الإعلام الاستعماري البريطاني وأزمة الخليج
الإعلام الاستعماري البريطاني وأزمة الخليج
الخبر:
قالت صحيفة التايمز البريطانية، الاثنين، إن عدم تسوية الخلافات بين قطر والسعودية يصب في صالح إيران وتنظيم الدولة الإسلامية. وتشير التطورات إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في تقهقر في كل من العراق وسوريا، لكن العالم العربي الذي يفترض أن ينسق جهوده لهزيمة التنظيم غارق في العداوات، كما ترى الصحيفة.
وترى الصحيفة أن على دول المنطقة نزع فتيل الأزمة، وإلا فإنها تثبت أن “الوحدة العربية” ليست سوى كلام سفسطائي، وأن التصعيد يهدد إنتاج النفط والغاز ومكافحة (الإرهاب). وتعرض الصحيفة موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتقول إنه معني بحل الأزمة ليس فقط بسبب تأثيرها على مكافحة (الإرهاب)، بل لأنه مصمم على احتواء النشاطات العسكرية الإيرانية على امتداد الشرق الأوسط.
التعليق:
إن الخلاف الذي تأجج بين حكام قطر، عملاء الاستعمار القديم “بريطانيا”، وحكام السعودية الذين أسلموا قيادة البلاد للاستعمار الجديد “أمريكا” بشكل كامل منذ استلام الملك سلمان للحكم، وما نتج عنه مما يسمى “الأزمة الخليجية”، هو في حقيقته صراع المصالح بين دول الكفر الاستعمارية. فالسبب الحقيقي وراء الأزمة هو أن أمريكا تحت إدارة ترامب تريد أن تضع حدا لدور قطر في خدمة السياسات البريطانية في التشويش على السياسة الأمريكية في المنطقة وجعلها تنضوي تحت عباءة السعودية التي تتبع أمريكا، بينما ترفض بريطانيا أن تتنازل عن قطر لصالح أمريكا. فما كان لهذا التصعيد الساخن غير المسبوق والمقاطعة القاسية ضد قطر ولا لردود الفعل القطرية العنيدة أن تتم بشكل مستقل دون إملاءات دول الغرب الاستعمارية في صراعها من أجل النفوذ في المنطقة.
أما ما تضمنته صحيفة التايمز البريطانية من تخويف من أن عدم تسوية الخلافات بين قطر والسعودية سيصب في صالح إيران وتنظيم الدولة الإسلامية فهو ترويج لأفكار سياسية معينة تخدم سياسات بريطانيا الاستعمارية في منطقة الخليج وتوجه الرأي العام في الاتجاه الذي تريده. فمن المعروف أن إيران دولة تتبع أمريكا وتسير في المشروع الأمريكي في المنطقة، وقد أعلنت إيران وقوفها بجانب أمريكا كما هو واضح من دعمها لعميل أمريكا المجرم بشار الأسد ومساندة نظامه. وكذلك فإن تنظيم الدولة الإسلامية تستغل أمريكا جرائمه كذريعة لمنع إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أما القول بأن تلك الخلافات تهدد الوحدة العربية فهو تضليل للرأي العام عند المسلمين. فالغرب الكافر وعلى رأسهم بريطانيا الذي قضى على وحدة الأمة بالقضاء على دولة الخلافة العثمانية، ما كانت لتعنيه الوحدة العربية ولا التعاون الخليجي إلا بما يخدم مصالحه ويمنع المسلمين من توحدهم الوحدة الصحيحة القوية والتي لا تكون إلا على أساس عقيدتهم في ظل خلافة على منهاج النبوة، لأنها هي وحدها التي تهدد مصالح الاستعمار ووجوده.
أما مكافحة (الإرهاب) فهي فزاعة استحدثها الغرب لمحاربة مشروع الأمة المتمثل في بناء دولة الخلافة على منهاج النبوة ومن يعمل لها، وجيشوا لها عملاءهم وأتباعهم وأدواتهم في الشرق والغرب يمارسون من خلالها كافة أنواع الإرهاب ضد المسلمين في العالم.
وقد تناقلت وسائل إعلام عربية عديدة ما جاء في افتتاحية صحيفة التايمز البريطانية بكل ما يتضمنها من تضليل وروجت لها، مما يثبت مدى تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي وتسخيره لخدمة أجندات دول الغرب والأنظمة العميلة له في بلاد المسلمين.
إن المتابع لما ينشر في وسائل الإعلام لا يحتاج إلى الكثير من البحث ليرى حجم التشويش والتضليل وتغييب الحقائق الذي يمارسه الإعلام الغربي الاستعماري ويدرك تبعية الإعلام في بلاد المسلمين في الترويج لما يريد الغرب أن يوصله للمتلقي، وأن تبعية وسائل الإعلام في بلاد المسلمين هي من تبعية الحكام وأنظمتهم العميلة. لذلك فإن على المسلم أن يتابع بوعي ما تنشره وسائل الإعلام ويعمل على إظهار حقيقة هذا الإعلام الخبيث المتآمر على الإسلام ومن يقف وراءه وإفشال مخططات المستعمرين وأتباعهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد