السياسة التركية الفاسدة تجاه سوريا
السياسة التركية الفاسدة تجاه سوريا
(مترجم)
الخبر:
الرئيس رجب طيب أردوغان يستقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. حيث بدأ الاجتماع، الذي كان مغلقا أمام الصحافة، في الساعة الثالثة والربع في مقر القصر الرئاسي في طربية. كما وشارك في الاجتماع رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال خلوصي أكار، ووكيل وزارة التجارة والصناعة، هاكان فيدان، ورئيس اللجنة إبراهيم كالين. (جريدة حريات التركية)
التعليق:
خلال الأشهر الأولى من الثورة السورية. ومع أنه لم تكن قد بدأت عسكرة الثورة ولا وجدت المعارضة العلمانية. إلا أن نظام الأسد قصف بالدبابات والمدافع الشعب السوري الثائر. وقد قامت مجموعة من أهل سوريا الذين يعيشون في تركيا بترتيب اجتماع مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو وطلبوا منه المساعدة. وقال داود أوغلو: “إذا لم تقوموا بإنشاء مجلس، فلن نتعرف نحن ولا العالم عليكم”. وقام بإخراج أولئك الذين جاءوا طلباً للمساعدة. وبعد ذلك تم تأسيس مقدمة مجلس علماني ديمقراطي، وعقدت مؤتمرات في أنطاليا، وإسطنبول، وتشكل المجلس من بعض أهل سوريا الذين يعيشون خارجها. ثم تحول مجلس المعارضة هذا إلى ائتلاف في العاصمة القطرية الدوحة مع لمسة من أمريكا، حيث صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن ذلك بالقول بأنه “لا يوجد له امتداد في ميدان المعركة”. من ناحية أخرى، تعاونت تركيا مع أمريكا عسكريا وسياسيا واستخباراتيا تحت اسم “آلية التشغيل”. وشاركت تركيا في التحالف الصليبي الذي أنشأته أمريكا. وقد فتحت بعثتها أمام قوات التحالف مع أمريكا، ووافقت على التصميم الذي وافق على تمرير القوات الأجنبية. وأيدت مؤتمري جنيف وأستانة اللذين كانا من ضمن المؤامرات ضد الشعب السوري. ولعبت تركيا دوراً رئيسياً في سقوط حلب، في “إنجاح” فشل النظام وروسيا وإيران ومليشياتها في حلب. وبما أن السياسة التركية في سوريا تتقدم في إطار النظام الدولي (أمريكا)، فإن دور تركيا يبدو في الظاهر أنه لصالح الشعب السوري وضد النظام. وستستخدم تركيا هذه القوة العاطفية بمجرد وصولها إلى دورها، بالوقوف بالقرب من المهاجرين في البلاد والمجموعات المعروفة باسم “المعتدلة”. لقد استخدمت هذا في الأمس مع حلب، واليوم فهي تستخدمه مع إدلب.
إن تركيا لا تشعر حتى بالحاجة إلى إخفاء خياناتها بعد الآن. فما قالته بالأمس، تقول عكسه اليوم. وهي تعتبر التعاون مع قتلة الشعب السوري؛ أمريكا وروسيا وإيران على أنه نجاح دبلوماسي. بالأمس فقط، قال الرئيس أردوغان: “ما الذي تفعله روسيا في سوريا؟” في الوقت الذي انتقد فيه سياسات إيران وأمريكا، والآن يقول إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس “يجري العمل بشكل ميكانيكي، على الأرجح في منطقة إدلب، سنكون بالأخص نحن والروس، وحول دمشق روسيا وإيران، وفي منطقة درعا في الجنوب ستتولى الأردن وأمريكا الأمر، بل إن هناك اقتراحا من الروس بأنه ربما القيرغيز والكازاخيين سيرسلون أعداداً معينة من القوات أيضاً”. إن أمريكا تستخدم الدول المذكورة كحصان طروادة. حيث يقومون بالأعمال القذرة نيابة عنها. وتتعاون تركيا مع أمريكا وروسيا اللتين تدعمان وبشكل علني الجماعات التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية.
في الواقع، التقى الرئيس أردوغان مع وزير الدفاع الروسي شويغو في إسطنبول يوم الأحد 2 حزيران/يونيو. وكما ذكرت وسائل الإعلام، فإن “الوضع في سوريا، ومفاوضات أستانة والحد من التوتر في سوريا” يقال إنها من الأمور التي ستتم مناقشتها. وليس خافياً أن إدلب هو الموضوع الوحيد. وفي إطار القرار الذي اتخذ في اجتماع أستانة، فقد تقرر أن روسيا وتركيا ستستقران في إدلب. والآن تتم مناقشة تفاصيل هذا الموضوع. إن تركيا، جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر قامت في 24 آب/أغسطس 2016، بإطلاق عملية الفرات تحت اسم محاربة تنظيم الدولة في جرابلس والباب في شمال سوريا، وسحبت جماعات المعارضة المعتدلة في سوريا وقد أضعفت حلب وأدت إلى سقوطها. والآن روسيا وتركيا، اللتان سوف تستقران في إدلب تحت ذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب، ستسلمان إدلب للنظام. وسيتم تطبيق الاستراتيجية المماثلة المطبقة في حلب على إدلب هذه المرة. وقد ضحت تركيا بحلب لبدء علاقاتها مع روسيا بعد أزمة الطائرة. والآن سوف تضحي بإدلب للمضي قدما في العلاقة.
إن على الثوار في سوريا أن يفهموا ويهتموا جيداً لعلاقاتهم مع الدول الراعية، وعليهم أن يتوحدوا تحت قيادة إسلامية سياسية صادقة لا تكذب على شعبها، وإلا سيكونون لقمة سهلة للعديد من الدول الإقليمية والدولية. لذلك فعلى الشعب السوري والثورة السورية أن يفتحوا أعينهم ويكونوا يقظين ضد شراك البلدان التي قامت بأعمال تجارية مع قتَلَتهم، وعليهم أن لا يسمحوا بتقسيمهم إلى جماعات معتدلة وجماعات متطرفة. لأن الحقيقة هي أن ملة الكفر واحدة، والكافرون هم أعداء الإسلام والمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز