Take a fresh look at your lifestyle.

كفى استخفافا بثقافة الأمّة وهويّتها!!

 

كفى استخفافا بثقافة الأمّة وهويّتها!!

 

 

 

الخبر:

 

وقّع وزير الفلاحة والموارد المائية والصّيد البحري سمير بالطّيب، السبت، بتونس على اتّفاقية شراكة مع منظّمة أندا العالم العربي لتيسير ودعم تطوير علامة التجارة العادلة في تونس “الكاهنة” التي ستضمَن جودة وهوية المرأة الريفية المنتجة وتحسن ظروف العمل والتسويق.

 

وبين الوزير أن علامة “الكاهنة” ستدفع المستهلك التونسي للإقبال على هذه المنتوجات الريفية وستضمن له جودة وهوية المنتوج كما ستمنح المرأة الريفية ظروفا أفضل للعمل والتسويق والتصدير في مراحل أخرى. (وكالة أفريقيا تونس للأنباء)

 

التعليق:

 

بحسب زعمهم، تعمل اتّفاقية الشّراكة التي وقّعها سمير بالطّيب – وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري – مع منظّمة أندا العالم العربي على تطوير علامة التّجارة العادلة “الكاهنة” لتضمن هويّة المرأة الريفية المنتجة وتحسّن ظروف العمل والتّسويق.

 

هذا ما صرّحوا به وهذا ما أعلنوه، لكنّ المدقّق في خبايا هذه الاتّفاقيّة وخفاياها يكتشف خبث القائمين عليها وسعيهم المتواصل لدفع المرأة الرّيفية إلى التّعامل بالقروض والرّبا دون اعتبار لهويّتها الإسلامية، ضاربين بقيمها وأحكام دينها المعلومة بالضرورة عرض الحائط.

 

بعناوين جذّابة رنّانة يقوم هؤلاء باستغلال الظّروف المعيشيّة الصّعبة للمرأة الرّيفيّة وفقرها وعوزها ليستقطبوها ويغروها بالانضمام إليهم والعمل تحت “ظلّهم”.

 

لا يخفى على أحد ما تعانيه المرأة الرّيفيّة من مشاكل وصعوبات ومن استغلال ماديّ وجسديّ، وقد سجّلت أرقام مفزعة عن الحوادث التي راحت ضحيّتها نساء عاملات نتيجة عدم تأمين تنقّلهنّ فلقِين حتفهنّ ولم يلقين حقوقهنّ وهدر جهدهنّ مقابل حفنة زهيدة من المال لم تكفهنّ لقمتهنّ المغموسة بالذلّ والهوان. فهل التفت هؤلاء لتحسين هذه الأوضاع؟ أم أنّ المرأة الرّيفيّة عنوان من العناوين الكثيرة التي يلعب عليها هؤلاء ويعزفون على أوتارها لتمرير مفاهيم بعيدة كلّ البعد عن هويّتها، مفاهيم تشوّه ثقافتها وتبعدها عن أحكام دينها مستغلّين في ذلك فقرها وحاجتها وجهلها بحقائق الأمور.

 

علامة “الكاهنة” – كما بيّن الوزير – ستدفع المستهلك التّونسي للإقبال على هذه المنتوجات الرّيفية. فهل لقب “الكاهنة” الذي أطلق على ملكة أمازيغيّة ديانتها وثنيّة – كما أكّد ذلك الدكتور مصطفى أوعشي الأستاذ بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية – هو من سيستقطب المستهلك ويكسب ثقته؟ أهو الانبهار الأعمى بكلّ ثقافة مخالفة لثقافة البلد وهويّته الإسلاميّة؟ أم هو الحقد الدّفين على الإسلام وأهله والذي تتأجّج نيرانه بين الفينة والأخرى فيتجرّأ الأعداء على النّيل منهما؟!

 

إنّ إحياء الثّقافة الأمازيغيّة وتمجيدها إن هو إلّا سير على درب واحد انتهجه أعداء الثّقافة الإسلاميّة حتّى يفقدوها خصوصيّتها وتفرّدها في إطار حرب معلنة على هويّة أهل البلاد. وما حمل العلامة لاسم “الكاهنة” الوثنيّة وجعلها عنوانا للجودة والإتقان إلّا ترسيخ وتثبيت لذلك. هل أفلست الثّقافة الإسلامية من الرّموز والقادة والعظماء حتّى يلتفت هؤلاء للثّقافة الأمازيغيّة أم أنّ ذلك سير في ركب اجتمع على محاربة كلّ ما يمتّ للهويّة الإسلامية بصلة ويسعى جاهدا لتقويضها وإبراز غيرها؟

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير

زينة الصّامت

2017_07_04_TLK_2_OK.pdf