أطراف الصراع في اليمن خادماً مطيعاً لما يمليه عليها الغرب
أطراف الصراع في اليمن خادماً مطيعاً لما يمليه عليها الغرب
الخبر:
أعلنت الحكومة اليمنية أنها وافقت على خطة أعدتها الأمم المتحدة لإبقاء ميناء الحديدة الاستراتيجي لليمن بعيدا عن الأعمال القتالية، لكن الحوثيين لا يزالون يشككون في هذه المبادرة.
وقال وزير الخارجية في حكومة هادي، عبد الملك المخلافي، في تغريدة نشرها اليوم السبت على صفحته الرسمية في موقع “تويتر”، إن “الحكومة اليمنية تجدد موافقتها على مقترحات المبعوث الأممي (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) بشأن ميناء ومدينة الحديدة وآلية تسليم الموارد والمرتبات، حرصا منها على الشعب اليمني”. (موقع روسيا اليوم)
التعليق:
إن ميناء الحديدة يمثل نقطة حيوية لنقل المساعدات إلى اليمن، الذي يعاني حوالي 17 مليونا من سكانه من المجاعة، حيث تصل إلى هذا الميناء نحو 80 بالمئة من واردات الغذاء، لكن التحالف العربي يتهم الحوثيين باستخدامه في تهريب أسلحة وذخائر، داعيا إلى نشر مراقبين من الأمم المتحدة على أراضي الميناء، إلا أن حكومة الحوثيين تنفي هذه الاتهامات كما أكدت رفضها لما جاء في بيان مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية، مؤكدة أنه كان منحازا للرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي.
وكان ولد الشيخ أحمد قد أبلغ مجلس الأمن في يوم 30 أيار/مايو بأنه عرض اتفاقا لتجنب أي اشتباكات عسكرية في الحديدة، موضحا أنه سيجري التفاوض عليه بالتوازي مع اتفاق لاستئناف دفع أجور موظفي الحكومة على مستوى البلاد.
إن مجلس الأمن – الذي جعل اليمن تحت البند السابع وما نتج عنه من عدوان على اليمن وأهله – يعرب عن بالغ قلقه مما يخلفه النزاع من أثر إنساني وبيل على المدنيين ويشدد على أن الحالة الإنسانية ستتدهور في ظل غياب حل سياسي، مع أن مجلس الأمن والأمم المتحدة هما من يصنعان الأزمات في العالم عامة وبلاد المسلمين بصفة خاصة، وذلك خدمةً للدول الكبرى التي تقتات على دماء وأموال البلدان المغلوبة على أمرها والمتولي رعاية شؤونها حكام عملاء.
لقد أصبح الرهان بين الأدوات المحلية لأطراف الصراع الدولي على ميناء الحديدة كلٌّ يريد أن يحسم الأمر لصالحه ولصالح سيده. فعبد ربه ومن معه يريدون أن يكون الميناء تحت تصرف وإشراف مجلس الأمن بشرط انسحاب المليشيات الحوثية من مدينة الحديدة وتسليم مرتبات موظفي القطاع الحكومي من واردات الميناء بدلاً من أن يتم تسليم المرتبات من مليارات الريالات التي طبعت في روسيا، كما يهدفون إلى منع دخول الإمدادات العسكرية للحوثيين من هذا الميناء. أما الحوثيون فيسعون لعرقلة هذه الخطة لما سيلحق الأذى بهم حيث لم يعد لهم إلا المنفذ البحري الوحيد لاستقبال المساعدات الغذائية والتصرف بها حسب مصلحتهم، وكذلك تهريب المعدات العسكرية التي تأتيهم من خارج اليمن.
إن مجلس الأمن لا يهمه إلا خدمة من أنشأه فقط، فالأمم المتحدة تعمل على استخدام ميناء الحديدة كورقة لتطويل أمد الحرب حتى تخضع جميع الأطراف للحلول الغربية بدل أن يحل أهل اليمن مشكلاتهم بأنفسهم وعلى أساس عقيدتهم بعيداً عن مشاريع دول الكفر في بلادهم التي لن تزيدهم إلا تفرقاً وتناحراً وفقراً. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – اليمن