عن أي نصر تتحدثون أم إنكم تهذون؟
عن أي نصر تتحدثون أم إنكم تهذون؟
الخبر:
أعلن رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) رسميًا الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل، بعد معركة الموصل التي استمرت نحو تسعة أشهر وأدت إلى الكثير من الخسائر المادية ومقتل آلاف المدنيين ونزوح أكثر من 920 ألفًا آخرين. قال قادة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي وفّر دعمًا جويًا وبريًا للقوات العراقية، إن المعارك داخل المدينة كانت الأشد من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. لقد أوقعت المعارك دمارًا كبيرًا في الموصل، وتقدر الأمم المتحدة عدد البنايات التي دمرت بنحو 5000 بناية، بالإضافة إلى 490 بناية دمرت في المدينة القديمة وحدها، وتقول الأمم المتحدة إن سكان المدينة الذين نزحوا عنها بحاجة إلى السكن والرعاية الصحية والماء، وإن مستويات الصدمة النفسية في أوساط السكان هي الأعلى في العالم. (بي بي سي عربي)
التعليق:
يحار المرء فيما يقوله أو يعلقه على هذا الخبر الذي يتداوله الإعلام كأنه فتح عظيم! لكن دعونا نضع بعض الملاحظات ذات العلاقة بالموضوع؛ إن ما يُسمى رئيس وزراء العراق المحتل منذ أكثر من عقد من الزمن من قبل أمريكا وأدواتها في المنطقة يعلن الانتصار رسميًا، وهو – والمالكي من قبله – من ترك الأرض والناس تحت قبضة تنظيم الدولة، ولا أحد يشك في هذه الحقيقة أو يجادل فيها، وترك الموصل وكل محافظة الأنبار بيد التنظيم لمخطط من قبل أسياده معلوم، فكيف لك أن تدّعي بأن النصر قد تحقق، وبأنك قضيت على العدو بجنودك؟! هل انتهى مسلسل تنظيم الدولة الممل الذي بدأتموه؟!
إن الانتصار الذي تبشر به أنت وأسيادك وتواسي به نفسك غير محقق إلا في رأسك ولا تراه عيناك، أنت وأسيادك لم تنتصروا على أحد، بل خربتم العمران وشردتم الناس وحرقتم الأرض، فكيف تدعون أنكم أبطال محررون والأرض مدمرة على سكانها، ومفروشة بالجثث، وسماؤها مغطاة بالدخان؟ عن أي نصر تتحدث أم إنه فخر بالهزيمة؟! انظر حولك وتحت قدميك، اسمع أصوات الثكالى، عندها ستدرك ما فعلت أنت وأسيادك وأعوانهم في أرض الرشيد…
هذه الحرب استمرت أكثر من تسعة أشهر، انتهكت خلالها كل المحرمات وخربت الأرض، فأين من كنتم تحاربونهم، هل هم أشباح أم نفر من الجن لا يُرى؟! إعلامكم البغيض لم يستطع أن يحضر ولو أسيرًا واحدًا من بين تنظيم الدولة، ولم نر خلاله غير جثث المسلمين التي تفترش الأرض من قنابلكم وطائراتكم ورصاصاتكم!. أين الآلاف، بل المئات، بل العشرات، من هذا التنظيم، أم أنكم كنتم تحاربون أنفسكم وأهلكم في بيوتهم، وما تدعونه نسج من خيال القصص لا يرقى للقص على أحد؟
إن هذه الأخبار التي تبالغ في تعظيم الأمر فتجعلكم تبدون كالأبطال، ليست سوى شهادة ضدكم تضاف في صفحاتكم السوداء، فها هي الموصل قد دُمرت على رؤوس أهلها، وشُرد الملايين، وقُتل الآلاف، وعاد العراق كما تمناه الجمهوريون من قبل مدمرا ومتخلفا إلى ما قبل التاريخ بأيدي أبنائه الظلمة وجنود الغرب الكفرة. لا تفرحوا كثيرًا ولا تنتشوا، فهذه الفرحة ستكون عليكم حسرة يوم القيامة. أنتم وأسيادكم في البيت الأبيض قد اختبرتم أهل العراق في الفلوجة ودمرتموها، وها هم ينهضون من جديد ليقفوا شوكة في حلوقكم، وها قد خبرتم أهل الموصل الذي سينهض أهله من جديد ليكونوا خنجرًا في خاصرتكم. إن هذه الأمة الكريمة الولادة يخرج من بينها الرجال الرجال في أشد الأوقات ظلمة واسودادًا، فانتظروا هؤلاء الرجال الصالحين الواعين عليكم وعلى أمثالكم وعلى مخططاتكم، إن لهذا الإسلام فكرة وحملة لها يسعون ليلًا ونهارًا من أجل رميكم في هاوية سحيقة، ونحن معكم في سباق حتى يفصل الله بيننا وبينكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا