أمريكا ترامب لا تتعظ من هزائم أوباما البنتاغون ينظر في إمكانية استئناف عملياته القتالية في أفغانستان
أمريكا ترامب لا تتعظ من هزائم أوباما
البنتاغون ينظر في إمكانية استئناف عملياته القتالية في أفغانستان
الخبر:
روسيا اليوم 2017/7/1 – تنظر قيادة وزارة الدفاع الأمريكية في إمكانية استئناف العمليات العسكرية في أفغانستان، بهدف القضاء على مسلحي “طالبان” وعناصر “شبكة حقاني” هناك، وفق ما أفادت به قناة NBC””.
ونقلت القناة عن مصادر لها، اليوم السبت، أن البنتاغون والبيت الأبيض يقومان في الوقت الحالي بإعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان وأن هربرت ماكماستر، مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، يشارك في هذه العملية مشاركة نشطة.
وبحسب المصادر، يتلخص أحد المقترحات المتوقع تقديمها للرئيس دونالد ترامب في شهر تموز/يوليو الجاري، بناء على نتائج عملية إعادة النظر، في استئناف العمليات ضد حركة “طالبان” و”شبكة حقاني” (المتطرفتين).
ويوجد في أفغانستان حاليا، وفقا للبيانات الرسمية، حوالي 13 ألف جندي من قوات التحالف الدولي، بمن فيهم نحو 8.4 ألف جندي وضابط أمريكي، يتخصصون أساسا في تدريب القوات الحكومية الأفغانية أو يعملون كمستشارين عسكريين لديها.
وتشير قناة “NBC” إلى أن القوات الأمريكية تركز جهودها في الوقت الحالي على توجيه ضربات إلى مسلحي تنظيمي “داعش” و”القاعدة” (الإرهابيين)، ولا تقصف مواقع “طالبان” إلا في حالات نادرة.
وكانت وسائل إعلام أفادت سابقا بأن إدارة الرئيس ترامب تنظر في إمكانية إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، حيث تتكبد القوات الحكومية، التي يزيد قوامها عن 300 ألف جندي، خسائر بشرية جسيمة، أما مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة فتقلصت من 72% في نهاية العام 2015 إلى 57% في نهاية العام الماضي.
التعليق:
طرح ترامب خلال حملته الانتخابية شعار “إعادة أمريكا عظيمة مرة أخرى”، لذلك تراه يتورط على غير هدى من حفرة إلى حفرة جديدة. وهذا الرئيس الذي لا يمتلك من الخبرة السياسية ما يكفي لرئيس دولة بحجم أمريكا ونفوذها فإن الأوهام هي ما يسيطر عليه، ولعناده فإنه لا يستمع كثيراً لنصائح المستشارين، الذين كانوا أشاروا على أوباما من قبله بترك أفغانستان التي هزمت بريطانيا مرة، والاتحاد السوفييتي مرة أخرى، وكأنه بذلك لا يريد أن يخرج من أفغانستان بأي ماء وجه.
ومن هذا الباب تراه يعطي الجنرالات في البنتاغون صلاحيات واسعة في نقل القوات الأمريكية وتحريكها، تلك الصلاحيات التي كانت قد نقلت من الجنرالات إلى البيت الأبيض لأن تفكيرهم عسكري محض، ولا ينتصرون! فزيادة القوات لم تحقق لأمريكا النصر في العراق، وإنما ابتداع الصحوات هو ما أخرج أمريكا بشيء من ماء وجهها من العراق. وفي أفغانستان قاتلت أمريكا 15 عاماً دون أن يتحقق لها النصر، والآن يريد ترامب إعادة تجربة المجرب!
وقد يكون في هذا خير للمسلمين من حيث لم يحتسب ترامب، وذلك أن المسلمين أقوياء في القتال ولا تهزمهم جيوش الدول العظمى، هذا سطره أهل فلسطين رغم ما صوره جنرالات رويبضات العرب من أن جيش كيان يهود هو أقوى جيش في المنطقة، فأسقط أهل فلسطين العزل نظرية الردع “لكيان يهود”، التي ردعت لعشرات السنين جيوش الرويبضات عن يهود، ثم أسقط العراق ومقاومته جبروت الجيش الأمريكي، فتمرغ أنف أمريكا في رمال العراق، وتساقط جنودها بين أيدي المجاهدين، وطلبت من كافة دول العالم إنقاذها من المقاومة العراقية، وكأنها ليست دولة عظمى، وكذلك فعلت أفغانستان، من قبل حين هزمت جيوش موسكو واضطرتهم للانسحاب المذل، ثم هزمت جيوش أمريكا ومن حالفها منذ سنة 2002، ولم تنتصر أمريكا في أفغانستان، وفشلت خططها أمام المجاهدين.
والخير الذي يكمن في المسألة هو أن إرسال مزيد من القوات الأمريكية قد يجعل حركة طالبان تبتعد عن أي مفاوضات كانت أمريكا ورويبضات المنطقة يدعونها إليها لعقد صلح مع الحكومة العميلة في كابول، إذ إن الصلح الذي تريده أمريكا هو بمثابة استسلام وخضوع وقبول بالشروط الأمريكية.
وبقدر ما يكون الجيش الأمريكي منغمساً في حروبه مع المسلمين، بقدر ما ستكون ردة الفعل قوية تجاهه، حتى يأتي الله بفرجه وتقام دولة الخلافة على منهاج النبوة التي يترقبها المسلمون لحظة بلحظة، وحينها سترى أمريكا من المسلمين ما لم تره بعد، والذي سينسيها وساوس الشياطين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري