بعد مرور عام على هجوم “هولي أرتيسان” لم تشهد بنغلادش إلا قمعًا للحركات الإسلامية من أجل الحفاظ على النظام السياسي الفاشل
بعد مرور عام على هجوم “هولي أرتيسان” لم تشهد بنغلادش إلا قمعًا للحركات الإسلامية من أجل الحفاظ على النظام السياسي الفاشل
الخبر:
في الأول من تموز/يوليو 2017م، شهدت بنغلادش الذكرى السنوية الأولى للهجوم على مقهى (غولشان هولي أرتيسان) في دكا، وهو أعنف هجوم مسلح مزعوم في تاريخ بنغلادش، حيث أودى بحياة 35 شخصًا، وقد زعم حينها أن خمسة مسلحين نفذوا الهجوم في 2016م، حيث احتجزوا الناس في البداية داخل المقهى رهائن قبل قتل العديد منهم، وكان من بين الضحايا إيطاليون ويابانيون وهنود وأمريكيون وبنغال، بينما تم إنقاذ 13 شخصًا من بينهم ثلاثة أجانب، بعد عملية ناجحة بقيادة الكتيبة الأولى لقوات الكوماندوز (وهي قوة النخبة في الجيش البنغالي) صباح اليوم التالي، ثم شرعت وحدة خاصة من الشرطة تسمى وحدة مكافحة الإرهاب والجريمة بالتحقيق في الحادث، ومع ذلك فإن الشرطة لم تقدم بعد لائحة الاتهام في هذه القضية.
التعليق:
يعتبر هجوم (هولي) حدثًا جللًا في السياسة البنغالية، مثل حادث 11 من أيلول/سبتمبر الذي حصل في أمريكا وغيّر شكل المشهد السياسي للبلاد. أما لماذا يعتبر هذا الهجوم كبيرًا جدًا؟ فلأنه بالنسبة للباحثين والمحللين الاجتماعيين أول هجوم للإرهابيين ضد النخبة في البلاد وفي المنطقة الدبلوماسية في بنغلادش، ولأن الإرهابيين كانوا من خلفيات غنية علمانية. مع ذلك، وفيما يتعلق بالواقع السياسي، منح هجوم (هولي أرتيسان) غطاء لنظام الطاغية حسينة لملاحقة مختلف الحركات الإسلامية والناشطين الإسلاميين بشكل متعسف، حتى أصبحت عمليات القتل والتصفيات خارج القضاء مبررة الآن باسم مكافحة (الإرهاب). على الرغم من أن الهدف الحقيقي للإرهابيين من وراء الهجوم ما زال مجهولًا، فإن هدف الحكومة واضح تمامًا، وهو استغلال الحدث الإرهابي وترويع المسلمين حتى يظلوا صامتين بينما يعانون من نظام حكم فاسد وغير عادل. لم يساعد هجوم (هولي أرتيسان) الإسلام أو المسلمين بأي شكل من الأشكال، ولكنه ساعد حكومة حسينة بالتأكيد بتقديم ذريعة لها للانضمام إلى الحرب الأمريكية على الإسلام.
واجه المسلمون في بنغلادش بعد الهجوم ضغوطًا قاسية على دينهم ومعتقداتهم، وأصبحت السلوكيات العادية مثل الصلاة بانتظام في المساجد أو إعفاء اللحية أمورًا مشبوهة، وبدلًا من معالجة مشاكل الحكم والفقر والاغتراب الجماعي لأفراد الطبقة الحاكمة، تسعى الحكومة “لإصلاح” الإسلام كباعث لـ(الإرهاب)، وعلى الرغم من عدم وجود علاقة بين (الإرهاب) والمساجد، فقد بدأت الحكومة بالفعل بإعداد خطب موحدة لصلاة الجمعة من خلال المؤسسة الإسلامية لجميع المساجد في بنغلادش لمنع انتشار أي “أفكار إرهابية”! هذه الإجراءات ليست إلا جزءًا من المشروع الأمريكي “لإصلاح” الإسلام وتحويل دين الله إلى مجرد حزمة من الطقوس، وقد أنفقت الحكومة بالفعل 260 مليون تكا على هذا المشروع. كما تتعرض وسائل الإعلام لضغوط كبيرة وتخضع لتدقيق غير عادل في نشر أية أخبار إيجابية عن الإسلام والحركات الإسلامية. وقد أوجد النظام عمدًا جوًا من الخوف، حيث لا يجرؤ أحد على رفع صوته على الرغم من انتشار الفساد ونهب الحكام البلطجية وتجاوزهم لجميع الحدود وعدم التزامهم بكل المعايير…
أرادت أمريكا أن تمتد حربها الشرسة على الإسلام إلى بنغلادش، فجاء هجوم (هولي أرتيسان) ليمهد لها الطريق أمام هذا التوسع. أمام هذه الخلفية، نعتقد أن زعيمة الدول الرأسمالية العلمانية (أمريكا) هي التي تعتبر الإسلام كتهديد رئيسي لهيمنتها، واستغلت هجوم (هولي أرتيسان) لاتهام الإسلام وتأخير قيام الخلافة الثانية على منهاج النبوة في بنغلادش. بالنسبة لبنغلادش، تريد أمريكا ببساطة استنساخ مشروعها الباكستاني، حيث أصبح من الواضح الآن أن العديد من المنظمات السرية والمريبة التي تدعمها أمريكا مثل (المياه السوداء: بلاك ووتر) ووكالة المخابرات المركزية (ريموند ديفيس)، أصبح من الواضح أنها هي التي تقف وراء معظم الهجمات الإرهابية في ذلك البلد.
حقيقة أن هزيمة الإسلام أيديولوجيًا أمر مستحيل، جعل أعداء الإسلام (منهم أمريكا، وحكومة حسينة) يبذلون قصارى جهدهم لسحق الدعاة للإسلام، من الذين يحملون الإسلام إيديولوجيًا وشموليًا، وتحتاج أمريكا وحسينة إلى أحداث مثل هجوم (هولي أرتيسان) في الوقت الذي تتكشف فيه عيوب وخداع الرأسمالية ويفقد الناس الثقة في النظام الديمقراطي العلماني في جميع أنحاء العالم. يجب أن يكون المسلمون على بينة من هذه المؤامرة الشنيعة ضد الإسلام، وأن يرفعوا أصواتهم عاليًا من أجل هزيمة أي نوع من المؤامرات ضد دين الله في الوقت الحالي وفي المستقبل. في حين إن الرأسماليين العلمانيين مشغولون في تحقيق أقصى استفادة من هجوم “هولي أرتيسان”، فإنه يجب على المسلمين البقاء ثابتين في سعيهم ومثابرتهم لإقامة الخلافة على منهاج النبوة. يجب على المسلمين تذكير أنفسهم بأنهم أمة محمد r، وأن الله qقد أرسل رسوله محمداً rبالدين الحق (الإسلام) حتى يكون مهيمنًا على جميع المبادئ الأخرى ولو كره المشركون والوثنيون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد كمال
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش