هوس الفصل بين الجنسين (مترجم)
هوس الفصل بين الجنسين
(مترجم)
الخبر:
تعرض مهرجان الموسيقى في السويد لانتكاسة إثر سلسلة مزاعم اعتداءات جنسية، حيث تم إلغاء المهرجان الرئيسي بسبب هذه القضية. وفي يوم السبت، أعلن أكبر مهرجان في البلاد، برافالا، عن أنه لن ينعقد في 2018 بعد أن قالت الشرطة بأنها تلقت تقارير عن أربع عمليات اغتصاب و23 حالة اعتداء جنسي خلال هذا العام. (الإندبنتنت)
التعليق:
ردا على المشكلة أعلاه، فقد جاء أحد الفنانين الكوميديين السويديين بفكرة إنشاء مهرجان للإناث فقط إلى أن “يتعلم الرجال حسن التصرف”.
إن هذه الاعتداءات التي تتعرض لها النساء ليست مشكلة تخص السويد فحسب بل هي مشكلة عالمية، وقد رأينا طرقا مختلفة في محاولة التعامل معها. وفي العام الماضي على سبيل المثال، تحولت صفحات 28 مهرجانا في بريطانيا على مواقعها على الإنترنت إلى اللون الأسود دعما لحملة #saferspacefestivals التي أطلقت لزيادة الوعي على العنف الجنسي بحق النساء. ومهرجانات أخرى على سبيل المثال، كمهرجان غلاستونبيري، حيث أنشئت فيه مناطق نسائية استجابة للنساء اللاتي يشعرن بشكل متزايد بعدم الأمان. وها نحن نرى المغنيات أيضا كالمغنية الأمريكية كاثلين حنا قد استجابت لهذا الواقع بأن أصرت على أن تكون الصفوف الأمامية في حفلاتها للنساء فقط.
وتدافع المبادرات المختلفة عن اقتراحاتها بحجة أن “وضع منطقة خاصة بالنساء لا يهمش المرأة، المرأة بحاجة إلى منطقة آمنة”. وردا على ادعاء أن هذه التدابير تعكس التعصب الجنسي فقد أجاب أصحاب المبادرات عن ذلك بأن ذلك هراء لا قيمة له. “إن مناطق خاصة بالنساء فقط ستدعم وتساند في بيئة يمكن أن تكون مخيفة”.
لطالما كان الفصل بين الجنسين جزءا لا يتجزأ من النمط الإسلامي الاجتماعي والأدلة على ذلك موجودة في القرآن والسنة. وهو أيضا ممارسة لطالما تعرضت لهجوم عنيف في الغرب من قبل وسائل الإعلام والسياسيين المتحيزين. وكثيرا ما كان يُدّعى بأن الفصل بين الجنسين ممارسة لا تتواءم وأسلوب الحياة الغربي والقيم الغربية الليبرالية. وقد أدت هذه المخاوف المغرضة فيما مضى إلى حظر بعض الفعاليات الإسلامية لذات المبدأ الذي أصرت عليه المغنية حنا في نهجها غير الرسمي الذي يقضي بـ “أن تكون النساء في الصفوف الأولى”.
ولهذا السبب فإنه من المهم أن يفهم المسلمون أن الفصل بين الجنسين ليس هو المشكلة في الحقيقة. فالظاهر أن هذا لا يصبح مشكلة إلا إن تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين. إن الإعلاميين والسياسيين المناهضين للإسلام يستخدمون هذه المفاهيم لمحاولة التأثير على عقول المسلمين وغير المسلمين سلبا تجاه المفاهيم العظيمة للإسلام. وهم بذلك يأملون في إعادة تشكيل الإٍسلام ليصبح شبيها بثقافتهم المشوهة، البعيدة كل البعد عن التناسق والتي تتغير دوما لتتلاءم مع المشاعر السائدة.
دعونا كمسلمين نعي فلا نقع في فخ هذه الدعاية السلبية ونقف عند حقيقة الأمر، إنها معركة بين الحق والكفر. ولا تدَعوا بذور الشك تخترق عقولنا عند تفكيرنا في أحكام الله تعالى التي شرعها لنا سبحانه وتعالى. إن الإسلام هو سبيل النجاة ليس في الدنيا فحسب بل في الدنيا والآخرة أيضا.
﴿لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسمين مالك
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير