Take a fresh look at your lifestyle.

منتهى السعادة في المجتمع الغربي

 

منتهى السعادة في المجتمع الغربي

 

 

 

الخبر:

 

تمكن مكتب التحقيقات الفدرالي الألماني من تفكيك خلية “إنترنت” ينتسب لها ما يقارب 90 ألفا من الشاذين جنسيا في بلاد متعددة منها ألمانيا والنمسا وإيطاليا ونيوزيلاند. [فوكوس]

 

التعليق:

 

لقد أصبح مجال الشذوذ المفتوح في الإنترنت يفوق التصور، بل إن الاختصاصيين في مجال الشبكة العنكبوتية يؤكدون أن 25% من كلمات البحث في جوجل تتعلق بالجنس، وهو تقريبا 68 مليون طلب بحث في اليوم الواحد، وهناك أكثر من 35% من المواقع في الشبكة يساهم بصورة أو بأخرى في إشاعة الفاحشة والترويج لها، وأن 43% من المستخدمين للشبكة يتصفحون مواقع إباحية، هذا وللعلم، فإن أكثر المتصفحين لهذه المواقع هم الألمان بنسبة 12.5% يتبعهم الإسبان ثم البريطانيون وأكثر المنتجين لها هم الأمريكان.

 

عندما يصل الحد في الإباحة إلى درجة استباحة المحارم والاعتداء على الأطفال وتصويرهم من قبل ذويهم ونشر صورهم بكل همجية وبذاءة، الأمر الذي دفع السلطات لاتخاذ إجراءات تجاه هذه الشبكات المفسدة، عندما يصل الأمر إلى هذا الحد فقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل حتى على الرأسمالي النفعي الذي يعترف أن هذه المواقع تدرُّ على أصحاب الشبكات ما يقارب 12.5 مليون يورو يوميا، وما يلحق ذلك من تجارة بالفاحشة بأرقام فلكية مثل الأفلام والصور ومنتجات ومستحضرات وغير ذلك، هذه التجارة التي تعود على الدخل القومي للبلاد بمبالغ هائلة من الضرائب ما يعني تبرير وجودها وترخيصها وإيجاد سند قانوني لمن يمارسها ويروج لها.

 

الحالات النفسية لضحايا الاعتداءات الجنسية تنذر بالخطر المحقق في المجتمع الذي أصبح على هاوية الانحدار. ومع ذلك فإن السلطات لا تسعى جادة في تغيير القوانين المتعلقة بهذه الحالات الشاذة، بل تساعد على استمرارها وترويجها كما حصل مؤخرا في ألمانيا من إصدار قانون يعدل تعريف الحياة الزوجية ويسمح بالمثلية ويعتبر زواج المثليين شرعيا. وقد كانت بلاد أخرى غربية سبقت ألمانيا في هذا التقنين.

 

مما تشمئز منه النفوس أن يطلع علينا المحقق الفدرالي ليخبر عن صور شذوذ مشينة للإنسانية وحالات تنحدر دون مستوى قوم لوط، حيث يتاجر الأب بمشاهد شاذة مصورة مع ابنته وابنه الأطفال، ثم لا يجد المدعي العام مسوغا قانونيا للقبض على هؤلاء الجناة في كثير من الحالات بحجة عدم بلوغ الأمر حد الجناية القانونية، وقد بلغ عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها لدى الشرطة في ألمانيا العام الماضي 12019 حالة اعتداء على الأطفال. [موقع ستاتيستا]

 

هذا غيض من فيض وبدون مبالغة في الأرقام، ومن المعلوم أن الأرقام السوداء أضخم وأكبر.

 

لو أن السلطات بقوتها القانونية وما يساندها من قوة إعلامية أخذت على عاتقها الدور الصحيح في تبني شؤون المجتمع ورعايته لما سمحت لمثل هذا الشذوذ أن يستفحل في المجتمع، ولكن هيهات هيهات… فقد انشغلت كلها في محاربة الإسلام الذي يدعو إلى الفضيلة والحفاظ على النسل وتوجيه الغرائز وضبط إشباعها.

 

والشاهد هنا أن الموقع الذي تم تفكيكه مؤخرا يعرف باسم “Elysium” والتي تعني منتهى السعادة، ومثله الكثير في الشبكة السوداء التي تعج بمثل هذه المواقع الإجرامية.

 

من الناحية المبدئية، فإن “السعادة لدى الحضارة الغربية هي إشباع المتع الجسدية، بخلاف الإسلام فإن السعادة عنده هي الطمأنينة الدائمة، سواء أشبعت المتع الجسدية أو أصابها الحرمان، فإنه إذا وُجدَت الطمأنينة الدائمة نال الإنسان السعادة، وإذا لم توجد لم ينل السعادة، وإذا أُشبعت جميع المتع الجسدية، فلا تتحقق السعادة إلا بالطمأنينة الدائمة وهي تنال بنوال رضوان الله، ومن هنا كانت السعادة بمعناها الأساسي طلب رضوان الله، لأن به تتحقق الطمأنينة الدائمة”. [ميثاق الأمة – حزب التحرير]

 

فعلام يلهث البعض خلف هذه الحضارة الفاسدة المدمرة للمجتمعات والمهلكة للإنسانية؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

2017_07_16_TLK_2_OK.pdf