مجموعة العشرين منفعة للدول العشرين، ومعاناة لـ 7.5 مليار شخص
(مترجم)
الخبر:
7 تموز/يوليو 2017: استضافت ألمانيا محادثات “صعبة” بين دول مجموعة العشرين حول التجارة والمناخ.
ذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة أن المحادثات حول التجارة العالمية في قمة مجموعة العشرين أصبحت صعبة للغاية وأن الخلافات حول تغير المناخ كانت واضحة أيضاً، حيث اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين طوال اليوم في مدينة هامبورغ المستضيفة للقمة. (أسوشيتدبرس)
التعليق:
مجموعة الست، ومجموعة السبع، ومجموعة الثماني، ومجموعة العشرين هي قائمة من العديد من المجموعات الموجودة اليوم. إنها مجموعات يجتمع فيها زعماء بلدان قليلة معا لاختراع النظام الذي يصنع السياسات على الصعيد العالمي لسنوات عديدة، ولكنهم لا يزالون حتى الآن يجتمعون لحل المشاكل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية العالمية. لقد فشلت مجموعة العشرين في كسر سياسات السوق الحرة المتعبة والواهنة التي جلبت الدمار إلى العالم.
إن الدول العشرين الأعضاء في المجموعة لم يتمكنوا من الاتفاق على قضية التجارة والمناخ، فكيف يتوقع منهم أن يحلوا مشاكل العالم، إنه مجرد حلم. كما وأن أعمال الشغب العنيفة والاحتجاجات السلمية في هامبورغ من قبل الجماعات الاشتراكية والمناهضة للرأسمالية قد أظهرت غضب الشعب وظلم النظام.
فبعد سقوط دولة الخلافة العثمانية في عام 1924م واستبدال النظام الإسلامي الذي حكم العالم منذ أكثر من 1400 سنة، أثبتت الأحداث أن النظام الرأسمالي الذي نجا لأقل من قرن من الزمان، لا يمكن أن يستمر أكثر، كما وأنه غير قادر على توفير الحلول والعدالة للعالم. فيوما بعد يوم، وعاما بعد عام، يزيد النظام الرأسمالي الوضع سوءاً ويوسع الثغرات.
فالدول الرأسمالية منذ البداية تقاتل باستمرار من أجل مصلحتها الخاصة من خلال الحروب والاستعمار واستخدام المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الناتو والميثاق التجاري والمنتدى الدولي كبديل لتبرير أعمالها وتحديد السياسات لكسب الاحتكار والسيطرة عليه. إن كل ما يفعلونه هو فقط للتأكد من حصولهم على الفائدة والمنفعة كلها.
لقد فشل النظام الرأسمالي. وقد بدأت كل دولة من هذه الدول الآن في إظهار وجهها الحقيقي الأناني لحماية منافعها الذاتية بدلاً من العمل معاً من أجل “حل” القضايا العالمية و”تقاسم” الثروة كما يفترضون ويصرحون القيام به. فقد أهملت كل دولة منهم الاتفاق على الاشتراك. وأظهرت كل دولة سلطتها على الأخريات. بل واتفق أعضاء مجموعة العشرين بشكل جماعي على أن الجماعات الإسلامية هي جماعات (إرهابية)، بعيداً عن الجماعات البوذية والهندوسية والصهيونية التي قتلت المسلمين. إن المعايير المزدوجة تجاه الإسلام مستمرة بدلاً من أن تكون موجهة ضد النظام العلماني الذي يحكم غالبية هذه الدول.
لقد أثبتت الشريعة الإسلامية والأحكام الإسلامية للعالم أجمع إمكانية استمرار النظم الإسلامية لقرون طويلة، وإرساء العدالة للبشرية بغض النظر عن أجناسهم وقومياتهم، كما ووفرت الرخاء والازدهار والتوزيع العادل للثروة، كما ونشرت العدل والسلام في العالم والاستقرار السياسي. حيث إن النظام الإسلامي هو نظام للجميع بينما النظام الرأسمالي هو لمجموعة العشرين فقط. قال الله تعالى: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد يوسف