إشارات بريطانيا تصدر لعملائها في اليمن محذرة من المخططات الأمريكية المقبلة في اليمن
إشارات بريطانيا تصدر لعملائها في اليمن محذرة
من المخططات الأمريكية المقبلة في اليمن
الخبر:
أوردت صحيفة اليمن اليوم الصادرة في اليمن يوم الخميس 22 حزيران/يونيو الجاري مقالا مترجما لديفيد هيرست رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي البريطاني بعنوان “بعد قطر وبن نايف.. هادي الهدف التالي لبن سلمان” جاء فيه (واليمن هو هدفهم المقبل. وكما ذكرنا، كانت هناك تداعيات كبيرة بين هادي المنفي، في الرياض، والقوات المحلية في عدن التي يسيطر عليها الإماراتيون والشريكان الرئيسيان في الحملة ضد الحوثيين يدعمون الجانبين الذين هم الآن في حالة حرب مع بعضهم البعض في جنوب اليمن. وكما أفهم هذا السيناريو، سيحل ذلك قريبا. وكان بن سلمان قد التقى طحنون بن زايد، شقيق محمد بن زايد ورئيس أمنه، وحثه على تهدئة الوضع في جنوب اليمن. محمد بن سلمان أخبر طحنون بن زايد، أنه بمجرد أن يصبح ولي العهد، سيجرد عبد ربه منصور هادي ويحل محله خالد بحاح، المقرب من الإماراتيين. وقد قام بحاح بزيارة الرياض مؤخرا لإعادة الاتصال مع الإدارة السعودية الجديدة. وسيلي ذلك الهجوم واسع النطاق ضد الإصلاح، وهو الفصيل المرتبط بالإخوان المسلمين في اليمن).
التعليق:
مع تتويج محمد بن سلمان وليا للعهد، واقترابه خطوة من أن يكون على رأس النظام الحاكم في نجد والحجاز بعد أبيه سلمان، توشك بريطانيا أن تفقد العرش الذي أقامته بيدها لعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود منذ العام 1926م، لصالح أمريكا التي حضرت منذ لقاء عبد العزيز بروزفلت على ظهر اليخت كوينزي، وودعت سياسة العزلة وخرجت إلى العالم القديم لرعاية الواقع الجديد في الشرق الأوسط بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، بالحرب على الإسلام والمسلمين والإبقاء عليهم شذر مذر ومنع عودتهم مجددا في دولة واحدة تلم شعثهم وتخرج نفوذ الكافر الغربي من بين ظهرانيهم. كما هي للسيطرة على موقع الشرق الأوسط الاستراتيجي في العالم لتحجيم أوروبا، ووضع اليد على منابع النفط في نجد والحجاز وما جاورها.
لم يسع بريطانيا مع اندفاع أمريكا للحلول مكانها في الشرق الأوسط سوى رسم الخطط التي تؤدي إلى معرفة خطط أمريكا، ومن ثم الحيلولة دون تحقيق أمريكا مآربها، ففي اليمن كان الدور الذي أوكلته بريطانيا للإمارات بعد طردهم الحوثيين من عدن في آب/أغسطس 2015م، هو الالتصاق بشق الحراك الجنوبي “الأمريكي” الداعي للانفصال لسبر أغواره ومعرفة مرامي أعمال السياسة الأمريكية لكشفها والتصدي لها، ولقد بدا ذلك من كشف ما أفصح عنه محمد بن سلمان لطحنون بن زايد بأنه موكل إليه إزاحة هادي المرتبط بالسياسة البريطانية وإحلال خالد بحاح مكانه، الذي لم توافق بريطانيا على توليه منصب نائب لعبد ربه، فأزاحته وأوكلت المنصب لعلي محسن. ليأتي الدور على محمد بن سلمان لإعادة خالد بحاح مكان هادي كما كان مخططا له من قبل أمريكا في السابق.
التحذير البريطاني لهادي وللإصلاح من أنهم سيكونون هدف أمريكا القادم، ويصدر الإشارة لهم ولغيرهم حتى يستعدوا ويتخذوا التدابير التي تقيهم من أن يفاجئهم بها محمد بن سلمان وقد صار وليا للعهد ومن أن يكون بعد ذلك رأس النظام الحاكم في نجد والحجاز.
لقد فقدت بريطانيا في القديم القريب مصر وإيران لصالح أمريكا، وفي القريب وضعت أمريكا قدمها في العراق وأوشك أن يتحول عرش نجد والحجاز كاملا إلى يدها، والصراع محتدم على اليمن بين “بريطانيا التي قسمت عملاءها إلى فريقين علي صالح وعبد ربه، وأمريكا بفريقيها الحوثيين والحراك الجنوبي”.
فهلا أدرك أهل اليمن من هم السياسيون الذين يتصدرون المشهد السياسي في اليمن وجيرانهم في نجد والحجاز وغيرها؟ وأن ما يعانونه من الويلات الواقعة بهم يصب في النهاية لصالح الأطراف الدولية المتصارعة عليهم، وهل يصح لهم الانخراط في هذا الصراع؟ وأن لا مناص لهم للخروج من بين براثن المستعمرين الغربيين سوى العودة إلى دينهم الذي ارتضاه الله لهم ومدحهم في قوله تعالى ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ فأشار رسول الله r إلى أبي موسى الأشعري وقال: «هُمْ قَوْمُ هَذَا». وأحاديث رسول الله r الكثيرة في السابقين الأولين من أهل الإيمان والحكمة.
إن عودة أهل الإيمان والحكمة إلى دينهم تكون بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل حزب التحرير لإقامتها، للحكم بالإسلام في جميع شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية الخ، وتوحيد بلاد المسلمين تحت راية العقاب وحمل الإسلام بالدعوة والجهاد إلى غير المسلمين في بقاع الأرض.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس – اليمن