Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الخلاص والنجاة باتباع أمر الله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الخلاص والنجاة باتباع أمر الله

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ “.(سنن ابن ماجه)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

هذا الحديث الشريف يخبرنا بفعل تكرر وقت نزول التشريع، هو السؤال في الدين، إما حرصًا أو تحايلًا وترصدًا، وكان الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون الكثير من الأسئلة لحرصهم على عدم الوقوع في الحرام لعدم علمهم بالحكم الشرعي، ومنهم من كان يسأل من أجل التخفيف، فقالها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بوضوح لا غبار عليه يكف عن اللحاح في السؤال وعن سوء المقصد فيه فيخبرهم أن الله أعلم بما يخصهم وما ينفعهم، ولن يترك شيئًا لا يضع له حكمًا، ويقول عليه الصلاة والسلام بأن أممًا من قبلكم كانت تسأل عن أشياء لم تُحرّم عليهم ولم توجب فسألوا وقت النزول حتى كان ذلك مدعاة لنزول تحريم أو إيجاب يشق عليهم ثم يندمون على سؤالهم عن التشريع. لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بأن يلتزموا بما أمر به الله من أحكام ويتجنبوا كل ما نهى عنه، وبهذا ينالون السعادة في حياتهم ورضا الله تعالى. في هذا الحديث لفتة فيها العطف والتقدير والحرص على العباد، وهو أن اجتناب ما نُهي عنه أمر ميسور لا حرج فيه ولا مشقة، أما القيام بالأمر ففيه نوع من المشقة والجهد الذي يختلف من شخص إلى آخر، وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ما حُرم علينا لا عذر في اقترابه فالجميع قادر على الابتعاد إلا باستثناءٍ ذكره الشرع، أما ما أُمرنا به فالجميع مطلوب منه الالتزام إذا تحققت القدرة والاستطاعة، وليس غريبًا أن يُطلب من القادر عملٌ ولا يطلب نفسه من غير القادر، وكل يعلم قدرته والله يعلم ما نسر وما نعلن. لهذا لا يوجد عذر لمن يقوم بالحرام اليوم بذريعة عدم القدرة والاستطاعة ومن يفعل ذلك فقد أوقع نفسه بالحرام هو ومن اتبعه.

 

الله نسأل أن يعيننا على اجتناب ما نهى عنه والقيام بما أمر به، وأن يسهل لنا أمورنا، وأن يهدينا الصراط المستقيم، ويرفع عنا غمامة الظالمين والمنافقين الجاحدين بالله والرسول عليه الصلاة والسلام، وما هذا على الله بعزيز. 

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح