بين حانة ومانة ضاعت لحانا… الجزيرة والعربية نموذجاً!
بين حانة ومانة ضاعت لحانا… الجزيرة والعربية نموذجاً!
الخبر:
أجرى الرئيس الأمريكي “ترامب” مؤخراً لقاءً مع شبكة سي بي إن، وهي بالمناسبة شبكة حاقدة (شبكة التلفزة المسيحية).
وقد أبرزت قناتا الجزيرة والعربية المقابلة كما يلي:
ترامب: أبلغت السعوديين بأنني لن أشارك في قمة الرياض ما لم يدفعوا مئات مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الأمريكية. (الجزيرة 15 تموز 2017)
ترامب: قطر عُرفت بأنها تمول (الإرهاب) وقلنا لهم لا يمكنكم فعل ذلك. ولا بد من تجويع الوحش… والوحش هو (الإرهاب). (العربية 15 تموز 2017)
التعليق:
عند مشاهدة اللقاء كاملاً من مصدره الأصلي http://bit.ly/2kDz7Aw، نجد أن ترامب قد قال بالفعل إنه قد أبلغ السعوديين بأنه لن يشارك في قمة الرياض ما لم يدفعوا مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الأمريكية، وأنه قد قال بالفعل إن قطر عُرفت بتمويل (الإرهاب) وأنها لا يمكنها فعل ذلك بعد الآن. إلا أن القناتين بكل “مهنية إعلامية” اقتطعتا ما يناسبهما وما يناسب سياسات الدول الراعية دونما احترام لعقل المشاهد!
هذا من جهة فنية، أما الواقع، فسؤال يطرح نفسه برسم الإجابة: لماذا هذا التهافت على تحوير وقصقصة تصريحات ترامب بما يدعم موقف الدول الراعية السعودية وقطر؟!
وكأننا أمام أطفال يتسمرون أمام الشاشة لمشاهدة نجمهم المفضل؛ ينتقي كل طفل منهم اللقطة التي تناسبه فيطير بها فرحاً!
إنه لمن المؤكد أنه لا يرد على ذهن الجزيرة والعربية ومن هم خلفهما، أن هذه التغطية الإعلامية في جوهرها “هراء”. ذلك أن أمريكا ترامب وقبل ترامب، في حقيقتها دولة مارقة غير مؤهلة لأن تصنف وتنظّر لمحاربة (الإرهاب)، فهي شجرة الإرهاب في عالم السياسة المعاصر. وعلى الشعوب الحية بمثقفيها وسياسييها وإعلامييها وكتّابها…الخ أن تتجاوز أنظمتها الميتة وسقطها من مثقفين وسياسيين وإعلاميين وكتّاب…الخ. تتجاوز مسلماتهم وقواعد لعبتهم السياسية، تتجاوز تبعيتهم للنظام الدولي والشرعة الدولية، تتجاوز سباقهم في خطب ود سيد البيت الأبيض وغيره من بيوت عواصم الغرب، تتجاوز خطابهم السياسي القميء.
لا بد أن تنطلق الشعوب من قاعدة مختلفة كلياً في نظرتها للواقع والأحداث السياسية، وأن لا تنخدع وتتورط في مأزق المقارنة بين السيئ والأسوأ! أو أن تنخدع بدموع من ينحرها!
نعم… العاصم من هذه القواصم هو في إدراك أمرين مهمين:
1- أن منطقة العالم الإسلامي هي منطقة نفوذ متوزعة بين الدول الكبرى العدوة للإسلام والمسلمين، وأن الأنظمة تسير في ركاب هذه الدولة الكبرى أو تلك.
2- وأن أحكام الإسلام الذي تحمله الشعوب لا بد أن تُترجم عملياً إلى مقياس تنظر من خلاله إلى واقع الأنظمة والسياسات.
وحريٌّ بالأمة إن هي أدركت هذين الأمرين أن تقطع شوطاً كبيراً في كفاحها للتحرر من سيطرة الاستعمار والسير في طريق النهضة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت