تأبى العمالة أن تُفارق أهلها
الخبر:
نشر موقع bbc عربي يوم السبت، 2017/6/24م خبرا جاء فيه: “تحتفل عدة بلاد عربية وإسلامية بأول أيام عيد الفطر، بعد ثبوت رؤية هلال شهر شوال لديها.
وأصبح الأحد أول أيام عيد الفطر في كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، بينما أعلنت سلطنة عمان تعذر رؤية الهلال، وبالتالي يكون يوم الأحد متمما لشهر رمضان، ويوم الاثنين أول أيام عيد الفطر في عمان.
وقد أعلن الأحد أول أيام عيد الفطر أيضا في كل من اليمن والأردن والسودان والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا ومصر وسوريا والأراضي الفلسطينية. أما المملكة المغربية فأعلنت أن عيد الفطر سيكون يوم الاثنين.
في لبنان، أعلن مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، أن يوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر، بينما أعلن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، أن أول أيام عيد الفطر سيكون يوم الاثنين.
وفي العراق، أعلن المجمع الفقهي العراقي أن يوم الأحد هو غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر، بينما أعلن مكتب المرجع الديني علي السيستاني أن يوم الأحد سيكون مكملا لشهر رمضان، وهو ما أعلنه أيضا مكتب المرجع الديني محمد اليعقوبي الذي أعلن أن الاثنين هو أول أيام عيد الفطر.
وقد أعلنت إيران أن العيد سيكون يوم الاثنين، بينما أعلنت كل من تركيا وباكستان وماليزيا وإندونيسيا يوم الأحد أول أيام العيد”.
التعليق:
هكذا وبكل وقاحة وشماتة عبّرت قناة البي بي سي عربي عبر موقعها على الإنترنت عن مدى الانحطاط الفكري والسياسي الذي يُمارسه حكام المسلمين وعلماء قصورهم ومفتوهم ومجامعهم الفقهية – وما هي بفقيهة – من خلال تعميق الفُرقة في صوم المسلمين ويوم فطرهم وعيدهم، ولا لوم يقع على البي بي سي فهي قناة إنجليزية شديدة الولاء لدولتها تُظهر حقدها دوما على المسلمين وتشمت بهم فلا تدع شاردة ولا واردة فيها انتقاص من الإسلام والمسلمين إلا وأتت بها، ولكن اللوم كل اللوم يقع على من تسمّوا بالعلماء والمشايخ والحوزات والمجالس الفقهية وما هم في الحقيقة إلا بيادق على رقعة العمالة تحركها أيادي الحكام، والحكام أيديهم وألسنتهم وأدمغتهم بل وقلوبهم مربوطة بيد الغرب الكافر يُحركها كيف يشاء، وقد أظهرت الأحداث الأخيرة كيف أن قلوب الحكام لتنخلع خوفا ورهبة من أسيادهم الأمريكان والأوروبيين.
فيا أيها العلماء، ألم يصلكم حديث رسول الله e الذي أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» فرسول الله e يقول «رَأَيْتُمُوهُ» أي رؤية المسلمين أياً كان قطر المسلم الرائي، فالمسلمون عدول متكافئون في الشهادة ولا عبرة في الفقه الإسلامي لحدود سايكس بيكو التي صنعها الكافر تمزيقا لبلاد المسلمين ومنعا من عودة وحدتهم، أما وقد ثبتت رؤية هلال شهر شوال في قطر من الأقطار فعلى المسلمين جميعا ألا يتخلف منهم أحد بالإفطار في ذلك اليوم ويحرم عليه صيامه، لكن الحكام أبوْا إلا الانصياع للقرارات السياسية التي تأتيهم تباعا من أسيادهم الأمريكان والأوروبيين ويساعدهم في هذا الانصياع علماء قصورهم الذين هم أقرب أن يكونوا إلى جهاز المخابرات منهم إلى مُسمى العلماء والفقهاء.
ولعاقل أن يتساءل: أي رؤية هذه التي تجعل أبناء القطر الواحد يختلفون فيها ولا يجتمعون على رؤية واحدة إلا أن تكون رؤية أمريكية أو أوروبية؟ ولما كان صوم المسلمين وفطرهم مظهرا من مظاهر وحدتهم فعليهم أن يعملوا مع العاملين الجادين المخلصين لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تجمع شملهم وتوحد صفهم وتعظم شعائر ربهم، فذلك لعمري هو الفوز…
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ سورة الروم
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين