الغرب وحكام المسلمين يستعملون الدين وعلماء السلاطين أداة كباقي أدوات فرض السياسات دونما تردد
الغرب وحكام المسلمين يستعملون الدين وعلماء السلاطين
أداة كباقي أدوات فرض السياسات دونما تردد
الخبر:
شنت هيئة كبار العلماء ووزارة الخارجية السعودية هجوما حادا على جماعة الإخوان المسلمين عبر تويتر، مؤكدين أن “الجماعة ليست من أهل المناهج الصحيحة، ومنهجهم قائم على الخروج على الدولة”.
وفي تغريدة ثانية قالت الهيئة “الإخوان حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم، ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة” وأضافت أن “الإخوان ليسوا من أهل المناهج الصحيحة”. وتابعت الهيئة أن “كل جماعة تضع لها نظاما، ورئيسا، وتأخذ له بيعة، ويريدون الولاء لهم؛ هؤلاء يفرقون الناس”. وأضافت “ليس في الكتاب والسنة ما يبيح تعدد الأحزاب والجماعات؛ بل فيهما ما يذم ذلك”. الجزيرة نت.
التعليق:
ليس دفاعا عن الإخوان ومنهجهم، فليس هذا مقام تشخيص واقعهم والحكم على منهجهم، ولكن من باب ما هو أشد وضوحا ولا يحتاج إلى عميق نظر لإدراكه، وهو مدى تهاوي هؤلاء العلماء وهيئاتهم إلى دركات المستخدمين والموظفين الأجراء عند الحكام والملوك بدلا من أن يكونوا حملة رسالة ودعاة نور وحق!
فهذه الهيئات يخرج صوتها وتنبري حناجرهم في مهاجمة أو تسويق الأفكار والمشاريع التي تتناغم وتتجانس مع سياسات الحكام الذين يعلم القاصي والداني موالاتهم للكافر المستعمر، وحكمهم بالكفر ومحاربتهم للإسلام.
فهل يغيب عن هؤلاء العلماء عدم حكم الحكام بالإسلام، وحكمهم بالكفر وأحكام الطاغوت؟! أم يغيب عنهم موالاة الحكام لأمريكا وأوروبا وإمداد الغرب بالمال والدعم؟!
أم يغيب عنهم فتح البلاد أمام جيوش الغرب وطائراتهم وقاذفاتهم التي تقصف المسلمين وتستعمر بلادهم؟!
أم يغيب عن هؤلاء العلماء ثروات المسلمين التي حرم الحكام الأمة منها وأودعوها في حساباتهم الشخصية أو أعانوا بها الغرب على شكل استثمارات وصفقات ومساعدات لمؤسساته ومصانعه ودوله؟!
أم يغيب عنهم تقاعس الحكام في نصرة المسلمين ونجدتهم في الشام واليمن وبورما وليبيا والعراق، بل والمشاركة في الحرب عليهم؟!
إن مناكير الحكام وجرائمهم وعلى رأسهم حكام الخليج والسعودية قد بلغت عنان السماء وقد ضاقت بها الأرض بما رحبت، فلماذا لا ينبري هؤلاء العلماء لإنكارها وفضحها، بينما نجد أقلامهم سيالة وأصواتهم جهورة في مهاجمة أو الترويج لكل مشاريع الحكام وتوجهاتهم الخبيثة؟!
نعم، هذا ما صنعه الغرب في بلاد المسلمين، فبعد أن نصب حكاما نواطير مجرمين على بلاد المسلمين، صنع لهم ما يحفظ عروشهم ويضمن بقاء الاستعمار، من أدوات كالأجهزة الأمنية البوليسية والإعلام وعلماء الدين والمفكرين والمرتزقة، فترى هذه الأدوات تثابر وتسهر الليالي وتحشد الجهود من أجل ما يحفظ عروش الحكام أو ينجح مشاريعهم، بينما لا يكون لهم أثر أو وجود عندما يتعلق الأمر بمصالح المسلمين أو دينهم!
فعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «أَهْلَكُ أُمَّتِي رَجُلَانِ: عَالِمٌ فَاجِرٌ وَجَاهِلٌ مُتَعَبِّدٌ». وَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَرُّ؟ قَالَ: «الْعُلَمَاءُ إذَا فَسَدُوا».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين