Take a fresh look at your lifestyle.

هل فاتك يا شيخ الأزهر: أن اندماج المسلمين يعني ضياعاً لهويتهم الإسلامية؟!

 

هل فاتك يا شيخ الأزهر:

أن اندماج المسلمين يعني ضياعاً لهويتهم الإسلامية؟!

 

 

 

الخبر:

 

أعرب شيخ الأزهر أحمد الطيب، اليوم الأحد، عن استعداده لتدريب الأئمة الفرنسيين على نشر ثقافة الاندماج ومواجهة التحديات المعاصرة.

 

جاء ذلك خلال لقاء عقده شيخ الأزهر مع السفير الفرنسي بالقاهرة ستيفان روماتيه الذي أعلن أن بلاده ترغب في دعم التعاون مع الأزهر الشريف في جميع المجالات العلمية، وخاصة في مجال تدريب الأئمة والدعاة.

 

وقد أشار الطيب إلى أن “مواجهة الفكر المتطرف تحتاج إلى نظرة شاملة ومواجهة فعالة، مع ضرورة إعطاء مساحة أكبر من الاهتمام لفئة الشباب وبذل المزيد من الجهد لتوعيتهم بمخاطر التطرف والإرهاب”.

 

التعليق:

 

إنّ السبب الذي جعل الحكومات الغربيّة تفتح أبواب الهجرة إليها من القارات الخمس ومما يسمونه بالعالم الثالث على وجه التحديد وذلك بعد افتعالها الأزمات السياسية فيه وإفقاره بفضل سياساتها الاستعمارية، هو للحفاظ على التوازن السكاني وبعث الحيويّة والروح في الواقع الحياتي والاقتصادي الغربي، خصوصاً في ظل التضاؤل الرهيب للنسمة الغربيّة وانتشار الفئة الهرمة وتزايدها مع غياب فئة الشباب التي هي عامود الإبداع والابتكار واستمرار العجلة الاقتصادية والتي تبني عليها هذه الحكومات بقاءها واستمرارها في إحكام السيطرة على العالم كله.

 

وإذا كانت البلاد الغربيّة قد أوجدت نوعاً من التوازن السكانّي وفتحت بلادها واستطاعت أن تعبّئ المناطق الفارغة فيها بالقادمين من العالم الإسلامي وكافة الدول التي تعاني أزمات داخلية، إلّا أن تنامي أعداد المسلمين في الغرب أصبح همّا سياسيا يؤرق كافة الحكومات الغربية التي يوجد على أراضيها عشرات الآلاف من المسلمين الذين يعتبرون في بعض الدول أقلية دينية من بعد الديانة النصرانية، إذ أكدّت بعض الدراسات أن الإسلام يتمتع بمعدلات النمو الأعلى في أوروبا وذلك بعد إحصاء بوجود أكثر من 40 مليون مسلم في الاتحاد الأوروبي.

 

يُشكل ازدياد أعداد المسلمين واقعاً جديدا وتحدياً يهدد الأنظمة العلمانية القائمة في أوروبا والغرب بشكل عام، لذلك أصبح ما يُسمى بتعزيز الاندماج في المجتمعات الغربية والدعوة إليه أمرا ضروريا يُبحث في اللقاءات الأمنية والسياسية والدينية وذلك لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، هذا بالإضافة إلى استحداث وزارات خاصة من شأنها مساعدة المهاجرين على الاندماج.

 

وها هو سفير فرنسا لدى مصر يعلن أن بلاده ترغب في دعم التعاون مع الأزهر الشريف في جميع المجالات العلمية، وخاصة في مجال تدريب الأئمة والدعاة، فما كان من شيخ الأزهر إلّا أن لبّى هذا الإعلان لينفذ رغبة أعداء الإسلام متغافلا عن معنى الاندماج المطلوب وهو أن يعيش المسلمون حسب الأنظمة الرأسمالية ليتخذوا منها المقاييس الغربية للحكم على الأفعال والأشياء، أي اتخاذ وجهة نظرهم كمقياس الحلال والحرام في تدبير شؤون حياتهم.

 

فلا يمكن لشيخ الأزهر أن يفهم الاندماج على أنه تعلم المسلمين للغات الدول الغربية وأخذ ما لديهم من التكنولوجيا لتطوير بلادنا الإسلامية!! لا يمكن ذلك وهو يسمع ليلا نهارا وبشكل واضح وصريح لا لبس فيه التصريحات والمواقف التي يُدليها المسؤولون الغربيون في المحافل الدولية بل وفي عقر دارنا، التي جعلت من هذا المصطلح مصطلحاً سياسياً يراد منه القضاء على الهوية الإسلامية الصادرة من الحضارة الإسلامية في سبيل محاربة ما يسمونه (التطرف والإرهاب).

 

إن الخطير في الموضوع هو اعتبار الاندماج واجباً شرعياً يجب على الجاليات الإسلامية في الدول الغربية تحقيقه ينادي به علماء وأئمة المسلمين لتكريسه والحفاظ عليه، فيقعون فيما حذر الله منه في قوله تعالى ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

 

فها هم بعض علماء الأزهر يثبتون يوما بعد يوم أنهم جزء منفصل عن سائر الأمة الإسلامية، فبدل أن يبحثوا بمشاكلها التي تعاني منها في كل أصقاع الأرض لإيجاد سبيل الخلاص لها من تحكم العلمانية بإدارة شؤونها، نجدهم يجتمعون ويبحثون مشكلات الغرب من تزايد أعداد المسلمين وتهميش أحكام الإسلام لنيل الرضا والتبريكات منهم.

 

إننا نتوجه بالنصيحة لمن يدّعون حرصهم على المسلمين، أن يحذروا من أن يكونوا دعاة للباطل وأن يتذكروا قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

2017_07_13_TLK_3_OK.pdf