تحسين صورة المسلمين في الغرب
تحسين صورة المسلمين في الغرب
الخبر:
جاء في جريدة الاتحاد الإماراتية بتاريخ 5 تموز/يوليو 2017 مقال بعنوان (تشريح الخطر الإسلامي) للدكتور بهجت قرني.
ومما جاء في المقال “صورة المسلمين، كما أراها هنا في معظم مناطق أمريكا الشمالية، في تدهور مستمر، خاصة بين محدودي التعليم، فهؤلاء لا يميزون بين «الدول ذات الغالبية المسلمة» والمسلمين ككل. النظرة إلى المسلمين – خاصة الشباب منهم – هي أنهم «الآخر» الذي ينبغي الاحتراس منه”.
ويتساءل الدكتور قرني “ألا يجدر بمؤسساتنا العربية في هذه الحالة، لا سيما منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، أن تخطط لورش عمل توضح الصورة؟ وهل هي قادرة على ترويج نموذج مختلف لا يربط بين «الخطر على الأمن القومي الغربي» والمسلمين ككل؟ وما الذي يمنعها من التأكيد على سلوك الدول فقط وسياستها وليس ديانة مواطنيها؟ ولماذا لا تلفت النظر إلى مخاطر التعميم على المسلمين، خاصة من رعايا الدول الغربية الذين ينبغي دعمهم لا إثارة الشكوك حول ولائهم؟”
التعليق:
يدور المقال حول فكرة أساسية كثيرا ما تُطرح وهي ضرورة تحسين صورة المسلمين في الغرب، وتعليقا على هذه الفكرة أقول إن المشكلة ليست في المسلمين البتة البتة البتة، ولتوضيح ذلك أقول وبالله التوفيق:
أولا: لو أن كل المسلمين كانوا على خلق رسولنا محمد e الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ لبقي الغرب يكره المسلمين، لأن الصراع بين الحق والباطل حتمي، قال تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، فكفار قريش كانوا هم أخبر الناس بخلق نبينا محمد e ومع ذلك حاربوه وضيقوا عليه، فمهما قمنا بورش عمل لتحسين صورة المسلمين في الغرب فلن تتحسن ﴿إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ﴾.
ثانيا: إن جميع التهم التي تُلحق بالمسلمين في الغرب، وعلى فرض أن المسلمين هم فعلا من قام بها، هي أعمال فردية لا تمثل المسلمين، وإلا لوجدت جميع المسلمين يقومون بها أو يؤيدونها، فلماذا يُحمّل الإسلام والمسلمون مسؤولية هذه الأعمال؟! والجواب على ذلك، أن قرار اتخاذ الإسلام كعدو قد اتخذ بعد سقوط الاتحاد السوفيتي لأن الغرب يحتاج دائما لعدو ولو افتراضيا.
ثالثا: يقولون بأن لكل فعل ردة فعل، فإن كان الغرب جادا في الحد من ردات الفعل فليقلع هو عن أفاعيله؛ ليسحب جنوده وقواعده العسكرية من بلادنا، وليكف عن إرسال رؤسائهم لينهبوا أموالنا بكل عنجهية، وليكف عن نهب بترولنا وخيراتنا، وليترك مناهجنا المدرسية وشأنها…
وأخيرا: منذ أن هدمت دولة الخلافة العثمانية، وحال المسلمين في بلادهم وفي الغرب من سيئ إلى أسوأ، والدول القائمة اليوم في العالم الإسلامي من مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قد ثبت أنها هي من يشوه صورة الإسلام والمسلمين. فمن كان حقا يريد تحسين صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، فليعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع كما نزل على رسولنا ونبينا محمد r تحقيقا لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس