ما وراء الحكم على العسكري الأردني معارك أبو تايه
بالسجن مدى الحياة الذي أرادته أمريكا
الخبر:
محكمة أمن الدولة الأردنية تصدر حكما بالسجن مدى الحياة على الجندي الأردني معارك أبو تايه الذي قتل ثلاثة عسكريين أمريكيين في الجفر.
التعليق:
على الرغم من أن البيان الرسمي الصادر عن الحكومة الأردنية وعلى لسان الناطق الرسمي باسمها محمد المومني أن الجندي الأردني قام بذلك وفق ضوابط وقواعد الاشتباك العسكري، يعني أنه قام بواجبه العسكري ووفق ما لديه من تعليمات وأوامر بعد العملية الإجرامية في مدينة الكرك، إلا أن الحكومة الأردنية خضعت خانعة للضغوط التي مارستها السفارة الأمريكية في الأردن وسارعت إلى إصدار بيان آخر أسقطت منه التزام الجندي الأردني بقواعد وضوابط الاشتباك العسكري غير مدركة لما سيترتب على ذلك من إجرام في حق أحد أبناء المؤسسة العسكرية الأردنية، وغير مدركة لما تريده أمريكا من وراء تجريم الجندي معارك أبو تايه والحكم عليه بالسجن مدى الحياة. لقد أرادت أمريكا من ذلك التأكيد لأهل الأردن بأنها قادرة دائما على إخضاع النظام الأردني لما تريد دون أن تحسب لأهل البلاد أي حساب وأنها قادرة على تحقيق وتنفيذ ما تريده في الأردن، ليس في المجال الاقتصادي والعسكري والأمني والاجتماعي فحسب، بل حتى هي قادرة على تغيير الحقائق وتحويل الباطل إلى حق، وأرادت أيضا أن توجه رسالة للمؤسسة العسكرية مفادها أن واجبكم العسكري يتوقف عندما يكون المعتدي أمريكا أو جنودها، أرادت أن تقتل الروح المعنوية عند أبناء المؤسسة العسكرية ليتقاعسوا عن القيام بالواجب أمام أعداء الأمة وخصوصا أمريكا تجنبا للمحاكمة والمساءلة، أرادت أمريكا أن تؤكد لأهل البلاد بأن قضاءكم يتقزم ويقلب الحق باطلاً أمام الرغبة الأمريكية، فكيف عندما يكون الخصم هو أمريكا ذاتها؟!
إن كل ما تقوم به أمريكا هو من ضمن مخططاتها في توسيع الفراغ السياسي في الأردن ظنا منها بأنها ستتمكن من إملائه من خلال عملائها والسائرين بركبها من السياسيين، غير مدركة أن المسلمين في الأردن لن يمكنوها من ذلك ولن يقبلوا أن يملأ هذا الفراغ إلا الإسلام كنظام حياة ومنه نظام الحكم، فإن اليوم الذي ستتعانق فيه الأمة مع جيوشها ويسيرون معا نحو العزة والمجد هو قريب بإذن الله سبحانه وتعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح أبو سوا قطيشات
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن