حياتنا الإسلامية التي ارتضاها لنا خالق السماوات والأرض.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى