حياة المسلمين وحقوقهم المهضومة تحت قانون دوتيرتي العسكري في مينداناو (مترجم)
حياة المسلمين وحقوقهم المهضومة
تحت قانون دوتيرتي العسكري في مينداناو
(مترجم)
الخبر:
أعرب المحامون في لاناو ديل سور في الفلبين عن “غضبهم الشديد” إزاء انتهاكات القانون العسكري في مدينة ماراوي، في مينداناو ذات الأغلبية المسلمة حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف شخص. أعلن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي القانون العسكري في المقاطعة بعد يوم واحد من الحصار المميت الذي يفترض أن تنظيم الدولة قد فرضه على ماراوي. فقد “أعرب المحامون في الـ(IBP) – المنظمة الوطنية للمحامين في الفلبين – في مدينة لاناو ديل سو عن غضبهم العارم وإدانتهم الشديدة لعمليات التفتيش والمصادرة غير القانونية التي تجري في ماراوي من قبل عسكريين وأفراد الشرطة وغيرهم من وكالات تنفيذ القانون والتي تؤدي إلى فقدان وحرمان المدنيين الأبرياء من أملاكهم وممتلكاتهم”. وفقاً لما ذكره الموقع الإخباري “رابلر” في 10 حزيران/يونيو.
وقالوا إن الجيش الفلبيني والشرطة الفلبينية قد ارتكبا “تجاهلاً فاجعاً ووحشياً لحرمة المنازل، والحق في الحرمان من الممتلكات دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، واستهتاراً بأمن الأشخاص ومنازلهم، وخلفا آثاراً جراء عمليات الدهم والتفتيش غير المبررة وانتهكا خصوصية الاتصالات والمراسلات بين المدنيين الأبرياء”. وأضاف المحامون أن شكاواهم هذه استندت إلى “معلومات وبيانات جديدة ومباشرة من ميدان المعركة”، حيث تم تجميع هذه المعلومات منذ بداية تنفيذ القانون العسكري في 23 أيار/مايو.
وأكدت مراسلة الجزيرة جميلة أليندوغان أن السكان الذين فروا في البداية ويريدون العودة إلى المدينة، قد تم إيقافهم من قبل القوات العسكرية. وقالت: “يجري فرض القانون العسكري هنا وعبر جزيرة مينداناو بأكملها، كل الأشخاص يخضعون للتحقيق حتى الأطفال”.
التعليق:
من الواضح أن قانون دوتيرتي العسكري العلماني هو جزء من إذعانه للأجندات الأمريكية ضد تنظيم الدولة ويعكس أيضاً موقفه الأخلاقي ضد المسلمين، بما في ذلك النساء المسلمات. حتى إنه سابقاً قد أعطى جنوده تفويضاً مطلقاً من أجل ارتكاب أفظع الجرائم، وهذا سيتحمل مسؤوليته إذا كان جنوده ينتهكون حقوق الناس في مينداناو، بما في ذلك جرائم الاغتصاب. قال دوتيرتي “إذا اغتصبت ثلاث (نساء)، سأكون الشخص الذي يعترف بأنه أنا”. هذا هو مثال الحضارة الغربية حيث يتولى رجل دنيء شؤون الناس.
في الوقت الحالي، إذا تم النظر في سياق أوسع، فقد أصبح المسلمون دائماً ضحايا لا تؤخذ بالاعتبار في كل مشاريع مكافحة “الإرهاب” على الصعيد العالمي. فقد قتلت الحروب الغربية أربعة ملايين مسلم منذ عام 1990. ويثبت البحث البارز أن الحرب على الإسلام بقيادة أمريكا قد أسفرت عن مقتل ما يصل إلى مليوني شخص. ولكن هنالك جزءاً من المسؤولية الغربية عن الوفيات في العراق وأفغانستان على مدى العقدين الماضيين. فالمسلمون دائماً ما يكونون ضحايا لا تؤخذ بالاعتبار باسم الحرب على “الإرهاب”.
لماذا حياة المسلمين (أمة محمد r) ليس لها قيمة في هذا العصر الحديث؟ بينما قال الرسول r: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» رواه النسائي؟!
لا شيء مختلف مع إخوتنا وأخواتنا في مدينة مراوي، وهم معروفون بمسلمي مورو. وباعتبارها محسوبة على البلاد غير الإسلامية التي يكون التمييز فيها ضد المسلمين قوياً جدا، فإن مسلمي مورو في جنوب الفلبين ليسوا استثناء. وبالمقارنة مع الرعايا غير المسلمين فإن الكثير من المسلمين الذين يقطنون جزيرة مينداناو يعيشون تأخرا في حياتهم إذا ما قورنوا بهؤلاء. وذلك لأن الحكومة الفلبينية تعتبرهم متمردين. وعلى الرغم من أن المنطقة هي الأكثر خصوبة وغنى بالموارد الطبيعية في الفلبين إلا أن الحقائق تظهر بأن هذه المنطقة أصبحت الأفقر في البلاد حيث لا تطور فيها، بعد الصراع الذي بدأ قبل أربعة عقود. وقد حظرت الحكومة الفلبينية المسلمين من الحكم على أرضهم أو التحكم في ثرواتها.
في الآونة الأخيرة تحت قيادة دوتيرتي أصبح النظام أكثر وحشية ضد المسلمين تحت ذريعة مكافحة “الإرهاب”. وعلى مدى عقود كانوا بمثابة ضحية عاجزة أمام حاكم كافر جشع سُمح له بالوجود من قبل نظام عالمي يمارس التمييز ضد المسلمين. وما دام هذا النظام العالمي قائما على حاله، فإن معاناة أمة محمد rستستمر بلا شك ولن تنتهي أبدا. وذلك لأن المشكلة الجذرية وراء هذه المعاناة ليست إلا غياب الخلافة على منهاج النبوة درع المسلمين التي من شأنها القضاء على هيمنة الكفار على المسلمين وحماية شرف وكرامة النساء المسلمات وأطفال المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ولنتذكر حديث رسول الله r: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه مسلم)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير